الغلاء يخطف بهجة الفالنتاين فى سوريا

 

على غرار الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الأساسية الذي تشهده سورية، ارتفعت أسعار هدايا عيد الحب «الفالنتاين» بشكل لا يصدق ما أدى الى إحجام الكثير من السوريين عن الاحتفال بهذه المناسبة وأدى الى تقلص عدد المحلات التي تبيع الهدايا الخاصة بالمناسبة.

فقد ارتفعت أسعار الدمى «الدباديب» والورود الحمراء بنسبة تفوق 200% عن العام الماضي، وهما أكثر الهدايا شيوعا.

وبحسب تقرير لموقع تلفزيون «سورية» وصل سعر الوردة الحمراء إلى 4000 ليرة سورية في المناطق الشعبية، وإلى 7 آلاف ليرة في مناطق أكثر رخاء في دمشق مثل الشعلان وباب توما.

علما أن سعر الدولار سجل ارتفاعا جديدا أمس ووصل الى نحو 3400 ليرة، في حين كانت الوردة العام الماضي بـ 1200 – 1500 ليرة سورية.

وتراوح سعر باقة الورد من 7 وردات حمراء مزينة ما بين 30 ألف ليرة سورية و50 ألف ليرة وهو يساوي تقريبا راتب شهر عند كثير من الموظفين. وتراوح سعر الباقة الصغيرة بين 10 – 15 ألف ليرة سورية، ما جعل البعض يكتفي بشراء وردة واحدة فقط.

وتراوحت أسعار الدباديب ما بين 30 ألف ليرة سورية للصغير و150 ألف ليرة سورية للوسط وأكثر من 600 ألف ليرة للكبير ويزداد السعر كلما كبر حجمه ليفوق سعر الدب الضخم المليون ليرة سورية، وتختلف الأسعار من منطقة لأخرى، حيث كانت أسعار سوق العصرونية الأقل قياسا بمناطق أخرى مثل الشعلان.

وانتشرت ظاهرة جديدة على صفحات الفيسبوك ومجموعات البيع والشراء، لعرض دباديب مستعملة للبيع بمناسبة عيد الحب نتيجة غلاء أسعار الدباديب الجديدة، وبدأت أسعار المستعملة منها من 15 ألف ليرة سورية لتلك التي لاتزال بحالة جيدة، إضافة إلى عرض إكسسوارات مستعملة كالساعات.

وفي جولة على أسواق دمشق، لوحظ انخفاض عدد المحال التي اكتست اللون الأحمر تجهيزا لعيد الحب كما في السنوات السابقة، حيث أكد صاحب أحد المحال أن «عملية تحويل جزء من رأس المال إلى هدايا تعتبر من الكماليات، فيه مخاطرة كبيرة، لأن البضاعة ستكسد بالتأكيد فحجم الإقبال أقل جدا من الأعوام السابقة».

وتابع: «عيد الحب يوم واحد، وليس من السوي تجاريا بمثل هذه الأوضاع القيام بشراء بضاعة جزء كبير منها قد لا ينفق، إضافة إلى أن المرابح بمثل هذه البضاعة بات قليلا جدا، والبيع محصور بطبقة معينة من الناس، لأن شريحة المراهقين لا يملكون ما يساعدهم على إنفاق 30 ألف ليرة ثمنا لهدية، وهم لا يكادون يستطيعون تأمين أجرة مواصلاتهم».

وفي استطلاع لآراء بعض الشبان، أكد أحمد وهو طالب جامعي في كلية الحقوق «كنت صريحا مع شريكتي، أنا غير قادر على شراء هدية نهائيا، فأنا لا أكاد أستطيع أن أدعوها لتناول كوب من القهوة في المقصف الجامعي، وهي متفهمة لهذا الوضع، وأعتقد أن هديتي ستكون رواية أو ما شابه بمبلغ لا يتعدى الـ 5000 ليرة سورية».

بدورها، قالت هبة وهي موظفة في أحد المولات إنها ستستغل موسم التنزيلات وتبتاع لحبيبها كنزة لا يتعدى سعرها الـ 17 ألف ليرة سورية، ومن وجهة نظرها فإن هذه الهدية أفضل وأرخص وأكثر فائدة له من الوردة والدب وما شابه.

After Content Post
You might also like