وزير الخارجية يجتمع مع مستشار الدولة وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية

اجتمع الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، اليوم مع معالي السيد وانغ يي، مستشار الدولة وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، وذلك بمناسبة زيارته الرسمية لمملكة البحرين ضمن جولة له في دول المنطقة.
وخلال الاجتماع، رحب سعادة وزير الخارجية بمعالي السيد وانغ يي والوفد المرافق، معربا عن التقدير لما تتسم به علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين من قوة ومتانة، مؤكدًا على أهمية تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق المتبادل بما يحقق المصالح المشتركة، مؤكدا على أهمية تطوير تلك العلاقات والارتقاء بها الى مستويات أشمل بما يعود بالخير والمنفعة على البلدين والشعبين الصديقين، مشيدًا بالدور البارز الذي تقوم به الحكومة الصينية لتعزيز التعاون الثنائي مع مملكة البحرين، والجهود التي تبذلها للحفاظ على الأمن والسلم العالمي.
من جانبه، أعرب معالي السيد وانغ يي عن سعادته بزيارة مملكة البحرين، مشيدا بمتانة علاقات الصداقة التاريخية التي تربط بين مملكة البحرين والصين الشعبية في ظل الحرص المتبادل على تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، منوها بالمستوى المتطور لعلاقات التعاون الثنائي على كافة الصعد، متمنيًا لمملكة البحرين المزيد من الرفعة والازدهار.
وجرى خلال الاجتماع، بحث مسار علاقات التعاون الثنائي وسبل تعزيزه في مختلف المجالات التي تخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين، واستعراض الفرص المتاحة لتطوير التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إضافة الى تبادل وجهات النظر تجاه تطورات الأوضاع في المنطقة والموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما تم التباحث بين الجانبين في مجال التعاون لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد19). وقد استعرض سعادة وزير الخارجية مع سعادة مستشار الدولة وزير الخارجية بجمهورية الصين التجربة الناجحة للتعاون بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وجمهورية الصين الشعبية في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للتطعيم المضاد للفيروس والتي جاءت بالتعاون مع مجموعة “جي42” الإماراتية والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها.
وأكد سعادة وزير الخارجية أن فريق البحرين يواصل شراكته في مجال الرعاية الصحية مع مجموعة “جي 42” الإماراتية وشركة سينوفارم الصينية، مشيراً إلى ما تم الإعلان عنه مؤخراً بإنشاء مصنع جديد في دولة الإمارات العربية المتحدة لتصنيع التطعيم المضاد لفيروس كورونا الذي تنتجه شركة سينوفارم الصينية في إطار التعاون المشترك بين الشركة ومجموعة “جي 42”. وقال سعادته إن مملكة البحرين تعمل بشكل وثيق مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة للمشاركة في المراحل القادمة لتطوير وإنتاج التطعيم المضاد لفيروس كورونا.
ولفت سعادة وزير الخارجية إلى أن مملكة البحرين وضمن مساهمتها في نطاق التعاون الدولي لمواجهة فيروس كورونا فإنها ماضية في صياغة أطر جديدة للتعاون مع مجموعة “جي 42” تمكن مملكة البحرين من المساهمة في تصنيع تطعيم “سينوفارم” المضاد لفيروس كورونا إلى جانب الدول المصنعة والمساهمة في تصنيع مختلف التطعيمات المضادة للفيروس، يدفعها لذلك حرصها على مواصلة إسهامها الفاعل مع المجتمع الدولي في خدمة الإنسانية وحماية صحة البشرية.
كما قدم السيد خالد إبراهيم حميدان الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية عرضا تناول فيه جهود المجلس لتعزيز المسيرة الاقتصادية في المملكة والفرص الاستثمارية المتاحة، مؤكدا أن مجلس التنمية يركز على موضوع التنويع الاقتصادي في مملكة البحرين، وجذب الاستثمارات الأجنبية، منوهًا بتواجد عدد من الشركات الصينية العملاقة في مملكة البحرين.
كما جرى في ختام الاجتماع، وبحضور وزيري الخارجية، التوقيع على اتفاقية ثقافية بين البلدين حول التأسيس المتبادل للمراكز الثقافية، والبرنامج التنفيذي للاتفاقية الثقافية بين هيئة البحرين للثقافة والآثار ووزارة الثقافة والسياحة بجمهورية الصين الصديقة.
ووقع الاتفاقية والبرنامج التنفيذي عن مملكة البحرين معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، ووقعها عن الجانب الصيني سعادة السفير أنور حبيب الله سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين.
وتمثل الاتفاقية الثقافية خطوة مهمة لتعزيز جهود البلدين الصديقين لتطوير وتنمية علاقات الصداقة الوثيقة بينهما خدمة للمصالح المشتركة، ومن شأنها أن تسهم في تطوير التعاون الثقافي بين البلدين وتوسيع آفاقه ومجالاته المتعددة، والتعرف على مكونات الثقافتين البحرينية والصينية عبر مختلف الأنشطة والفعاليات التي تقام في البلدين الصديقين.
وتشير الاتفاقية إلى عمل كل من جمهورية الصين الشعبية ومملكة البحرين على إقامة مركز ثقافي صيني في المنامة ومركز ثقافي بحريني في بكين، وذلك بهدف “تعزيز التفاهم المتبادل بشكل كامل بين الشعبين وتطوير التبادل والتواصل على المستوى الشعبي وتنمية العلاقات الودية والتعاون بين البلدين في المجالات الثقافية والشعبية”. وستعمل هذه المراكز على تنظيم أنشطة ثقافية مختلفة من معارض وعروض وندوات ومحاضرات وغيرها، إضافة إلى الترويج للغة وثقافة البلدين وتمكين الجمهور من الوصول إلى مواد ثقافية مختلفة مطبوعة وسمعية وبصرية.
وإضافة إلى هذه الاتفاقية، ستعمل هيئة البحرين للثقافة والآثار ووزارة الثقافة والسياحة لجمهورية الصين الشعبية على تطبيق برنامج تنفيذي للتعاون فيما بينهما للأعوام 2021-2025. ويتضمن البرنامج أنشطة ثقافية من معارض للفنون الجميلة والتراث الثقافي والصناعات اليدوية التقليدية، كذلك التعاون في مجال الآثار والتنقيب والترميم وحفظ الوثائق والمخطوطات.
حضر الاجتماع، السيد عبدالله بن فيصل بن جبر الدوسري مساعد وزير الخارجية والدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، والدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة وكيل وزارة الخارجية، والسفير منى عباس محمود رضي مدير إدارة الشؤون الأفروآسيوية، وسعادة السفير أنور حبيب الله سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين، والوفد المرافق لسعادة مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني