في عهد السيسي.. مصر رائدة في السياحة البيئية والمحميات الطبيعة

أبرز موقع “ترافل تور” الدولي، في تقرير نشره اليوم، على هامش الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة، جهود الدولة المصرية في مجال الحفاظ على البيئة، والتنمية المستدامة، في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، الذي أولى اهتماما خاصا بالبيئة وحماية الحياة البرية، ما صعد بأسم مصر في القائمة الدولية للمقاصد المتقدمة في مجال استضافة ورعاية الطيور المهاجرة، وسياحة البيئة.

السياحة البيئية

وذكرت افتتاحية التقرير: “تُعزز مصر استراتيجيتها البيئية الوطنية بتركيز متجدد على حماية الطيور المهاجرة وتطوير السياحة البيئية في مناطقها الرئيسية. وتهدف هذه الخطة الاستشرافية إلى ترسيخ مكانة مصر كنموذج يُحتذى به في دمج الحفاظ على التنوع البيولوجي مع نمو السياحة المستدامة، وبصفتها منطقة عبور رئيسية على طول مسار الطيور المهاجرة العالمي، تلعب مصر دورًا حيويًا في دعم أسراب الطيور التي تنتقل بين القارات”.

وتابع: “ولتعزيز جهودها، أعلنت مصر عن سلسلة من المبادرات التي تجمع بين الحفاظ على الموائل والمشاركة العامة وتنمية السياحة البيئية، ومن أبرز رموز البرنامج، جدارية جديدة تُصوّر أنواعًا مختلفة من الطيور المهاجرة، سيتم تركيبها قريبًا في موقع مراقبة بارز، مما يعزز رسالة الدولة في الوعي البيئي والمسؤولية البيئية العابرة للحدود”.

Images (21)

يعود تاريخ الحوكمة البيئية في مصر إلى عقود مضت، حيث أرسى إنشاء المحميات الطبيعية والهيئات التنظيمية في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، أسس سياسة حديثة للحفاظ على البيئة، وفي السنوات الأخيرة، عززت الحكومة التزامها، مواءمة حماية الحياة البرية مع تخطيط الطاقة والبنية التحتية، وقد حدث تحول ملحوظ بعد استضافة مؤتمر دولي للتنوع البيولوجي في منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، مما ألهم تنسيقًا أقوى للسياسات بين الهيئات البيئية والقطاعات الأخرى.

الطاقة المتجددة

وأكد التقرير: “من نتائج هذا التحول دمج حماية الطيور في أجندة الطاقة المتجددة في البلاد، ومن خلال رسم خرائط مسارات الهجرة وتحديد المناطق عالية الخطورة، اعتمدت مصر تدابير للحد من الأثر البيئي لمشاريع تطوير الطاقة، وقد حظي هذا النهج المتوازن بتقدير شبكات الحفظ العالمية، وحاز على إشادة لدور مصر في حماية الأنواع على طول ممر الهجرة الأفرو-أوراسي”.

وعلى الصعيد العملي، تُبذل جهودٌ لاستعادة الموائل وتحويل المساحات المهملة إلى بيئات صديقة للبيئة، ففي المناطق الساحلية، تحوّلت مناطق معالجة المياه المهملة سابقًا إلى أراضٍ رطبة نابضة بالحياة، تجذب الآن أنواعًا متنوعة من الطيور، ولا تُوفّر مواقع الترميم هذه نقاط استراحة آمنة للأسراب المهاجرة فحسب، بل تُشكّل أيضًا وجهاتٍ جديدةً للسياح البيئيين الباحثين عن فرصٍ لمشاهدة الطيور.

17404791160

ولتعزيز السياحة المستدامة، أطلقت مصر حملة وطنية تُبرز ثلاثة عشر وجهة بيئية في أنحاء البلاد، وتُبرز هذه المواقع، التي تتراوح بين المحميات الصحراوية والموائل الساحلية، تنوع المناظر الطبيعية في مصر، وتُشجع الحملة على السفر المسؤول، مُقدمةً للزوار تجارب سياحية تُولي أهمية كبيرة للتعليم والحفاظ على البيئة وتقليل الأثر البيئي.

وبالإضافة إلى تطوير الموقع، وُضعت الحكومة معايير جديدة للنزل البيئية لضمان استيفاء أماكن الإقامة داخل المناطق المحمية لمعايير الاستدامة، تشمل هذه المعايير إرشاداتٍ حول البناء، واستخدام الطاقة، وإدارة النفايات، والمشاركة المجتمعية. والهدف هو مواءمة خدمات الضيافة مع قيم الحفاظ على البيئة، مما يسمح للسياحة بدعم التوازن البيئي بدلاً من الإخلال به.

ويقول التقرير: “ومن أبرز قصص النجاح البيئي في إطار هذه المبادرة إعادة تأهيل بحيرة قارون في وسط مصر، كانت البحيرة في السابق محطة توقف مهمة للطيور المهاجرة، لكنها عانت لسنوات من التدهور بسبب التلوث والإفراط في الاستخدام، فمنذ إطلاق مشاريع الاستعادة عام 2018، تحسنت جودة المياه وبدأت أعداد الطيور بالعودة، وهو مؤشر مبكر على أن الجهود البيئية طويلة الأمد تؤتي ثمارها”.

ويتزايد الاهتمام بالتراث الطبيعي المصري، حيث تُسهم المعارض والفعاليات البيئية المُخصصة للحياة البرية في تعزيز الوعي العام وتشجيع مشاركة المجتمع في جهود الحفاظ على البيئة. وتلعب هذه الفعاليات الثقافية دورًا محوريًا في تعزيز الوعي ودعم المبادرات البيئية.

مراصد الطيور في مصر

وتعد مراصد الطيور في جميع أنحاء مصر محطات رصد مهمة، تجمع بيانات موسمية عن أنماط الهجرة ومشاهدات الأنواع النادرة، وتُسهم هذه المعلومات في إثراء القرارات السياسية، وتدعم جهود البحث الجارية الرامية إلى تعزيز أطر الحفاظ الإقليمية.

وبفضل هذه الاستراتيجية متعددة الجوانب، تُعزز مصر مكانتها كدولة رائدة في مجال رعاية التنوع البيولوجي والسياحة المستدامة، ومن خلال ربط حماية الموائل بالسياحة البيئية والترميم والتعليم، تُرسي الدولة معيارًا يُحتذى به لكيفية تعايش الطبيعة والسياحة في وئام لصالح الأجيال القادمة.

After Content Post
You might also like