وزير الثقافة العراقى يقدم رؤية شاملة عن دور الجامعات في صناعة الوعي

قدم وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقى حسن ناظم، اليوم الثلاثاء، رؤية شاملة عن دور الجامعات في صناعة الوعي الجمعي.

وذكر بيان للوزارة تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن “كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس في موسمها الثقافي لفصل الربيع لعام2021 أقامت ندوة افتراضية بالتعاون مع النادي الثقافي ومنصة الفنر للعلم والمعرفة”.

وقال وزير الثقافة في كلمته خلال الندوة: “لقد واجهنا تحديات الجائحة، وإملاءاتها، وإغلاقاتها، وما أعقبها من أزمةٍ ماليةٍ بإعادة بناء البيت الداخلي، ووضع ستراتيجية لمهماتٍ أخرى للثقافة في بناء الدولة غير مهماتها التقليدية كوزارة أنشطةٍ هدفها التلاقي”.

وأضاف: “لا بدَّ من الاعتراف أنَّ دور الجامعة في خلق الحركات الأدبية والفكرية في العالم العربي قد انحسر كثيراً ،وأسباب ذلك عديدة ومتنوعة، مضيفاً في يومٍ ما كانت الجامعة هي الموئل لتجديد الأدب والفكر، ولظهور مفكرين كبار في مصر والعراق وسوريا ولبنان كبلدان أساسية صاغت حركات التجديد في الأدب والفكر العربي”. 

وتابع: “كانت دار المعلمين العالية الحاضنة، وهي التي فرخت تجديد الأدب، وحركة الشعر الحر فظهر السياب، ونازك الملائكة،والبياتي، ومحمود البريكان ،وإنْ كان بعيداً عن الجو الأكاديمي، بالإضافة الى مصر كان هناك دورٌ لجامعة القاهرة، وكانت الجامعات هي المكان الذي ينظر إليه على أنَّه بناء يتأسس فيه أدبٌ جديدٌ”. 

وأشار الوزير إلى “افتقار الجامعات حالياً إلى الحرية الواسعة التي تُمكّن الجامعة من أن تكون عقلاً للمجتمع”، مبيناً أن “الجامعات برغم تباين مقرراتها الدراسية في المذاهب الأدبية، والمناهج النقدية، والأدب العالمي، توجد فيها نمطيةٌ وبطءٌ في التواصل مع ما ينتج خارج إطار العالم العربي فالمذاهب كالكلاسيكية والرومانسية، والمناهج النفسية والشكلية لا تواكب ما يحدث من تطورات في الغرب ليس في الجامعات فحسب بل حتى في الأوساط الثقافية، فالسياسة هي التي تحكمها، وحين نتأمل ما يتسرب إلى الجامعات وإلى عالم النقد الأدبي في العالم العربي لا نجد خطةً واضحةً لاستقدام المناهج ولا يبدو للجامعة أي تأثير، فلا نستطيع أن نقول إنَّ هذه الجامعة استجلبت البنيوية مثلاً ،وإنما هناك مجموعة مترجمين ترجموا كتباً عن هذه المناهج فالمسألة محكومة بالاعتباطية”.

وعن استثمار الثقافة كقوة ناعمة قال ناظم: إن “العراق بلد غني ويتنوع غناه في الثقافة والسياحة والآثار ويجب أن يتأسس على عقلٍ منفتحٍ، ويؤمن بالتعايش مع الآخر، والتثاقف معه وإذا لم تكن هناك بيئة آمنة لا يمكن أن يكون هناك استثمار، وهناك معضلة الدولة الريعية التي تعتمد على النفط. 

وعن الجهود في استعادة الآثار المسروقة شدد على أنَّ “أرض العراق أرض آثارية شاسعة من الشمال إلى الجنوب فكيف نحرسها، وأن المشكلة في النبش العشوائي وليس في السرقة، مشيراً إلى وجود جهود من الأمم المتحدة واتفاقات مع دول الجوار لاسترداد الآثار، وقد تمكنا من استرداد بعضها”. 

وعن دور المنظمات الدولية في العراق أفصح وزير الثقافة أنَّ “هناك منظمات فاعلة تعمل في العراق، فاليونسكو تنفذ مشروعين لإعادة بناء منارة الحدباء والجامع النوري وكنيستين في الموصل بتمويل من دولة الإمارات العربية، وهناك مشروعٌ لتأهيل خمسة بيوت تراثية في البصرة بتمويل من الاتحاد الأوروبي”.

After Content Post
You might also like