دمج 106 طالب توحد في مدارس البحرين الحكومية

بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض اضطراب التوحد، الموافق للثاني من أبريل، تفتخر مملكة البحرين ممثلةً بوزارة التربیة والتعلیم بأنها تمتلك تجربة رائدة في دمج ذوي اضطراب التوحد في المؤسسات المدرسية الحكومية، والتي حققت نتائج مشرفة ساعدت على التوسع فيها وزيادة تطبيقها یوماً بعد یوم، وذلك في إطار سياسة شاملة لدمج العديد من فئات الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة القابلين للتعلم.
وفي ظل توافر كافة إمكانيات نجاح التجربة، من كوادر تعليمية مؤهلة، وصفوف خاصة مصممة بمعايير عالمية، وبرامج تربوية تعليمية متطورة مناسبة، ارتفع عدد الطلبة المقیدین في صفوف التوحد بالمدارس الحكومية 106 طالب وطالبة (91 ذكور، 15 إناث)، موزعين على المدارس الحكومية التي تحتضن البرنامج وعددھا 21 مدارس (18مدرسة للبنین، 3 مدارس للبنات)، من ضمنهم 56 طالب وطالبة تم نقلهم بصورة كلية من الصفوف الخاصة إلى العادية، نظراً للتطور الملفت في قدراتهم.
هذا وتعتبر مملكة البحرين من أوائل الدول على المستوى الخليجي والعربي التي تبنت ھذا الاتجاه، حيث تزامنت نظرة وزارة التربیة والتعلیم للتدخل المبكر في توفیر مقاعد الدمج لھؤلاء الطلبة مع الخطة الاستراتیجیة لھا من خلال توفير فصول دراسیة خاصة في البیئة المدرسیة.
يذكر أنه تم إقرار دمج ذوي اضطراب التوحد بدءاً من العام الدراسي 2011-2010م، وذلك بفتح فصول للدمج بثلاث مدارس ابتدائية، ومع التوسع المستمر وصلها عدد المدارس الحاضنة لهم إلى 21 مدرسة ابتدائية وإعدادية موزعة على كل المحافظات.
هذا ويعد دمج طلبة برنامج اضطراب التوحد في مرحلة التعليم الابتدائي دمجاًكلیاً في الصف العادي مع أقرانھم الطلبة، ركیزة وھدفاُ أساسياً من أھداف برنامج دمج الطلبة ذوي اضطراب التوحد في المدارس الحكومیة، وقد أثبتت ھذه السیاسة التربویة والتعلیمیة نجاحھا بشكل مثمر عبر سنوات متتالیة، بشهادة أولياء أمور الطلبة والجمعيات المختصة.
وبالنسبة لأھم الخدمات والبرامج التدریبیة المقدمة للطلبة التوحدیین، فقد وفرت الوزارة بيئة تعليمية مجھزة ومتناسبة مع طبیعة الاضطراب، سواء على الصعيد البشري أو المادي، حیث توفر 5 معلمين مؤھلين في كل مدرسة، بمعدل معلم لكل طالب، وفقاً لمعاییر برامج التوحد العالمیة، مع تخصيص مرشدين اجتماعيين لمعالجة المشكلات السلوكیة، واختصاصيين للنطق والتخاطب، إلى جانب الصفوف المجھزة بالتجھیزات والأثاث المناسب، وتقسیم الصف لأركان مبطنة بمادة اسفنج عازلة بھدف تسھیل توجیه الطالب التوحدي وإبعاده عن المشتتات.
كما یتم تطبیق برامج عالمية ذات بعد تعليمي مثل برنامج تیتش TEACH لتنظیم البیئة الصفیة، وبرنامج تحليل السلوك التطبيقي ABA ، ونظام التواصل “بیكس PECS”لتطویر التواصل الاجتماعي واللغوي، وبرنامج التنمية الشاملة للطفولة المبكرة ( البورتاج)، كما يتم دمج الطلبة جزئیاً في حصص الأنشطة وفي حصص الدمج الأكادیمیة بحسب قدرات الطالب.
وعلى صعيد الجھود المبذولة في ظل الظروف الاستثنائية الراھنة، فقد حرصت الوزارة على استمرارية عملیة التعلم لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك عن طريق وسائل الاتصال والتطبيقات الرقمیة، والتي تستھدف التعلم عن بعد، واھتمامها البالغ باختیار البرامج المناسبة لكل فئة، وقد اعتمد برنامج دمج ذوي اضطراب التوحد على التواصل عبر المنصات الرسمیة ( البوابة التعلیمیة ، برنامج كلاس دوجو، الواتس اب)، مع اعتماد برنامج برنامج البورتاج (التنمية الشاملة للطفولة المبكرة) ،والذي يعتمد على التواصل مع ولي أمر الطالب للتدريب على المھارات الحیاتیة وتفعیلھا في المنزل.
كما تم إعداد دروس إلكترونية لتغطية المناھج الدراسية للعام الدراسي 2021-2020م، والتي تم رفعھا على البوابة التعلیمیة وقناة الیوتیوب الخاصة بإدارة التربیة الخاصة ومنھا 84 درساً إلكترونياً لطلبة ذوي اضطراب التوحد للفصل الدراسي الأول ، و43 درساً إلكترونياً للفصل الدراسي الثاني.