تعامد الشمس على رمسيس الثاني: إشراقة الجمهورية الجديدة

بقلم: الدكتورة  داليا إبراهيم هلال،

أمين الأنشطة السياحية في قطاع شمال بحزب حماة الوطن

شهد معبد أبو سمبل بأسوان صباح اليوم حدثًا فلكيًا نادرًا، حيث تعامدت أشعة الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، أحد أعظم ملوك مصر الفرعونية، في مشهد يبرز عبقرية المصري القديم في علم الفلك والهندسة المعمارية. هذه الظاهرة التي تجذب أنظار العالم، تؤكد مرة أخرى أن مصر كانت وما زالت منارة للعلم والإبداع منذ آلاف السنين.

وتحدث هذه الظاهرة مرتين سنويًا، في 22 فبراير و22 أكتوبر، حيث تضيء أشعة الشمس قدس الأقداس لتكشف عن وجوه آمون رع، ورع حور أختي، ورمسيس الثاني، بينما يظل وجه الإله بتاح، إله الظلام، في الظل، مما يعكس دقة معمارية استثنائية أثارت دهشة العلماء عبر العصور.

في عهد الجمهورية الجديدة، لم يعد هذا الحدث مجرد ظاهرة فلكية أو احتفالًا سياحيًا، بل أصبح رمزًا للربط بين عظمة الماضي ورؤية المستقبل. كما أبدع المصري القديم في توظيف العلم لخدمة حضارته، تجسد مصر اليوم في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي نموذجًا حديثًا لبناء دولة تجمع بين الأصالة والحداثة، والتراث والإبداع.

يعكس تعامد الشمس هذا العام إشراقة الجمهورية الجديدة، مسلطًا الضوء على مسيرة التنمية والبناء، ومشاريع الدولة القومية الكبرى في مجالات السياحة والبنية التحتية واستعادة الهوية الحضارية. كما يمثل الحدث عامل جذب سياحي رئيسيًا، حيث يتوافد آلاف السائحين من مختلف أنحاء العالم لمشاهدته، ما يعزز صورة مصر كوجهة للسياحة الثقافية والعلمية والفلكية ويعود بالإيجاب على الاقتصاد الوطني والحركة الفندقية في محافظات الجنوب، وخاصة أسوان.

ويحمل الحدث دلالات خاصة هذا العام، بالتزامن مع الانطلاقة التنموية الشاملة وافتتاح المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أن شمس مصر لا تغيب، وأن الجمهورية الجديدة تسير على نهج أجدادها في البناء والتخطيط والإرادة.

تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني ليس مجرد لحظة فلكية نادرة، بل هو احتفال بعبقرية الإنسان المصري عبر العصور، ورسالة حضارية خالدة تؤكد أن مصر كانت أول من علم البشرية معنى العلم والدقة والتخطيط. وفي ظل الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصبح التراث المصري القديم قوة ناعمة داعمة للاقتصاد الوطني ومصدر فخر للأجيال القادمة. فكل شعاع شمس يضيء وجه رمسيس الثاني هو في الواقع إشراقة جديدة لمستقبل مصر السياحي والحضاري

After Content Post
You might also like