مساحتها 25 فدانًا وبها «بلدى» و«مستورد».. سوق «برقاش».. و«لكم فى الإبل حياة»

الطريق إلى سوق برقاش بالجيزة يمر إما عن طريق مركز إمبابة أو طريق المحور عبر قرى نكلا والمنصورية وحتى قرية برقاش التابعة إداريا لمركز منشأة القناطر، ويستلزم الوصول إليها السير عبر طرق ملتوية ونصف ممهدة ومدقات ترابية، فلا توجد وسيلة مواصلات إلى السوق سوى عربات نصف النقل التى يتكدس فيها الركاب بصندوق السيارة أو استقلال وسيلة مواصلات خاصة.

وتعد السوق التى تقع بعيدًا عن العمران أكبر تجمع للجمال فى الشرق الأوسط، والمقامة على مساحة 25 فدانًا، بعد نقلها من مركز البراجيل بإمبابة عام 1995، كما أن يومى الجمعة والأحد، من أكثر أيام الذروة داخلها، وفيهما يتغير نظام البيع من «الممارسة» إلى «المزايدة». والإبل التى يتم عرضها للبيع إما «بلدى» أو «مستوردة»، وكانت تأتى من عدة دول، أشهرها السودان والصومال وكينيا وجيبوتى، ولكن فى الفترة الأخيرة وبعد ثورة يناير 2011، اقتصرت على دولة السودان فقط، وتم منع الإبل القادمة من الصومال لأسباب لا يعرفها سوى المسؤولين ويمكن لصاحب الخبرة التفريق والتمييز بين الأنواع المختلفة بمجرد رؤيتها.
«الأسعار ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية بسبب ارتفاع الدولار».. هذا ما عبر عنه عبد اللاه المرمى، من كبار التجار، موضحا أن سعر الجمل يتراوح ما بين 10 و30 ألف جنيه، حسب العمر والنوع وبلد المنشأ، كما أن الأسعار تشتعل أيضا فى المواسم والأعياد، لافتا إلى أن السوق تضم أكثر من ثلاثين مكتبًا لعائلات توارثت المهنة منذ عشرات السنين، كما أن هناك أسماء لكبار العائلات الشهيرة فى السوق، مثل عائلة الحاج مصطفى لبو وأحمد أبوسريع وخالد ناجى، فضلا عن أن حمولة الجمال المستوردة يتم نقلها بواسطة السيارات من مدينة أبوسمبل بأسوان أو منطقتى حلايب وشلاتين بالبحر الأحمر، بعد تصنيفها إلى فئات طبقًا للسن والوزن والعمر، تمهيدًا لبيعها على التجار فى كافة المحافظات.
واستعرض حمادة عبد الله المرمى، تاجر، أهم المشكلات التى يتعرض لها التجار والتى تتمثل فى ارتفاع أسعار إجراءات البيطرى وحجز الإبل لفترات طويلة فى أبوسمبل وحلايب وشلاتين، وتأخر وصولها من هناك، بالإضافة إلى إغلاق وحدة الطب البيطرى بالسوق، فرغم وجود مبنى مكون من 3 طوابق، لا يوجد أطباء أو فنيون لإجراء الكشف عليها بالسوق حال مرضها أو ظهور الأعراض عليها، بالإضافة إلى عدم وجود وسيلة مواصلات، سواء من أتوبيسات النقل أو سيارات السيرفيس، كما أن المنطقة تفتقر إلى الخدمة الأمنية وعدم وجود نقطة شرطة أو وحدة مطافئ، على الرغم من قربها من وحدة مرور برقاش، فضلًا عن عدم وجود مياه صالحة للشرب، حيث نقوم بشرائها من الباعة بالقرية التى تبعد عن السوق نحو 3 كيلومترات.

After Content Post
You might also like