محافظ البحيرة الأسبق: المياه جوكر الأزمات في مصر

قال مصطفى هدهود، محافظ البحيرة الأسبق، ورئيس مجلس إدارة الشركة المصرية اليابانية لأعمال الصلب، إن التنمية في مصر تواجه 5 تحديات رئيسية، ومع ذلك لديها فرص ضخمة للانطلاق ونقل مصر لمصاف الدول المتقدمة، مشيرًا إلى أن المهندس المصري له دور كبير في تحقيق التنمية بكل أشكالها الصناعية والعمرانية والزراعية.

 

وأضاف، خلال ندوة “دور المهندس المصري في التنمية الصناعية والعمرانية والزراعية”، التي نظمتها لجنة المكتبات بنقابة المهندسين أمس الأربعاء، أن مافيا المستوردين في مصر تحارب الإنتاج المحلي، وأن تصدير المنتجات المصرية إلى الدول الإفريقية يمثل نقطة انطلاق للاقتصاد الوطني، معتبرا أن العاصمة الإدارية “فكرة عبقرية” لتنمية القطاع الشمالي الشرقي في مصر.

 

واستعرض الملامح الرئيسية لمستقبل مصر صناعيًا وعمرانيًا وزراعيًا، وقال إن مصر حاليًا تواجه 5 تحديات رئيسية، تشمل قلة المساحة المأهولة بالسكان، وأزمة المياه، والزيادة السكانية، وقلة الأراضي الزراعية، والأمية، إضافة إلى تحديات أمنية وإنسانية.

 

وأوضح أن 4% فقط من مساحة مصر كانت مأهولة بالسكان في عام 1952، ارتفعت إلى 8% حاليًا، والمخطط أن تصل إلى 14% عام 2030، و21% عام 2050، فيما ارتفع عدد السكان من 18 مليون نسمة عام 1952 إلى 104 حاليًا، بخلاف 6 ملايين مهاجر مقيمين في مصر، ومن المتوقع أن يصل عدد السكان عام 2030 إلى 127 مليون نسمة و10 ملايين مهاجر، و175 مليون نسمة و20 مليون مهاجر عام 2050، وهو ما يمثل “ضغطًا رهيبًا على خطط التنمية”.

 

وأشار إلى أن مساحة الأراضي الزراعية بلغت 4 ملايين فدان عام 1952 ارتفعت حاليًا إلى 9 ملايين فدان، ومن المخطط أن تصل إلى 12.5 مليون فدان في 2030 وإلى 16 مليون فدان عام 2050، وهي أقصى مساحة يمكن زراعتها في مصر.

 

ولفت إلى أن أزمة المياه هي “جوكر الأزمات” في مصر، خاصة بعد تراجع نصيب الفرد من 3333 لترًا عام 1952 إلى 520 لترًا حاليًا، ومتوقع أن تنخفض إلى 350 لترًا عام 2050، وهو ما يعني أننا “دخلنا مرحلة الشح المائي”، مشيرا إلى أن مصر تحتاج حاليا إلى 60 مليار متر مكعب من المياه؛ لزراعة كامل أراضيها الزراعية.

 

وتابع: “مصر تمد يدها للتعاون مع إثيوبيا، وعرضت المشاركة في مشروعات الكهرباء الإثيوبية، فالقاهرة لم تكن يومًا ضد تحقيق التنمية في إثيوبيا، لكنها تدعمها وتساندها، وكل ما تطلبه هو اتفاق مكتوب بين دول حوض النيل يضمن حقها التاريخي في مياه النيل، والبالغ 55.5 مليار متر مكعب سنويًا”، مشددا على أن الأمية والتسرب من التعليم يمثلان تحديًا كبيرًا للتنمية.

 

وأوضح أن عمالة الأطفال وقيادة “التوكتوك” وراء زيادة نسبة التسرب من التعليم، لافتا إلى أن مصر تواجه تحديات إنسانية تتمثل في تراجع الأخلاق والتفكك الأسري وارتفاع نسبة الطلاق والإدمان، قائلا: “المسلسلات وراء زيادة نسبة كل هذه التحديات الإنسانية”.

 

وأشار إلى أن مصر تشهد مشروعات تنموية في جميع المجالات وكل القطاعات، في الزراعة والصناعة والعمران، مؤكدًا أن العاصمة الإدارية الجديدة تمثل حلًا عبقريًا لتنمية القطاع الشمالي الشرقي وسيناء لاستيعاب 4 ملايين نسمة.

 

ولفت إلى أن هناك قناة مائية يتم تنفيذها حاليًا، لنقل المياه من النيل عند الخطاطبة إلى منطقة الدلتا الجديدة، مشددًا على أن المنطقة الجنوبية في مصر واعدة جدًا في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وفي استخراج الذهب والفوسفات وغيرها.

 

وأكد أن مصر حققت ما يشبه الإعجاز في مجال الطاقة خلال السنوات الأخيرة، فبعد أن كانت تنتج 26 ألف ميجاوات عام 2013، وكانت تعاني نقصًا كبيرًا في الطاقة، نجحت حاليًا في إنتاج 53 ألف ميجاوات، بينما يصل حجم الاستهلاك المحلي إلى 37 ألف ميجاوات، وهو ما يعني أن مصر حاليًا تصدر 14 ألف ميجاوات من الطاقة، مشيرًا إلى أن قطاع البترول وقع 99 اتفاقية تنقيب عن البترول منذ 2014 وحتى الآن باستثمارات 17 مليار دولار، كما تم توصيل الغاز إلى 1.2 مليون وحدة سكنية جديدة، وتحويل 400 ألف سيارة لتعمل بالغاز، مؤكدًا أن مشروع حياة كريمة أضيف إليه بند جديد، وهو توصيل الغاز لـ70 قرية.

 

وأوضح أن مشروع القطار الكهربي الذي سينطلق من 6 أكتوبر، سيتم إنشاؤه على 4 مراحل ليربط في النهاية بين برج العرب وميناء الإسكندرية و6 أكتوبر والعاصمة الإدارية وميناء السخنة على البحر الأحمر.

 

ودعا إلى ضرورة توطين صناعة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بتصنيع ألواح الطاقة الشمسية في مصر من رمال سيناء ومثلث حلايب وشلاتين، مع ضرورة ربط مركز البحوث بالمناطق الصناعية ليحدث تكامل تام بينهما.

 

من جهته، قدم أمين عام النقابة حسن عبدالعليم، درع النقابة للدكتور مصطفى هدهود، مؤكدا أنه “علم من أعلام مصر، وعالم موسوعي، وقائد فذ، وخبير هندسي كبير”.

 

وفى نهاية الندوة، أعلنت نقابة المهندسين أن لجنة المكتبات بالنقابة حاليًا بصدد إنشاء مكتبة لكل المشروعات الهندسية التي تشهدها مصر، ومكتبة أخرى لكل الأفكار التنموية التي يقدمها مهندسو مصر.

After Content Post
You might also like