“زراعة رجال الاعمال” :تدريب 60 ألف متدرب على تطبيق المبيدات والرقابة

عقدت جمعية رجال الأعمال المصريين، برئاسة المهندس علي عيسى، اجتماعاً موسعاً نظمته لجنة الزراعة والري بالجمعية، برئاسة المهندس مصطفى النجاري، وبمشاركة المهندس منصور الجبلي، نائب رئيس اللجنة، وذلك بحضور الدكتور محمد إبراهيم عبد المجيد، رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية بوزارة الزراعة، وعدد من ممثلي الإدارة التنفيذية للجنة.
جاء الاجتماع بهدف فتح حوار مباشر حول الدور الحيوي الذي تضطلع به لجنة مبيدات الآفات الزراعية في تنظيم وضبط تداول المبيدات وضمان استخدامها الآمن وفقًا للمعايير الدولية، بالإضافة إلى بحث آفاق التعاون بين القطاع الخاص واللجنة، وتسليط الضوء على المتغيرات البيئية وتأثيرها على الإنتاج الزراعي، إلى جانب التعريف بدور المعامل المركزية المعنية بتحليل المبيدات ومتبقياتها.
تراجع المبيدات شديدة السمية إلى 3.5%
من جانبه، أعلن الدكتور محمد عبد المجيد، أن نسبة المبيدات شديدة السمية المستخدمة في مصر انخفضت بشكل ملحوظ إلى 3.5% فقط، مقارنة بـ35% خلال السنوات الماضية، رغم التوسع الزراعي وزيادة استخدام المبيدات. وأوضح أن اللجنة تستهدف خفض متوسط استهلاك المبيدات للفرد إلى نحو 100 جرام فقط، مقارنة بمتوسطات تصل إلى 350 جرامًا في بعض الدول، ما يعكس التوجه نحو الاستخدام الرشيد للمبيدات في الزراعة المصرية.
وأضاف أن السوق المصري يشهد حالياً تداول نحو 3300 مستحضر تجاري من المبيدات، تتنوع في درجة السمية، مؤكداً أن جهود اللجنة خلال السنوات الماضية أسهمت في تقليص المبيدات شديدة السمية من 30% إلى أقل من 4% عبر أنظمة رقابية وتحليلية وتوعوية متكاملة.
وأشار إلى أن مصر تستورد نحو 70% من احتياجاتها من المبيدات من 27 دولة، تتصدرها الصين بنسبة 44%، كما تضم البلاد 48 مصنعًا للمبيدات، منها 3 مصانع فقط تُصنّع خارج نطاق براءات الاختراع.
منظومة رقابية متكاملة
وأكد عبد المجيد أن اللجنة تمارس مهامها كجهة رقابية مختصة بإدارة وتسجيل وتداول المبيدات، وتعمل وفق منظومة دقيقة تتبنى مبدأ “الأمان يسبق الفعالية”، و”الفائدة مقابل الخطر”، مشيراً إلى ضرورة تسجيل المبيدات الجديدة في خمس جهات مرجعية دولية قبل اعتمادها في مصر، وهي: الاتحاد الأوروبي، وهيئة حماية البيئة الأمريكية، وكندا، وأستراليا، واليابان (لمبيدات الأرز).
كما أعلن عن خطط للتعاون المشترك مع جمعية رجال الأعمال المصريين لتدريب وتأهيل مطبقي المبيدات في المزارع، ما يساهم في رفع كفاءة الممارسات الزراعية وتحسين جودة المنتجات التصديرية.
جهود وطنية لرصد متبقيات المبيدات
من جانبها، أكدت الدكتورة هند عبد اللاه، مدير المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، أن البرنامج الوطني لرصد المتبقيات يغطى حاليًا 17 محافظة وعددًا من الأسواق المركزية، ويستهدف تحليل نحو 5000 عينة سنويًا، بهدف إصدار مؤشرات دقيقة حول الاستخدام العشوائي للمبيدات.
كما نوهت إلى التوسع في التحاليل الميكروبيولوجية ودراسة تأثير المواد المرتبطة بالنظام البيئي وسلامة التعبئة والتغليف، مما يعزز القدرة التصديرية ويخدم سلسلة القيمة الزراعية من الحقل إلى السوق.
دور رقابي وطني للمعمل المركزي للمبيدات
بدورها، استعرضت الدكتورة هالة أبو يوسف، مدير المعمل المركزي للمبيدات، الدور الرقابي والعلمي للمعمل في تسجيل المبيدات وتحليل الشحنات المستوردة وعينات الاشتباه من المنافذ الجمركية، مشيرة إلى أن التحاليل تتم مجانًا دعمًا للصحة العامة والاقتصاد الوطني.
وأشادت أبو يوسف بالجهود الوطنية في تقليص المبيدات شديدة السمية، وببرامج اللجنة التدريبية التي تسهم في تأهيل مطبقي المبيدات، مؤكدة أن الاستخدام غير السليم يظل التحدي الأكبر في هذا الملف.
جهود توعوية وتدريبية مكثفة
من جانبه، أشار الدكتور مصطفى عبد الستار، نائب أمين لجنة المبيدات، إلى أن اللجنة نفذت برامج تدريبية لأكثر من 60 ألف متدرب من مختلف التخصصات، من بينهم مهندسون زراعيون، وأطباء، وأساتذة جامعات، ورجال جمارك وشرطة، وأصحاب محال المبيدات، ضمن جهود نشر الوعي بمخاطر سوء استخدام المبيدات.
وأكد أن اللجنة تصدر نشرات توعوية دورية، في إطار استراتيجية متكاملة لنشر ثقافة الاستخدام الآمن للمبيدات.
رجال الأعمال: زيارات ميدانية لتعزيز التعاون
في ختام الاجتماع، أكد المهندس مصطفى النجاري، رئيس لجنة الزراعة بجمعية رجال الأعمال المصريين، أهمية تعزيز التعاون مع لجنة المبيدات والمعامل المركزية، مشيرًا إلى أن الجمعية ستعمل على تنظيم زيارات ميدانية لأعضائها إلى المعامل المتخصصة، بهدف رفع الوعي وتبادل الخبرات وتعزيز التوافق مع الاشتراطات الدولية.
في السياق نفسه، شدد المهندس مصطفى الجبلي، نائب رئيس اللجنة، على أهمية توطين صناعة المبيدات في مصر، خاصة في ظل وجود فرص واعدة لنمو هذا القطاع الحيوي، مشيدًا بالدور الفعال للجنة المبيدات في حل التحديات وتطوير منظومة الزراعة.
وفي ختام اللقاء، اتفق المشاركون على ضرورة استمرار التعاون الوثيق بين الجمعية واللجنة لتحقيق المزيد من الإنجازات في القطاع الزراعي والتصديري، ورفع مستوى الوعي لدى العاملين، بما يسهم في تعزيز تنافسية المنتجات الزراعية المصرية في الأسواق الدولية.