من صفحات التاريخ إلى مانشيتات الصحف العالمية.. المتحف المصري الكبير يخطف الأنظار

تسابقت صحف العالم في تسليط الضوء على مصر، بعدما أعادت تقديم نفسها للعالم عبر بوابة المتحف المصري الكبير، في حدث وصفته الصحافة الدولية بأنه انتصار للذاكرة الإنسانية وعودة الصدارة لحاضنة أول حضارة على وجه الأرض.

 

وجاءت التغطيات الدولية لتحتفي بضخامة المشروع، ودقّة تصميمه المعماري، وما يحمله من رؤية ثقافية تُجدد علاقة المصريين والعالم بتاريخ الفراعنة وتراثهم الخالد.

 

 

ومن قلب الجيزة إلى عناوين العالم.. فرض المتحف المصري الكبير سحره على الصحافة الدولية، حيث تصدّرت مصر عناوين صحف العالم، مع افتتاح المتحف المصري الكبير عند سفح الأهرامات، المشروع الأضخم في القرن الحادي والعشرين المخصص لحضارة واحدة.

 

20251101135302809

وتناولت الصحافة العالمية من واشنطن ولندن إلى أثينا، الحدث بوصفه “عودة مصر لقيادة حضارة صنعت التاريخ”، مؤكدة أن ما يجري في الجيزة إعلان عن عصر ثقافي جديد تعيد فيه مصر تعريف علاقتها بالتراث، وبموقعها على خريطة السياحة العالمية.

وفي هذا التقرير، نرصد أبرز ما كتبته كبرى الصحف والمجلات العالمية، وتحليل زوايا التغطية التي ركزت على قيمة المتحف المصري الكبير، دوره الاقتصادي، وأثره الحضاري.

 

20251101133656005

أفادت مجلة «ذا ويك» الإخبارية، أن مصر دشّنت المتحف المصري الكبير بعد مشروع استمر نحو عشرين عامًا، مؤكدة أنه أكبر متحف على مستوى العالم مخصص لحضارة واحدة.

ويقع المتحف على هضبة الجيزة بجوار الأهرامات وأبو الهول، ويضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تُجسّد تفاصيل الحياة المصرية القديمة.

وذكرت المجلة أن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير يشهده قادة وملوك ورؤساء حكومات، واعتبرت الحدث “محطة استثنائية في تاريخ الحضارة الإنسانية”، وأشارت إلى أن المشروع يأتي ضمن خطة دولة، تضمنت استثمارات هائلة بالبنية التحتية لدعم الاقتصاد.

وقالت مجلة «ذا ويك» إن التحضيرات للافتتاح جرت بسرية، فيما شهدت المنطقة المحيطة تطويرًا شاملًا للطرق وإنشاء محطة مترو ومطار أبو الهول الدولي، ما يسهّل وصول السائحين ويربط المتحف المصري الكبير بمنطقة الأهرامات.

وأشارت المجلة ذاتها، إلى أن المتحف المصري الكبير يتميز بواجهة زجاجية مثلثة تُحاكي الأهرامات، ومساحة عرض تفوق 24 ألف متر مربع، ويقود درج ضخم يمتد عبر ستة مستويات إلى قاعات العرض الرئيسية، مع جسور تربطه مباشرة بمنطقة الهرم عبر المشاة والمركبات الكهربائية.

وبحسب التقرير، تُعد مجموعة توت عنخ آمون “التحفة الكبرى” لـ المتحف المصري الكبير، إذ تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف المقبرة عام 1922، ويضم الجناح أسرّة الفرعون الثلاثة، عرباته، عرشه الذهبي، وتابوته وقناعه الشهير المصنوع من الذهب والأحجار الكريمة.

وأكدت «ذا ويك» أن الحكومة المصرية تراهن على المتحف المصري الكبير لتعزيز السياحة وجذب عملة صعبة، وسجلت مصر 15.7 مليون سائح في 2024، مع خطة للوصول إلى 30 مليون بحلول 2032، وتفتح أبوابه للجمهور الثلاثاء التالي للافتتاح الرسمي (يوم 4 نوفمبر الجاري).

 

ذي إيكونوميست: المتحف «أضخم صرح ثقافي في القرن الحادي والعشرين»

 

20251101111201330

وصفت مجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية المتحف المصري الكبير بأنه مشروع قومي يعكس طموح الدولة المصرية في تعزيز مكانتها الثقافية والسياحية، وأعادت التأكيد على حجم الاستثمار الذي اقترب من مليار دولار منذ انطلاق المشروع عام 2002.

وذكرت المجلة البريطانية، أن مساحة العرض تتجاوز 24 ألف متر مربع، وتضم تماثيل عملاقة ومقتنيات تمتد من ما قبل التاريخ حتى العصر الروماني، موزعة حسب الحقبة والموضوع، ووصفت المتحف المصري الكبير بأنه مرشح لأن يصبح مركزًا فنيًا وبحثيًا عالميًا.

كذلك، سلطت المجلة الضوء على الجسر الذي يربط بين المتحف والأهرامات، وتخصيص قاعتين لـ5 آلاف قطعة من كنوز توت عنخ آمون.

وأكدت «ذي إيكونوميست»، أن الهدف جذب أكثر من 5 ملايين زائر سنويًا، ضمن رؤية اقتصادية تعتمد على السياحة كرافعة للنمو، وتوقعت أن يسهم المتحف المصري الكبير في مضاعفة الإيرادات وجذب شرائح جديدة من السائحين ذوي الإنفاق المرتفع.

 

20251101135636024

 

صحيفة يونانية: المتحف المصري الكبير فجر جديد للحضارة

 

وذكرت صحيفة «كاثيميريني» اليونانية، أن افتتاح المتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة يشكل «ولادة جديدة للحوار الحضاري الذي شكل الإنسانية عبر آلاف السنين».

وأشارت الصحيفة إلى أن مصر تعتبر هذه اللحظة «عودة روحية وتاريخية» لثرواتها الأثرية، في صرح وُصف بأنه أكبر متحف أثري في العالم لحضارة واحدة، يجمع أكثر من 100 ألف قطعة تمثل مختلف عصور التاريخ المصري.

 

20251101134932766

 

الإندبندنت: «المتحف فخر أفريقيا الثقافي وهدية مصر للعالم»

قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، إن المتحف المصري الكبير صُمم حول تمثال رمسيس الثاني الذي يبلغ ارتفاعه 36 قدمًا، ووصفت اللحظة بأنها “استحقاق للاستثمار الكبير”، وأضافت أن الزائر يشعر بدهشة أمام ضخامة الصرح وعدد القطع التي تتجاوز معروضات اللوفر.

 

وأشارت الصحيفة، إلى ساعات عمل مرنة وإمكانية قضاء 12 أسبوعًا لمشاهدة كل القطع لو خُصصت دقيقة لكل قطعة، وشددت على أن جناح توت عنخ آمون يعمل كمغناطيس للزوار، مع ضوابط على التصوير والبث المباشر لحماية المقتنيات.

 

وأكدت الصحيفة البريطانية، إتاحة الحجز عبر الموقع الرسمي وضبط الأسعار، مع وجود دور بارز لشركات السياحة في تأمين دخول العملاء الأوائل، وأوصت الصحيفة بالاعتماد على مرشدين متخصصين وزيارة مطار سفنكس الجديد لما يوفره من تجربة وصول أكثر راحة مقارنة بمطار القاهرة.

 

واختتمت «الإندبندنت» بعبارة لافتة: «وصل البناؤون إلى خط النهاية.. والآن يبدأ السباق نحو الماضي»، في إشارة إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير بداية مرحلة استعادة التاريخ وتقديمه للعالم بصورة معاصرة.

 

After Content Post
You might also like