ننشر تفاصيل اللحظات الأخيرة لموكب نقل مومياوات ملوك مصر للفسطاط

اتجهت أنظار العالم، الأسبوع الحالي الى مصر، حيث موكب نقل المومياوات الملكية من مقرها الحالي بالمتحف المصري بالتحرير، إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، غير ان الساعات الأخيرة التي سبقت الموكب شهدت نشاطا غير معتاد من جانب المعنيين بوزارة السياحة والآثار.
وعقد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة اجتماعاً، مع ممثلي وزارات الدفاع والداخلية والجهات الأمنية، بحضور قيادات وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار وهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، ومسئولي الشركة المنفذة لعملية نقل المومياوات، وذلك في مقر هيئة المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، وتم استعراض ومتابعة كافة التفاصيل والتجهيزات النهائية لهذا الحدث الفريد لإخراجه بالمظهر الحضاري الذي يليق بمكانة مصر وبعظمة الأجداد وعراقة الحضارة المصرية.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بكافة التفاصيل الخاصة بهذا الحدث والتي تم اختيارها بعناية ودقة فائقة، مشيرا إلى أن الموسيقي التي سيتم عزفها موسيقي مصرية قديمة، موضحا أن الحدث يشارك به طلبة وأطفال وفنانين مصريين، كما أنه سيتم من خلاله إبراز مظاهر الجمال المختلفة في كافة النقاط التي سيمر بها الموكب من متحف التحرير مروراً بميدان التحرير ويحيرة عين الصيرة وغيرها من الأماكن حتي الوصول الى المتحف القومي للحضارة المصرية.
وأشار الوزير إلى أنه سيتم إذاعة وبث هذا الحدث على الهواء مباشرة لكافة دول العالم عبر شاشات التليفزيون وشبكة الإنترنت، لافتا إلى أن هناك 400 من القنوات التليفزيونية العالمية والعربية أكدت بث هذا الحدث على الهواء مباشرة، مضيفا أن الوزارة أطلقت حملة إعلانية للترويج لهذا الحدث على منصات التواصل الاجتماعي العربية والدولية وخاصة في الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة الي مصر.
وبعد انتهاء الاجتماع، تفقد الدكتور خالد العناني برفقة الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، اللمسات النهائية لقاعة العرض المركزية والتي سيتم افتتاحها يوم السبت المقبل، ووجه الوزير بإجراء بعض التعديلات في طريقة عرض بعض القطع.
واستمرت اجتماعات الوزير في الساعات الأخيرة، لتشمل اجتماعا مع مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، حيث أطلع أعضاء المجلس على الاستعدادات النهائية لموكب نقل المومياوات الملكية والذي سيشهده العالم من المتحف المصري بالتحرير الي مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، لافتا إلى اطلاق الوزارة حملات ترويجية إلكترونية في ١٢ سوقا عربيا وأوروبيا وآسيويًا وأمريكيا.
كما قام الوزير بإطلاع المجلس على قيام الوزارة هذا العام بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية بافتتاح ثلاثة نقاط بمسار العائلة المقدسة بعد تطويرها، حيث تم افتتاح مشروع تطوير المنطقة المحيطة بكنيسة العذراء مريم بسخا بمحافظة كفر الشيخ، ومشروع تطوير موقع تل بسطة بمحافظة الشرقية، ومشروع تطوير المنطقة حول كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب بسمنود بمحافظة الغربية.
وأوضح أنه تم في هذه المواقع رفع كفاءة الطرق المؤدية إليها ووضع اللوحات الإرشادية ومجموعة من اللافتات الدعائية السياحية والأثرية التي تسرد محتويات الموقع وتاريخه، بالإضافة الي تركيب البرجولات والمظلات وتجديد دورات المياه.
ومن جانبه، استعرض المهندس أحمد يوسف الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، الخطة الترويجية التي تم اعدادها لتنشيط السياحة في الأسواق العربية المصدرة للسياحة إلى مصر، كما أطلع مجلس الإدارة على الفيديو الترويجي الخاص بهذه الحملة، والمواد الدعائية المختلفة من اعلانات ثابتة ومصورة والتي سيتم الاستعانة بها في الشوارع والأماكن العامة Outdoor والقنوات التليفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة للترويج لمصر في الدول العربية.
كما تحدث عن خطة الهيئة لاستضافة المدونين الاجانب والعرب والمصريين، مشيرا الي ان الصور والفيديوهات التي نشرها هؤلاء المدونين خلال زيارتهم للأماكن السياحية والاثرية المصرية قد حققت تفاعلا كبيرا وايجابيا.
وأضاف أنه جاري حاليا تنفيذ حملة “اكتشف مصر” خلال الفترة من 20 مارس الجاري وحتى الأسبوع الأول من أبريل المقبل لتعزيز الوعى السياحى والأثري لدي المواطنين والترويج للسياحة الداخلية.
ومع بدء العد التنازلي للحدث الذي ينتظره العالم اطلقت وزارة السياحة والآثار فيلمًا ترويجيًا بمشاركة عدد من الفنانين المصريين هم الفنان القدير حسين فهمي، والفنان آسر ياسين، والفنانة أمينة خليل، يتضمن محتوي حصري عن تاريخ ال 22 مومياء ملكية التي ستنقل في موكب أسطوري مهيب سيجوب شوارع القاهرة من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط.
ويلقي الفيلم مزيد من الضوء من لقطات حصرية على تاريخ كل المتحف المصري بالتحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية، وأهم مقتنياتهم الأثرية الفريدة.
من أهم المومياوات المنقولة ثلاثة ملوك وملكة، منهم الملك أمنحتب الثاني هو ابن الملك تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة، اعتلى العرش في الثامنة عشرة من عمره تقريباً وحكم لمدة ستة وعشرين عاماً على الأقل.
كان الملك أمنحتب الثاني الأكثر طولاً من بين أسرته، يتباهى ببراعته الرياضية، وغالباً ما يمثل نفسه وهو يؤدي تدريبات رياضية تعكس القوة والمهارة، حيث كان يذكر أنه رياضي عظيم، يتمتع بقدرة كبيرة في قيادة العجلات الحربية، وأداء مذهل في رياضة القوس والسهم.
قام الملك أمنحتب الثاني بشن حملات لتأمين الثروة والقوة لمصر. كما قام بالعديد من المشروعات الإنشائية، منها عمل توسعات بمعابد الكرنك، وتم العثور على مومياء الملك عام ١٨٩٨ في مقبرته (KV 35) بوادي الملوك بالأقصر، داخل تابوت من الكوارتز، وأوضحت الدراسات أنه توفي في سن الخامسة والأربعين تقريباً.
أما الملك تحتمس الرابع فهو ابن أمنحتب الثاني، من الأسرة الثامنة عشرة من عصر الدولة الحديثة، وتروي لنا (لوحة الحُلْم) التي أقامها الملك تحتمس الرابع بين أقدام تمثال أبي الهول بالجيزة، أنه عندما كان أميراً صغيراً، نام في ظلال هذا التمثال الضخم، أثناء رحلة صيد في الصحراء القريبة، فظهر له أبو الهول في حلمه، وأمره بإزالة الرمال التي تغطي جسمه، مقابل أن يصبح الملك التالي على عرش البلاد.
عثر على موميائه عام ١٨٩٨ في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) بوادي الملوك، واتضح من الدراسات أن الملك مات شابًا بين منتصف العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من عمره.
الملك أمنحتب الثالث هو ابن الملك تحتمس الرابع، من الأسرة الثامنة عشرة أيضا، وقد اعتلى العرش شابًا، وحكم لمدة سبعة وثلاثين أو ثمانية وثلاثين عامًا، كانت الملكة تي هي زوجته الملكية العظيمة، وابنة يويا وتويا.
ترك العديد من الآثار وعدد هائل من التماثيل، حيث يتقدم معبده الجنائزي في (كوم الحيتان) بالبر الغربي بالأقصر تماثيل ضخمة، تعرف الآن باسم تمثالي ممنون، ومن بين تماثيل الملك الرائعة ذلك التمثال الضخم لكل من الملك أمنحتب الثالث وزوجته “تي: جالسَيْن في ثبات -رمزية لقوتهما الأبدية- بالمتحف المصري بالقاهرة.
وعثر على مومياء الملك عام ١٨٩٨ في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) بوادي الملوك بالأقصر.
ثم الملكة تي هي ابنة يويا وتويا، و الزوجة الملكية العظيمة للملك أمنحتب الثالث، من عصر الدولة الحديثة، الأسرة الثامنة عشر، عثر على المومياء عام ١٨٩٨ في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35)، بوادي الملوك بالأقصر