علماء يكتشفون عاملا غير متوقع يجعلك تتقدم في العمر بشكل أسرع

كشف باحثون في جامعة ماكماستر عاملا جديدا غير متوقع يمكن أن يلعب دورا كبيرا في تسريع عملية الشيخوخة.

وأشاروا في دراسة جديدة إلى أن العيش في المناطق الحضرية المحرومة ماديًا واجتماعيًا والمعاناة من أعراض الاكتئاب يمكن أن يسهمان بشكل مستقل في تسريع الشيخوخة البيولوجية.

أظهرت الدراسة، التي نُشرت في يونيو الجاري، في مجلة علم الشيخوخة، أن الذين يعيشون في المناطق الحضرية التي تتميز بتفاوتات كبيرة في الموارد والفرص الاجتماعية، فضلاً عن أعراض الاكتئاب، يرتبطون بشكل مستقل بالشيخوخة البيولوجية المبكرة.

وقالا إن هذا الارتباط يستمر حتى بعد مراعاة عوامل الخطر المتعلقة بالصحة الشخصية والسلوك مثل الأمراض المزمنة والعادات الصحية الضارة.

قاد بارميندر راينا، الأستاذ في قسم أساليب البحث الصحي والأدلة والتأثير في جامعة ماكماستر، فريق البحث الذي ضم محققين من هولندا والنرويج وسويسرا.

وقالت ديفيا جوشي، المؤلفة الأولى للدراسة: “استخدمت دراستنا اثنين من المقدرات القائمة على مثيلة الحمض النووي، والمعروفة باسم الساعات اللاجينية، لفحص الشيخوخة على المستوى الخلوي وتقدير الفرق بين العمر الزمني والعمر البيولوجي”.

وأضافت: “أظهرت النتائج التي توصلنا إليها أن الأحياء الفقيرة وأعراض الاكتئاب كانت مرتبطة بشكل إيجابي مع تسارع العمر اللاجيني المقدّر باستخدام ساعة DNAm GrimAge”.

وتابعت: “يضيف هذا إلى مجموعة الأدلة المتزايدة على أن العيش في المناطق الحضرية ذات المستويات الأعلى من الحرمان والمعاناة من أعراض الاكتئاب مرتبطان بالشيخوخة البيولوجية المبكرة”.

تم قياس أعراض الاكتئاب في الدراسة باستخدام مقياس الاكتئاب القياسي المكون من 10 عناصر.

وجد الباحثون تسارعا في خطر الوفاة بمقدار شهر واحد مقابل كل نقطة زيادة في درجة أعراض الاكتئاب.

افترض الباحثون أن الضيق العاطفي الناجم عن الاكتئاب قد يؤدي إلى مزيد من التآكل البيولوجي واختلال النظم الفسيولوجية، مما قد يؤدي بدوره إلى الشيخوخة المبكرة.

قام الباحثون بتقييم مواد الأحياء الفقيرة والحرمان الاجتماعي باستخدام مؤشرين تم تطويرهما بواسطة الاتحاد الكندي لأبحاث الصحة البيئية الحضرية (CANUE).

يعكس الحرمان الاجتماعي وجود موارد اجتماعية أقل في الأسرة والمجتمع، والحرمان المادي هو مؤشر على عدم قدرة الناس على الوصول إلى السلع ووسائل الراحة في الحياة الحديثة، مثل السكن اللائق، والطعام المغذي، والسيارة، والإنترنت عالي السرعة، أو حي مع مرافق ترفيهية.

وجد الباحثون زيادة في خطر الموت بنحو عام واحد بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في الأحياء الأكثر حرمانا مقارنة بالأحياء الأقل حرمانا.

قالت جوشي: “أظهرت نتائجنا أن تأثير العيش في الأحياء الأكثر حرمانا على تسارع العمر اللاجيني كان متشابها، بغض النظر عن أعراض الاكتئاب، مما يشير إلى أن الاكتئاب يؤثر على تسريع العمر اللاجيني من خلال آليات لا علاقة لها بالعيش في الأحياء الفقيرة”.

 

 

 

 

 

 

After Content Post
You might also like