«رمضان 2021».. كيف يؤثر الصيام على التركيز والذاكرة؟

أوضحت د. شيماء السيد محمد، باحث بقسم التغذية، بالمركز القومي للبحوث، أن الصيام له دورا كبيرا في تنشيط الذاكرة، وذلك لما أظهرت العديد من الأبحاث أن الحرمان من الطعام أو الصيام لفترات محدده يحث المخ على التركيز واليقظة ولكن بشرط الحصول على نوم كاف بالليل وطعام متوازن وأحد الأسباب التي قد تكون وراء ذلك هو زيادة إفراز مادة الأوريكسين مع الصيام.
وتعتبر مادة الأوريكسين إحدى النواقل العصبية المهمة التي تفرز من مركز في المخ يعرف “بالمركز التحت المهادي” او (Hypothalamus) وهي مادة مهمة لتوازن النوم واليقظة.
هذا وقد أكدت الدراسات أن أداء المهام المعرفية في الأشخاص الذين ينتظموا علي الصيام يكون بمعدل أعلي من الأشخاص الذين لا ينتظمون عليه. وخلصت الأبحاث إلى أن الصوم يتسبب في التخلص من الخلايا المناعية القديمة والتالفة وإعطاء الفرصة لنمو خلايا صحية جديدة والسبب في ذلك الحرمان من الطعام، فيلجأ الجسم للحفاظ على الطاقة وذلك عن طريق تدمير الخلايا التي ليست مفيدة أو التالفة، وللصيام تأُثير علي نمو الخلايا العصبية الجديدة من الخلايا الجذعية.
والصوم فى رمضان هو نوع مميز من الصيام يعرف علمياً بالصوم النهاري المتقطع؛ وهو يختلف عن الصوم التجريبي الذي يمارس في بعض الأبحاث التي تدرس تأثير الصوم على الصحة، فالصائم في رمضان يمتنع عن الأكل والشرب في ساعات النهار فقط، ويتغير نظام أكله بشكل مفاجئ من النهار إلى الليل فتزداد عمليات الأيض والحرق الحراري خلال الليل.
ويعتقد الباحثون أن الصوم المتقطع وتقليل السعرات الحرارية المستهلكة يسبب نوعاً من الإجهاد الخفيف على خلايا الجهاز العصبي، والتي بدورها تستجيب لهذا الإجهاد المعتدل من خلال تعزيز قدرتها على مقاومة إجهاد أشد.
كما يقلل الصيام من تدهور الخلايا العصبية المصاحب لتقدم العمر والذي بدوره يجعلها أكثر عرضه لأمراض المخ والتي من أشهرها مرض الزهايمر والشلل الرعاش.
وسبب مرض الزهايمر هو تراكم أنواع معينة من البروتينات مثل لويحات الأميلويد وبروتين تاو السام والتي أظهرت الدراسات أن لها دور كبير في تدمير الذاكرة و مناطق الإدراك في المخ.
ويعمل الصيام على تطوير خلايا المخ لأنه يساعد الجسم في التخلص من السموم الموجودة في الخلايا والجزئيات التالفة والتي ترتبط بالإصابة بالأمراض العصبية.
فالصيام قد يزيد من البروتين المعروف بـ BAG3 والذي يمنع تلف الخلايا العصبية عن طريق مساهمته في رفع كفاءة التنظيف الخلوي الذاتي للخلايا العصبية selective autophagy من بروتين تاو السام.
كما أكدت الأبحاث أن هناك علاقة عكسية بين مستوي الأنسولين والذاكرة، أي كلما انخفض مستوي الأنسولين في الدم وقلت السعرات الحراريه كلما كان هناك المزيد من التحسن في الذاكرة.
كما أن زيادة الدهون في الجسم ترتبط أيضاً بإنخفاض القدرات العقلية والسبب وراء ذلك إنخفاض تدفق الدم إلى المخ مما يؤثر علي عمله.
فالصيام يوفر دفعة قوية من الطاقة لإنجاز العمل وهذا لأن الجوع يسبب التركيز في الأمر الذي نقوم بانجازه.