مدفع الافطار..حكاية قذيفة أطلقت بالصدفة فصارت من مظاهر رمضان

قبل نحو 170 عاما وبالتحديد في عام 1853 بدأ استخدام ما يعرف بمدفع الافطار ايذانا بحلول اذان المغرب والسماح للصائمين ببدء الافطار، لكن هذا المدفع الذي يقع في قلعة صلاح الدين الايوبي، توقف عن العمل منذ عام 1987 بسبب ما ذكرته هيئة الاثار من وجود خطورة على المباني المجاورة.
ومن المقرر أن يعاود مدفع الافطار العمل اليوم من قلعة صلاح الدين الايوبي بعد نحو 30 عاما من التوقف، حيث قامت وزارة السياحة والاثار بترميمه.
مواصفات المدفع
ويعرض المدفع حالياً في ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي، وهو عبارة عن مدفع ماركة «كروب»، إنتاج عام 1871، مكون من ماسورة من الحديد ترتكز على قاعدة حديدية بعجلتين كبيرتين من الخشب، بإطارات من الحديد، ويقوم بتشغيله اثنان من الجنود، أحدهما لوضع البارود في فوهة المدفع، والآخر لإطلاق القذيفة.
تاريخ مدفع الإفطار
وبخصوص تاريخ مدفع الافطار فتتعدد الروايات لكنها تتقارب في الاتفاق على انها عادة ظهرت عن طريق المصادفة.
ومن أقوى الروايات التي تتردد، أن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليداً جديداً للإعلان عن موعد الإفطار، وصاروا يتحدثون بذلك، وقد علمت «الحاجة فاطمة»، ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، فأعجبتها الفكرة، وأصدر الملك فاروق فرماناً ليتم استخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية، وارتبط اسم المدفع باسم الأميرة «الحاجة فاطمة».
وهناك رواية أخرى تقول إنه عند غروب شمس أول يوم من شهر رمضان في عام 865 هجرية، أراد السلطان المملوكي «خشقدم» أن يجرب مدفعاً جديداً وصل إليه، وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذاناً بالإفطار، ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك.