تقرير: على بايدن فعل المزيد من أجل العمال

 أكدت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أنه يتعين على الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن أن يفعل كل ما في وسعه لصالح العمال الأمريكيين، الذين تضرروا كثيرا من جراء تفشي جائحة “فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.

واستهلت الصحيفة مقال رأي – نشرته على موقعها الإلكتروني – بالقول إنه بعد دقائق قليلة من تنصيب بايدن، أعلنت شركة “أمازون” الأمريكية عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي أنها “على استعداد لمساعدة بايدن في جهوده من أجل معالجة قضايا تغير المناخ والسيطرة على انتشار الجائحة وإعادة تشغيل الاقتصاد الأمريكي وتعزيز إصلاح قضايا الهجرة منذ اليوم الأول له في منصبه”.

واعتبرت الصحيفة أن الشغف القادم في هذه المرة من “أمازون”، وهي تعد ثاني أكبر قوة عاملة في القطاع الخاص في الولايات المتحدة وثالث أكبر قيمة سوقية وغالبا ما كانت تُتهم في الماضي بممارسات مناهضة للنقابات ولقيم المنافسة، ما هو إلا سمة مميزة تُضاف للسياسة الأمريكية الحديثة.

وأضافت:” أنه في المخيلة الشعبية، يمثل الديمقراطيون عمال الطبقة الدنيا والمتوسطة ضد مصالح الشركات القوية .. لكن الجهات المانحة والنشطاء ومستشاري الحزب لايزال تحركهم فيما يخص الأولويات الاجتماعية التقدمية التي تصرف الانتباه عن المشاكل الاقتصادية .. من بينها مثلا، قضايا تغير المناخ، التي عادة ما يتم معالجتها من خلال الإنفاق العام والإعانات”.

وتشمل “الأولويات العاجلة” للإدارة الجديدة – وفقًا لموقع البيت الأبيض على الإنترنت – إجراءات للسيطرة على جائحة كوفيد -19 وتعزيز أوجه الإغاثات الاقتصادية ومعالجة تغير المناخ وتعزيز المساواة العرقية والحقوق المدنية، بالإضافة إلى إجراءات فورية لإصلاح قوانين الهجرة، واستعادة مكانة الولايات المتحدة في العالم .. مع ذلك، لا تزال القضايا المتعلقة بالوظائف والأجور والعمالة والتعليم والضرائب وإصلاح الرعاية الصحية مندرجة على الهامش.

كما أوضحت الصحيفة أن تصرفات بايدن في “اليوم الأول” أكدت هذه الأولويات .. حيث تناولت أغلب أوامره التنفيذية الأولى سبل التصدي لتفشي الجائحة والإغاثة الاقتصادية .. فيما ركزت البقية على قضايا تغير المناخ والهجرة والمساواة العرقية، والتي سوف تندرج تحت “مبادرة حكومية كاملة”.

وتابعت الصحيفة :” أن قضايا العمال جاءت حرفياً في المرتبة الأخيرة في مُدونة مكونة من 150 كلمة ركزت فقط على أهمية ارتداء الأقنعة الطبية ووقف التمييز بين الجنسين وتوفير الوصول إلى “التنوع النقدي والتدريب على الإدماج”.

وأشارت إلى أن بايدن أصدر، في الأسبوع الأول لإدارته، 36 أمرًا تنفيذيًا ومذكرة وإعلانًا ، 13 منهم بشأن كوفيد وستة بشأن الهجرة، وأربعة بشأن المناخ، وأربعة بشأن المساواة العرقية، واثنتان بشأن الهوية الجنسية، واثنتان بشأن العمال، وخمسة آخرين .. لكن فيما يتعلق بالعاملين، قدم بايدن سياسة شراء جديدة بشأن المشتريات الفيدرالية، مماثلة لتلك التي وضعها سلفه الرئيس دونالد ترامب، وأمر بوضع تقرير عن رفع الحد الأدنى للأجور للموظفين الفيدراليين والمقاولين إلى 15 دولارًا في الساعة.

وقالت الصحيفة البريطانية في ختام المقال إنه يجب أن يؤدي الإصلاح الاقتصادي إلى تحقيقات صارمة لمكافحة الاحتكار وتحسين برامج التدريب على التوظيف وجهود التلمذة الصناعية .. كما يجب على الحكومة أن تتخذ إجراءات صارمة ضد البضائع الصينية المقلدة التي أصبحت تغرق الأسواق عبر الإنترنت.