الفترة المثالية بين كل حمل وآخر.. لصحة أقوى للأم وطفل أكثر أمانًا
تنظيم الفترات بين الأحمال ليس رفاهية، بل خطوة ضرورية للحفاظ على صحة الأم واستقرار الأسرة وضمان سلامة الطفل القادم، فالتقارب الشديد بين الحملين قد يرهق جسم المرأة ويعرضها والجنين لمضاعفات صحية يمكن تجنبها بالوعي والتخطيط السليم.
وفي إطار دورها التوعوي، يوجه المجلس القومي للسكان رسالة مهمة لكل أم حول المدة المناسبة بين الحمل والآخر، وأهمية المتابعة الطبية بعد الولادة لضمان حياة أسرية أكثر صحة وراحة.
يشدد المجلس القومي للسكان على أن الفترة الأنسب بين الحمل والآخر تتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات، موضحًا أن هذه المدة تمنح جسم الأم الوقت الكافي لاستعادة قوته، وتعويض العناصر الغذائية التي فقدتها خلال الحمل والولادة والرضاعة. كما تساعد هذه الفترة على تقليل مخاطر المضاعفات الصحية مثل الأنيميا، الإجهاد البدني، والولادة المبكرة.
ويؤكد المجلس أن ترك فترة مناسبة بين الأحمال لا يعود بالنفع على الأم فقط، بل ينعكس أيضًا على سلامة الطفل المولود، حيث يحصل على رعاية أفضل وتغذية كافية، ويكون أكثر قدرة على النمو في بيئة مستقرة صحيًا ونفسيًا. كما أن تنظيم الفترات بين الحمل يساعد على الحفاظ على جودة العلاقة الزوجية، بعيدًا عن الضغوط الصحية والنفسية التي قد تسببها الأحمال المتقاربة.
ويوصي المجلس بضرورة أن تتوجه الأم بعد مرور 40 يومًا من الولادة إلى أقرب وحدة أو مركز صحي للاستفسار عن الوسيلة المناسبة لتنظيم النسل، بما يتوافق مع حالتها الصحية واحتياجاتها. فالاختيار الصحيح لوسيلة منع الحمل يمنح الأسرة فرصة للتخطيط الجيد للمستقبل، ويضمن للأم فترة راحة واسترداد قبل التفكير في حمل جديد.
وفي ختام الرسالة، يؤكد المجلس القومي للسكان أن الاهتمام بصحة الأم يبدأ من القرارات الصغيرة، مثل المباعدة بين الأحمال والمتابعة الطبية المنتظمة، والتي تضمن للأسرة توازنًا صحيًا ونفسيًا يسهم في نشأة أطفال أكثر قوة وسعادة.
