وزير الدفاع التركي في ليبيا.. محللون: زيارة تحمل رسائل قوية وهامة (تقرير)

أجمع عدد من المحللين السياسيين المهتمين بالشأن التركي والليبي، أن زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار على رأس وفد عسكري تركي إلى ليبيا على درجة عالية من الأهمية، للتأكيد على موقف تركيا الداعم لحكومة “الوفاق الوطني الليبية” ضد أي تحرك عسكري محتمل من  الانقلابي خليفة حفتر.

وقال السياسي الليبي وخبير أول استراتيجيات وعلاقات دولية، الدكتور أسامة كعبار لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “زيارة وزير الدفاع التركي ورئيس الأركان والقيادات العسكرية التركية المرافقة، بعد أيام قليلة فقط من تمديد البرلمان التركي لتواجد القوات التركية فى ليبيا، لترسل من خلالها تركيا رسائل متعددة وللجميع، مفادها أن تركيا عازمة على تنفيذ بنود الاتفاقية العسكرية الموقع مع ليبيا، وأن تركيا مصرة على احترام الجميع للقانون الدولي والاتفاقات الدولية التى توقع بين الدول الصديقة، وأن تركيا مطمئنة على قدرتها العسكرية لفرض تطبيق وقف إطلاق النار فى ليبيا”.

وأضاف كعبار أن الزيارة “تأتي في الوقت الذي تتعرض فيه تركيا لعقوبات أمريكية، لتؤكد تركيا أنها تعمل وفق رؤية استراتيجية واضحة، وهي عازمة على المضي قدما لتنفيذها، ومنع أي عمليات تحجيم لها”.

وأشار كعبار إلى أن “هذه الزيارة العسكرية التركية وعلى هذا المستوى، تأتي بعد يومين فقط من إطلاق المتمرد حفتر تهديداته، فهي رسالة واضحة وصريحة لداعمي حفتر حول جدية الموقف التركي”.

وفي وقت سابق اليوم السبت، وصل وزير الدفاع التركي خلوصي آكار على رأس وفد عسكري تركي رفيع المستوى، إلى العاصمة الليبية طرابلس، وعقد اجتماعا مع نظيره الليبي صلاح الدين نمروش، لبحث عدد من الملفات الهامة.

وتتزامن تلك الزيارة مع موافقة البرلمان التركي على تمديد مهام الجيش التركي في ليبيا 18 شهرا، في إطار التعاون والتدريب العسكري بين البلدين.

من جانبه، قال المحلل السياسي التركي طه عودة أوغلو لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “آكار المفاجئة والوفد العسكري المرافق له، تأتي بعد أيام قليلة من تمديد مهام القوات التركية في ليبيا 18 شهرا اعتبارا من الثاني من كانون الثاني/يناير المقبل، وأيضا بعدما دعا خليفة حفتر مقاتليه إلى (إخراج) القوات التركية الداعمة للحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة، وبالتزامن مع تواصل المحادثات السياسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ عام 2011”.

وأضاف عودة أوغلو “كما تتعدد الداوفع التي تقف خلف الزيارة، خصوصا بعد المعلومات التي تحدثت عن تحشيد عسكري من قبل قوات حفتر، الهدف منها نسف المسارات السياسية التي شهدتها ليبيا مؤخرا وساهمت في خلق أجواء إيجابية، للتوصل إلى حل للأزمة الليبية”.

وتابع عودة أوغلو أنه “يمكن القول إن الزيارة تأتي أيضا في سياق العلاقات القوية التي تربط الحكومة التركية وحكومة الوفاق التي تحوز على الدعم السياسي والعسكري التركي”.

في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مذكرتي تفاهم مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة “الوفاق الوطني” الليبية، المعترف بها دوليا، فايز السراج.

وتتعلق المذكرتين، بالتعاون الأمني والعسكري بين أنقرة وطرابلس، وتحديد مناطق النفوذ البحرية، إضافة إلى إسهام الجيش التركي برفع جاهزية عناصر الجيش الليبي وتدريبهم على حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.

بدوره، قال الباحث السياسي رشيد حوراني لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “زيارة الوفد التركي تحمل عدة رسائل منها خاصة بروسيا باعتبارها المنافس الأقوى للطموحات التركية في المنطقة بشكل عام، وفي ليبيا وسوريا بشكل خاص، كما تحمل رسالة أن التصعيد العسكري المحتمل والذي تمثل بالتهديدات التي أطلقها حفتر وهي بلا شك بدفع من روسيا، أن حكومة الوفاق المدعومة من تركيا هي مستعدة لها”.

وأضاف حوراني أن “وزير الدفاع التركي أعلى مسؤول عسكري في تركيا ذهب إلى ليبيا لمناقشة كل السيناريوهات المحتملة والتجهيز لها”.

والخميس، دعا الانقلابي حفتر، إلى الحرب وطرد من وصفهم بـ”المعتدين” من ليبيا، بالتزامن مع دعوات من مسؤولي حكومة “الوفاق الوطني” الليبية والمعترف بها دوليا، لتوحيد الصفوف وتغليب صوت العقل والتوافق، بمناسبة الذكرى الـ 69 لاستقلال ليبيا

After Content Post
You might also like