رحيل وزير الخارجية المغربي الأسبق محمد بنعيسى.. صديق مصر المخلص

انتقل إلى رحمة الله محمد بنعيسى، وزير الخارجية المغربي الأسبق، مساء الجمعة الماضية عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع مع المرض.
وفي برقية تعزية بعثها إلى أسرة الفقيد، نعى العاهل المغربي الملك محمد السادس الراحل بكلمات مؤثرة، مؤكدًا أنه كان “خديمًا أرضيًا مخلصًا للوطن، تشبث بثوابت الأمة ومقدساتها، وظل وفيًا للعرش العلوي المجيد طوال مسيرته الحافلة بالعطاء الوطني المثمر”.
عرف عن الفقيد حبه العميق لمصر وشعبها، حيث أكمل دراسته الثانوية بمدينة الإسكندرية، ودرس الصحافة لمدة عام في جامعة القاهرة، ما جعله على دراية واسعة بالثقافة المصرية، وعزز من ارتباطه بها ليصبح من أبرز أصدقاء مصر المخلصين.
خلال توليه وزارة الخارجية المغربية بين 1999 و2007، شهدت العلاقات المغربية المصرية تطورًا ملحوظًا على مختلف الأصعدة، كما حرص على دعم الحراك الثقافي المشترك، حيث كان يدعو المفكرين والمثقفين المصريين سنويًا للمشاركة في مهرجان أصيلة الثقافي الدولي، الذي أسسه ليصبح منصةً بارزة تجمع الأصوات الإفريقية والدولية لمناقشة قضايا المنطقة وتعزيز الحوار الثقافي والسياسي.
حافظ الراحل على علاقات شخصية وطيدة مع كبار الشخصيات المصرية، ومن بينهم وزير الخارجية المصري الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وكان حريصًا على زيارتهم والتواصل معهم بانتظام.
وصف محمد بنعيسى بأنه أحد أهم رجال الدولة المغربية، حيث شغل مناصب حساسة ودبلوماسية بارزة، منها وزارة الخارجية، وزارة الثقافة (1985-1992)، وسفير المغرب في واشنطن (1993-1999). كما عمل ملحقًا إعلاميًا بالبعثة المغربية لدى الأمم المتحدة، وشغل مناصب قيادية في منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، حيث تولى إدارة قسم الاتصال، ثم منصب الأمين العام المساعد لمؤتمر الغذاء العالمي للأمم المتحدة عام 1975.
برحيله، فقدت المغرب ومصر أحد أبرز الشخصيات الدبلوماسية والثقافية التي ساهمت في تعزيز العلاقات الثنائية، وترك بصمة واضحة في مسيرة التعاون العربي والإفريقي