بعد بيع نسخة مقابل 11 مليون دولار.. القصة الكاملة لتمثال المفكر لرودان

بيعت نسخة من تمثال المفكر للنحات الشهير أوجست رودان مؤخرا في مزاد بفرنسا مقابل 11 مليون دولار وهو مبلغ كبير بالنسبة لتمثال منحوت وإن لم يكن الأغلى بالنسبة لتمثال المفكر الذى بيعت إحدى نسخه من قبل مقابل 15 مليون دولار في مزاد كريستيز

صنع رودان النسخة الأولى من التمثال في القرن التاسع عشر وتحديدا عام 1880 ، أما الخامات الأساسية للتمثال فهي الرخام والبرونز والتمثال الأصلى موجود في متحف رودان في باريس ويصور التمثال رجلاً متأملاً يتصارع في نفسه مع أفكار عميقة ويسند ذقنه بإحدى يديه ليبدو غارقاً في التفكير، يستخدم عادةً كصورة لتمثيل الفلسفة.

وهناك 28 نسخة بنفس الحجم من التمثال نفسه يبلغ ارتفاع كل منها 186 سم، لكنها لم تُصنَع كلّها خلال فترة حياة رودان، ولم تُصنع بإشرافه، كما توجد العديد من النسخ الأخرى مصنوعة من الجص وبأحجامٍ مختلفة.

عندما صنع  رودان عام 1880 التمثال بحجمه الأصلي الذي يقارب 70 سم (28 بوصة) ، أُطلق عليه في البداية اسم “الشاعر” وصممه ليكون عنصر التتويج في عمل آخر للنحات الفرنسى وهو “بوابات الجحيم” ففي البداية كان التمثال يمثل دانتي الشاعر الإيطالي في العصور الوسطى مؤلف “الكوميديا الإلهية” ، وهو يميل إلى الأمام لمراقبة دوائر الجحيم أثناء تأمل عمله وفقا لرويترز.

وأثناء بقائه في مكانه على “أبواب الجحيم” الضخمة التى صاغها رودان تم عرض “المفكر” بشكل فردي في عام 1888، وبالتالي أصبح عملاً مستقلاً.

تعد بوابة الجحيم من أشهر أعمال رودان بل يمكن القول إنه عمل استمدت منه معظم منحوتات رودان الشهيرة، ومنها المفكر، ذلك أنه عمل كان مليئا بالتماثيل الصغيرة التى عرضت بعدها بشكل منفرد في بعض الأحيان.
ضمت بوابة الجحيم أكثر من 180 تشكل القوام الرئيسى لمعظم الأعمال الشهيرة لرودان، التي نفذها بشكل منفصل وقد بلغ ارتفاع تصميم بوابة الجحيم 6 أمتار وعرضها 4 أمتار.
استلهم رودان عمله بوابة الجحيم من مؤثرات متعددة وفقا لبى بى سى، منها بوابة الفردوس في فلورنسا للفنان الإيطالي لورينزو جيبرتي، وعمل مايكل أنجلو الشهير الحساب الأخير أو يوم القيامة، فضلا عن النصوص الأدبية لدانتي الذي وصفه للجحيم، وقصائد الشاعر الفرنسي بودلير “أزهار الشر” و”الكوميديا البشرية: للروائي الفرنسي بلزاك وقد أنجز رودان عمله الشهير بوابة بعد أن رسم مئات الرسوم لتفاصيلها، وعدد من النماذج التصميمية.

تم تكبير التمثال لأول مرة في عام 1904 ، وأثبتت النسخ الضخمة ذات الحجم البشري من التمثال مثل تلك المعروضة في متحف رودان في باريس أنها ستكون أكثر شهرة ، حيث تجسد بوضوح أكبر قياسا على حجمها رجلا مستغرقا في التفكير ولكن جسمه القوي يوحي بعظمة كبرى، وقدرة غير محدودة على العمل.
صنعت من التمثال عام 1928 نسخ برونزية وذلك في مسبك أليكسيس رودييه المعروف بتصنيعه عدداً من أعمال رودان البرونزية الأكثر شهرة،وقد صيغت هذه النسخ من العمل خلال فترتين متتاليتين بين 1919-1945 و1954-1969.
ويعد أوجست رودان ‏ أحد رواد فن النحت خلال القرن التاسع عشر، ولا يزال واحدا من عدد قليل من النحاتين المعترف بهم على نطاق واسع، كما تُعد أعمال أوجست رودان الفرنسية أمثلة حية على المدرسة الانطباعية في النحت حيث أعطى رودان للأشكال رؤية الحركة السطحية.
After Content Post
You might also like