رسالة حماس.. هل يعود قطار المصالحة الفلسطينية إلى مساره الصحيح؟

عاد من جديد ملف المصالحة ليتصدر المشهد السياسي في فلسطين، بعد إعلان، إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس وجود مساع جديدة لإنجازها وتحقيق الوحدة.

ورحب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، برسالة حركة “حماس” بشأن إنهاء الانقسام وبناء الشراكة وتحقيق الوحدة الوطنية، من خلال انتخابات ديمقراطية، شاكرا مصر على رعايتها المصالحة.

وقال مراقبون إن “رسالة حماس إيجابية ويمكن البناء عليها لتحقيق تقدم في ملف المصالحة”، مؤكدين أن “هناك تقدما كبيرا في هذا الإطار، ومحادثات قائمة”.

رسالة هنية

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، أن هناك اتصالات مستمرة تهدف لتحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية مع حركة فتح، وذلك في وقت تواجه فيه المصالحة بين الحركتين تعثرات منذ الشقاق عام 2007.

وقال هنية في بيان وصل وكالة “سبوتنيك” نسخة منه إن هناك مساع جديدة لاستئناف الحوار الوطني من أجل إنجاز المصالحة “والتي نعتبرها حجر الزاوية والركن الأساس في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وشطب حقوقنا في الأرض والمقدسات والعودة”.

وأضاف رئيس المكتب السياسي لحماس: “إننا في حركة حماس نجري اتصالات داخلية وخارجية من أجل إنجاح هذه الجهود والتحركات لاستكمال ما بدأناه من خطوات في حوارنا مع الإخوة في حركة فتح والفصائل الوطنية والإسلامية لإنجاز متطلبات الوحدة عبر إعادة بناء المؤسسات القيادية الفلسطينية، سواء منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية على قاعدة الشراكة والتوافقات الوطنية وفق إرادة الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة في الداخل والخارج عبر انتخابات حرة ونزيهة”.

فرصة مهمة

مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، قال إن “حركة حماس دائما مع تحقيق المصالحة والوحدة والشراكة الفلسطينية لضرورتها في قطاع غزة بهذه المرحلة وكل المراحل”.

وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك“، أن “حركة حماس وجدت بصيص أمل من قبل الرئيس عباس وحركة فتح عبر الاتصالات التي جرت مع الدول الأربعة قطر ومصر وتركيا وروسيا وبعض الإشارات من قبل الأردن”.

وتابع: “لم تفوت حماس الفرصة طالما تعهد عباس بإجراء الانتخابات وكفالة هذه الدول أن توافق على الانتخابات التشريعة أولا ثم تكون الانتخابات الوطنية والرئاسية على تتابع وفق مراسيم سيصدرها عباس لتحديد تواريخ للانتخابات”.

وأكد أن

حركة حماس مع كل موقف يحقق مصالح الشعب الفلسطيني أينما وجد وهي فرصة وجدت فيها حماس ذلك.

خطوة إيجابية

من جانبه قال الدكتور فايز أبوعيطة، نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، إن “رسالة حركة حماس الأخيرة تعد خطوة مهمة وإيجابية وتساهم في تعزيز الجهود المبذولة من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية”.

وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك“، أن “هذه الموافقة كان الجميع ينتظر وصولها، لكي يتمكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس من اتخاذ الإجراءات اللازمة للبدء في إجراءات تحضير الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني”.

وتابع: “كل التقديرات تقول إن الانتخابات الفلسطينية تعد المدخل الأفضل لإنهاء الانقسام، ونأمل أن تكون هذه الموافقة تتسم بالجدية الكاملة، وبما يمهد فرص تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام”.

أعلنت الرئاسة الفلسطينية في بيان، السبت الماضي، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تسلم رسالة خطية من إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، فبعد الاطلاع على الرسالة، أعطى الرئيس الفلسطيني توجيهاته، بإبلاغ حركة حماس “بترحيبه بما جاء في الرسالة بشأن إنهاء الانقسام وبناء الشراكة وتحقيق الوحدة الوطنية”.

وأشار إلى أن ذلك يتحقق “من خلال انتخابات ديمقراطية بالتمثيل النسبي الكامل، انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بالتتالي والترابط، وتأكيده على التزام حركة فتح بمسار بناء الشراكة والوحدة الوطنية”.

وقرر عباس، دعوة الدكتور حنا ناصر، رئيس لجنة الانتخابات المركزية، للاجتماع به لبحث الإجراءات الواجبة الاتباع لإصدار المراسيم الخاصة بالانتخابات وفق القانون.

كما شكر الرئيس الفلسطيني، مصر، التي ترعى ملف المصالحة، بالإضافة لقطر وتركيا وروسيا والأردن التي أسهمت بجهودها الخيرة في تقريب وجهات النظر والتوصل إلى الاتفاق المذكور.

يشار إلى أن حركتي فتح وحماس عقدتا لقاءات بين قيادتيها في كل من القاهرة وتركيا لكن لم ينجح الطرفان في تحقيق بنود المصالحة دون الإعلان عن العثرات التي تعترض الاتفاق.

ودب الخلاف بين فتح وحماس عام 2007، في وقت جرى فيه عقد اتفاقات ولقاءات عديدة بين الحركتين ضمن وساطات عربية ودولية لكنها لم تفلح في إيصال الطرفين للمصالحة وطي صفحة الانقسام الفلسطيني الداخلي.

After Content Post
You might also like