صدق أو لا تصدق.. طريقة للتطعيم من خلال بصيلات الشعر

في إطار العمل ضمن فريق علمي دولي، ابتكر علماء جامعة سمورودينتسيف لأبحاث الإنفلونزا الحكومية في ساراتوف، وجامعة العلوم التطبيقية في سان بطرس بورغ، طريقة جديدة للتطعيم من دون اللجوء إلى الحقن، حيث أكد الباحثون حقيقة أنه يمكن إعطاء اللقاح من خلال بصيلات الشعر من دون الإضرار بالجلد.

التطعيم هو إحدى الاستراتيجيات الرئيسية للوقاية من الأمراض المعدية. حيث أشار متخصصون من جامعة تشيرنيشيفسكي الحكومية في ساراتوف إلى أن إعطاء اللقاحات التقليدية يتم عن طريق الحقن العضلي أو تحت الجلد بواسطة الوخز بالإبر، وهو إجراء مؤلم يحدث نوعًا من الخلل في سلامة الجلد.

كما أوضح خبراء الجامعة الحكومية في ساراتوف بأنه هناك حاليًا اتجاه نحو استبدال هذه الأساليب بأخرى غير الحقن. إذ يتم التركيز بشكل خاص على تطوير طرق التحصين عبر الجلد، حيث يحتوي الجلد على عدد كبير من خلايا المناعة الفطرية المتوارثة، والتي يعد تنشيطها شرطًا أساسيًا لتطوير استجابة مناعية تكيفية قوية.

وفي هذا السياق، تحدثت الباحثة يوليا سفينسكايا من مختبر الأنظمة، التي يتم التحكم فيها عن بعد للعلاج الطبيعي في المركز الطبي العلمي، التابع للجامعة الحكومية في ساراتوف، قائلة:

يمكن إدخال اللقاح في الجلد – على سبيل المثال – باستخدام الإبر الدقيقة. وهذه الطريقة أقل إيلامًا وأكثر فاعلية من الإبر التقليدية. ومع ذلك فقد وضع فريقنا نصب عينيه مهمة إيجاد طريقة للتطعيم من شأنها أن تجنبنا تمامًا طريق الوخز بالأبر في الجلد.

وبعد القيام بالدراسات المطلوبة، تبين أن الحل في أن يتم التطعيم من خلال بصيلات الشعر. وهذه الطريقة تضمن توصيل الدواء إلى الخلايا النشطة مناعيًا دون الحاجة إلى التعرض لسلامة الجلد، ما يتيح لنا تجنب النتائج السلبية جراء استخدام بروتوكولات التطعيم التقليدية.

أيًا كان الأمر فقد تم إجراء اختبار تجريبي على حيوانات المختبر للتحقق من طريقة التطعيم من خلال بصيلات الشعر. وبالتالي تم عرض خلال هذه الدراسة، نهج جديد للتلقيح ضد الإنفلونزا الموسمية. علمًا أن الباحثين قاموا باستخدام جزيئات كربونات الكالسيوم الكروية تحت الميكرون بحجم نحو 0.9 ميكرومتر كحامل لقاح الإنفلونزا. وهذا الحجم الجسيمي – بحسب قول الباحثة سفينسكايا – يجعل من الممكن ملء البصيلات باللقاح بشكل مضمون.

وإذ يؤكد العلماء بأن الطريقة التي تم ابتكارها تتمتع بآفاق واعدة خاصة للوقاية من اللقاح والعلاج المناعي، للأشخاص الذين يعانون من انخفاض التفاعل المناعي المرتبط بالعمر، وكذلك – على سبيل المثال – لمن يعاني من نقص المناعة الثانوي.

الجدير بالذكر أن مجموعة واسعة من العلماء شاركوا في هذه الدراسة، من بينهم علماء من الجامعة الحكومية في ساراتوف، وجامعة بطرس الأول للفنون التطبيقية في سان بطرسبرغ، والجامعة الأكاديمية في سان بطرسبرغ، وجامعة سيريوس، وجامعة سمورودينتسيف لأبحاث الإنفلونزا الحكومية في ساراتوف وجامعة الملكة ماري في لندن.

يشار بأن نتائج الدراسة، التي حظيت بدعم من المنح المالية المقدمة من مؤسسة العلوم الروسية، تم نشرها في مجلة كيمياء المواد.

 

 

After Content Post
You might also like