لغز ثقب أسود عملاق.. خفت ضوؤه حتى «الحالة المظلمة»

 

ثقب أسود عملاق يُظلم فجأة بمجرة درب التبانة

صور الفضاء فى 2020

يخلق ثقب أسود المسؤول عن اختفاء الضوء فى “GRS 1915 + 105″، لغزًا كبيرًا، بعد أن رصد خفوت ضوؤه، منذ2018، حتى وصل حد الإظلام التام، والذي أطلق عليه «الحالة المظلمة».

وهو نظام نجمى يبعد 36.000 سنة ضوئية عن الأرض ويحتوى على نجم عادي وثاني أثقل ثقب أسود معروف فى مجرة ​​درب التبانة.

وبحسب ما نشره موقع “روسيا اليوم”، فإن هذا الوزن الثقيل يُعرف بأنه 10 إلى 18 ضعف كتلة الشمس، والثانى من حيث الكتلة بعد القوس A أو SgrA، الثقب الأسود الهائل فى مركز المجرة، وعادة ما تتألق المنطقة المحيطة بالثقب الأسود GRS 1915 + 105 بضوء شديد من الأشعة السينية، حيث تتغذى على نجمها المصاحب. 

 

وبينما تدور المادة حول التصريف الكونى، تحتك الجسيمات الموجودة بداخلها معا، وتولد الطاقة قبل أن تسقط فى الظلام فى مركز الثقب الأسود، وهذه المادة الدوامة هى قرص تراكم الثقب الأسود، والذى يضئ بالأشعة السينية بينما يلتهم الثقب الأسود المزيد والمزيد من الطاقة.

ولكن الباحثين رأوا شيئًا مفاجئًا فى بداية شهر يوليو 2018، حيث بدأ ضوء نظام GRS 1915 + 105 فى التعتيم ثم فى أوائل عام 2019، خفت الإضاءة أكثر ولم ير أحد شيئا كهذا من قبل.

وكتب الباحثون فى ورقة بحثية جديدة نُشرت فى الأول من يناير فى قاعدة بيانات arXiv، والتى لم تتم مراجعتها بعد، “نقترح أن يتم تحديد هذه الحالة على أنها “الحالة المظلمة”.

وبعبارة أخرى، حدث شئ ما بين مصدر الضوء وتلسكوب Swift X-ray، الذى كان يراقب الجسم، ما يحجب رؤية التلسكوب.

وما يزال الكثير من الضوء قادمًا من المنطقة الساطعة بالقرب من أفق الحدث للثقب الأسود، والتى يسميها الفلكى أحيانا المحرك، بالإضافة إلى “القرص التراكمى” الأكبر للمادة المتساقطة، ولكن هذا الضوء لا يصل إلى الأرض بالطريقة التى اعتاد عليها.

وقالت معدة الدراسة الرئيسية، مايورا بالاكريشنان، وهى طالبة دراسات عليا فى علم الفلك بجامعة ميتشيغان، إن هندسة التعتيم الطبيعة الدقيقة للهيكل الذى يحجب الضوء، من الصعب تمييزها”.

ولا يوجد تلسكوب موجود يمكنه حل تفاصيل النظام البعيد، لذلك كان على بالاكريشنان والمعدون المشاركون، أن يستنتجوا كيف تغير الضوء القادم من GRS 1915 + 105 من يوم لآخر بين 2018 و2019.

وقالت بالاكريشنان: “فى حالة GRS 1915 + 105، إن النجم المرافق منخفض الكتلة ولا توجد به رياح نجمية هائلة من شأنها أن تخلق الغاز المعتم المرصود”.

وخلص الباحثون إلى أن “هناك الكثير من الغاز فى بعض الهياكل التى تشتت، وتحجب الضوء القادم من المحرك المركزى وقرص التراكم”.

وبمعنى آخر، كل ما يحجب الضوء من المحتمل أن يأتى من قرص التراكم نفسه، ومع ذلك، ما تزال طبيعة هذا الهيكل لغزا.

ويعد GRS 1915 + 105 مثيرًا للاهتمام لعلماء الفلك، لأن محرك الأشعة السينية يشبه نموذجًا مصغرًا للمحركات التى تقود العديد من الثقوب السوداء الهائلة فى مراكز المجرات البعيدة.

والفرق هو أن وقود الثقوب السوداء فائقة الكتلة يأتى من سحب المادة فى نوى المجرة، بينما يمزق “GRS 1915 + 105” وقودها من نجم مجاور، لذا فإن فهم ما يحدث مع هذا النجم يمكن أن يلقى الضوء على ما يحدث فى أثقل الأجسام فى الكون.

After Content Post
You might also like