إعادة تمثال قديم إلى ليبيا بعد مصادرته بمطار في لندن قبل عدة أعوام
أُعيد تمثال قديم، يُعتقد أنه نُهب من ليبيا خلال الحرب الأهلية إلى سلطات البلاد.
وصُودر التمثال الذي يعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، والذي يبلغ عمره 2،200 عام تقريباً، في مطار “هيثرو” في لندن قبل عدة أعوام، وذلك بعد استيراده بشكل غير قانوني، وفقاً لبيان صحفي صادر عن المتحف البريطاني.
وفي عام 2013 ، تم استدعاء خبراء من المتحف للمساعدة في التعرف على التمثال.
وأبلغ الخبراء هيئة الضرائب البريطانية “HMRC” على الفور بأهميته التاريخية، وأصوله.
وقال البيان الصحفي الذي نُشر الإثنين: “يمكن العثور على القليل فقط من هذه النماذج النحتية في المتاحف، أو المجموعات الخاصة خارج ليبيا”.
وعند اكتشافه، قال المتحف إن سطح التمثال الرخامي كان جديداً، ما يشير إلى استخراجه وتصديره من ليبيا مؤخراً فقط.
ويدعم ذلك الأمر النظريات التي تقول إنه تم التنقيب عنه بشكل غير قانوني في موقع “قورينة” الأثري في عام 2011، أو بعده بقليل.
وفي بيان الإثنين، قالت وزيرة الثقافة البريطانية، كارولين دينناج، إنه بفضل جهود “HMRC”، والمتحف البريطاني، “يمكننا إعادة هذا التمثال المهم إلى ليبيا حيث ينتمي”.
ووفقاً للمتحف، من السهل تحديد هذا النوع من التماثيل نظراً لأن صناعتها كانت تقتصر على ورش الأعمال في برقة في ليبيا القديمة.
واستوطن اليونانيون برقة في القرن السابع قبل الميلاد.
وعُثر على حوالي 100 تمثال من هذا النوع في المنطقة، ونجت الرؤوس فقط في أكثر من 50% من الحالات، وفقاً للمتحف.
وقال الخبراء إن هذا النوع من التماثيل يمثل إمّا الإلهة “ديميتر”، أو ابنتها “بيرسيفوني” على الأرجح.
ويعتقد بعض الخبراء أن للتماثيل وظيفة جنائزية لأنها وُضِعت على القبور، كما أنها صُممت بلا أرجل، ما يعني أنها تُركت لحماية الجسد إلى الأبد، خاصة أنها لا تستطيع الهروب.
وقال المتحف إن هذا التمثال بالذات نادر لأنه يتزين بأساور على شكل ثعبان في معصميه، إضافةً إلى قربان على شكل دمية صغيرة في يده، بحسب ما ذكره المتحف.
وفي عام 2015 ، حكم قاضٍ بأن التمثال كان ملكاً لليبيا، واحتُقظ به في المتحف منذ ذلك الحين.
وسُلم الآن للمسؤولين في السفارة الليبية في لندن.
وفي بيان صحفي مشترك مع المتحف البريطاني، شكرت السفارة الليبية في لندن كل من ساهم في إعادة القطعة الأثرية “إلى موطنها الأصلي ليبيا”.
ورغم أن هذا التمثال المحدد لم يكن جزءاً من مجموعة المتحف البريطاني قط، إلا أن المتحف يُعد واحداً من الكثير من مؤسسات العالم الغربي التي تواجه الضغط لإعادة القطع الأثرية إلى بلدانها الأصلية.