الجدل حول الاستدامة يصل إلى قلب صناعة الاستثمار

يطلق عليها أحيانا جزر المالديف الإيطالية. روزينيانو هي وجهة سياحية في توسكانيا يسكنها 30 ألف شخص وتشتهر بشواطئها البيضاء التي تجذب الناس من جميع أنحاء أوروبا.
مع ذلك، الرمال التي يدل ظاهرها على أنها رمال بكر تحتوي على مشكلة. يرجع الفضل في لونها جزئيا إلى طمي الحجر الجيري من مصنع قريب مملوك لشركة سولفاي Solvay، شركة الكيماويات البلجيكية متعددة الجنسيات. المصنع هو منشأة الشركة الوحيدة لإنتاج رماد الصودا والبيكربونات في أوروبا حيث يتم تصريف النفايات الكيميائية مباشرة في البحر دون معالجة.
قبل عقدين، وصفت منظمة الصحة العالمية المنطقة بأنها “نقطة تلوث كبيرة ذات أولوية في البحر الأبيض المتوسط” وكانت منذ فترة طويلة مصدر نزاع مع نشطاء محليين. لكن هذا الجدل بدأ الآن يتقاطع مع نقاش يذهب إلى قلب مستقبل صناعة الاستثمار.
المصنع في توسكانيا هو موضوع حملة من قبل أحد صناديق التحوط في لندن، بلوبيل كابيتال بارتنرز Bluebell Capital Partners. تم إطلاق الصندوق في 2019، وهو يبدأ حملة تركز على شركة واحدة كل عام يعتقد أن لديها ممارسات مشكوكا فيها بشأن القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة – ESG كما هو معروف في قطاع الاستثمار. سولفاي هي هدفه الأول.
قال بلوبيل في رسالة إلى سولفاي: “هذا الشاطئ المثالي يشبه تماما شاطئ منتجع كاريبي نقي. لكن هذه الجنة الظاهرة هي مجرد وهم. المنطقة مجرد مكب مفتوح للنفايات الكيميائية الصناعية لشركة سولفاي”.
ترفض سولفاي هذا الاتهام وتقول إنها تلتزم بالمعايير البيئية الصارمة المتعلقة بتصريف النفايات السائلة من المصنع، التي تقول إنها لا تشكل أي خطر على الصحة أو البيئة. تضيف: “نحن نأسف لاستمرار الهجمات المثيرة والمتحيزة من حين إلى آخر على مصنعنا في روزينيانو”.
أحد الأسباب التي تجذب انتباه المستثمرين إلى سولفاي هو أنها حاصلة على تصنيف AAA من حيث المخاطر المتعلقة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة من قبل MSCI، وهي شركة مقرها لندن تقدم تقييمات لسجل الشركات في هذه الفئات. تصادق MSCI على شركة سولفاي باعتبارها “شركة رائدة في القطاع” فيما يتعلق بالسلامة الكيميائية واستخدام المياه وفرص التكنولوجيا النظيفة.
يقول جيوزبي بيفونا، أحد مؤسسي بلوبيل: “تم تصنيف سولفاي بدرجة عالية جدا من قبل الشركات المتخصصة في توفير تصنيفات المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، وهو ما يكشف تماما عن الصلة الحقيقية لتلك التصنيفات”.
أصبحت المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة واحدة من أسرع المجالات نموا في إدارة الأصول مع تضخم الطلب في الأعوام الأخيرة على الاستثمارات المستدامة. وقع مستثمرون يمتلكون أكثر من 100 تريليون دولار من الأصول المجمعة على التزام، مبادئ الاستثمار المسؤول، لدمج معلومات المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في قراراتهم الاستثمارية.
لمتابعة هذه الالتزامات، يعتمد المستثمرون جزئيا على الفرع الجديد لوكالات التصنيف الذي يقوم بتقييم الشركات بناء على أدائها على صعيد المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة. لكن ليس هناك إجماع يذكر حول المعايير التي ينبغي استخدامها لإصدار مثل هذه الأحكام. وفي حين حصلت سولفاي على تصنيف AAA من MSCI، تمنحها الوكالات الأخرى درجة أقل. صنفتها شركة “ساستيناليتيكس”، وهي مزود تصنيف مؤثر آخر، على أنها ذات مخاطر متوسطة من حيث القضايا البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.
بالنسبة لصناعة إدارة الأصول، الخلافات حول هذه التصنيفات تزيد من فرص اعتبار المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة ممارسة تسويقية وينتهي بها الأمر إلى فقدان المصداقية بين المستثمرين.
يقول بيفونا، من شركة بلوبيل: “من المهم ألا يتعامل المجتمع المالي مع المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة على أنها كلمة طنانة جديدة لتوجيه الاستثمارات”.
هذا الشهر، صرحت ميرياد ماكجينيس، مفوضة الخدمات المالية بالاتحاد الأوروبي، في مؤتمر لإدارة الأصول أن بروكسل ستفحص المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة عندما تطلق استراتيجيتها المالية المتجددة في 2021.
قالت: “سمعنا بعض المخاوف من صناعة إدارة الأصول حول مستوى التركيز في السوق لتصنيفات وبيانات المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، وتضارب المصالح المحتمل”.
إدارة المخلفات
كان هناك مصنع للمواد الكيميائية في روزينيانو في توسكانيا منذ 1913. كان وجود سولفاي فعالا جدا في التنمية الاقتصادية للمجتمع المحلي، حيث تم تغيير اسم المنطقة التي يوجد بها المصنع إلى “روزينيانو سولفاي”. في النصف الأول من القرن الـ20، قامت الشركة البلجيكية ببناء مساكن ومدارس وكنيسة وملعب كرة قدم للمجتمع المحلي.
خلال الوقت الذي كان فيه المصنع هناك، تدفق إجمالي 13 مليون طن من المواد الصلبة إلى البحر من مصنع الكيماويات، وفقا لوكالة البيئة في توسكانيا.
وبحسب وكالة البيئة الإيطالية أربا Arpa، تحتوي النفايات على مستويات عالية من الزئبق والزرنيخ والأمونيا والنيتروجين والبورون. تظهر بيانات صادرة عن الوكالة في 2020 أن مستويات هذه المعادن الثقيلة، التي يمكن أن تكون سامة للإنسان وتغير نمو النبات، أعلى من الحد القانوني في المياه المحيطة بالشواطئ البيضاء.
تقول سولفاي إن المياه في المنطقة آمنة ومتماشية مع بقية ساحل توسكانيا. وتشير إلى بيانات من فرع توسكانيا التابع للوكالة البيئية توضح أن جودة المياه جيدة عند اختبارها بحثا عن البكتيريا والعناصر الأخرى.
دراسة الوكالة البيئية تشير أيضا إلى أن Posidonia oceanica، وهو نبات مائي في البحر الأبيض المتوسط يعرف باسم عشب نبتون، اختفى من قاع البحر أمام شواطئ روزينيانو البيضاء نتيجة لتلوث المياه.
في العام الماضي، بث البرنامج التلفزيوني الإيطالي Rai Report لقطات تظهر ضعف الرؤية في المياه أمام الشواطئ بسبب بقايا بيضاء كثيفة تطفو في البحر.
وفقا لتقرير في 2014 الصادر عن وكالة البيئة الإقليمية أربا، ألقت سولفاي أكثر من 120 ألف طن من المواد السامة سنويا في البحر خلال الفترة من 2005 إلى 2013.
تقول سولفاي “إنها تلتزم بالمعايير البيئية الصارمة المتعلقة بمخلفاتنا السائلة، وتعمل بأمان، دون التأثير في الصحة أو البيئة ومع الامتثال الكامل لجميع القوانين واللوائح الحالية”.
تتعرض الشركة منذ عقود إلى ضغوط بسبب سجلها في روزينيانو. في 2003، اتفقت سولفاي مع المؤسسات الإيطالية على خفض مستويات النفايات من 200 ألف طن سنويا إلى 60 ألف طن بحلول 2008، لكنها ذكرت في وقت لاحق أن المهمة مستحيلة.
قالت: “على مر السنين وبعد استثمارات كبيرة، أصبح من الواضح أن مستوى 60 ألف طن (سنويا) لم يكن من الممكن تحقيقه تقنيا. بالتالي تمت إعادة النظر في العتبة عند مستوى أعلى”.
في 2015، بعد تعديل توجيهات الاتحاد الأوروبي بشأن المياه في القانون الإيطالي، زادت السلطات الإيطالية الحد من 60 ألف طن إلى 250 ألف طن سنويا.
قال متحدث باسم وزارة البيئة الإيطالية إن السلطات قررت أن كمية النفايات الصلبة يجب أن تكون “متناسبة مع مستويات الإنتاج” وأن الشركة ستكون مسؤولة عن أنشطة المراقبة.
وفقا لسولفاي، مواد التصريف ليست سامة وتساعد أيضا على التخفيف من التآكل الطبيعي للساحل. تقول سولفاي: “يحتوي الحجر الجيري بشكل طبيعي على آثار من المعادن الثقيلة، لكن تلك المعادن تظل محتجزة في الحالة الصلبة للحجر الجيري ولا يمكن، بأي حال من الأحوال، امتصاصها بواسطة الكائنات الحية، بما في ذلك البشر والأسماك”.
قال متحدث باسم سولفاي: “تعكر مياه البحر القريبة من الساحل يبطئ من نمو الأعشاب البحرية، لكن هذا المستوى (من الرؤية) يعد ’كافيا‘ من قبل التصنيف البيئي للبحر أمام موقع سولفاي في روزينيانو، وفقا لتوجيه الاتحاد الأوروبي 200/60/CE ووكالة البيئة في توسكانيا”.
لكن مسؤولا في الاتحاد الأوروبي قال لفاينانشيال تايمز إن “السلطات الإيطالية تنظر في الوضع ويجدر بها أن تحدد ما إذا كانت الممارسة الحالية متوافقة مع قانون الاتحاد الأوروبي والقانون الوطني (و) المفوضية تراقب هذه القضية”.
أضاف المسؤول الأوروبي أن التوجيه يذكر بوضوح شفافية المياه كمعامل رئيس “تشير فحوصنا إلى أن الأجسام المائية الأكثر صلة (في منطقة روزينيانو) تفشل في تحقيق حالة كيميائية جيدة (على ما يبدو بسبب الزئبق وثنائي البيوتيلتين)”.
حقوق الاستخراج
ليس التلوث حول الشواطئ البيضاء هو مثار الجدل الوحيد الذي يشمل سولفاي في المنطقة.
بموجب اتفاقية في 1997 بين سولفاي والحكومة الإيطالية، يمكن للشركة أيضا استخراج ما يصل إلى مليوني طن سنويا من الملح من أحواض الملح القريبة في فولتيرا لإنتاج بيكربونات الصودا.
لطالما كان استخراج الملح من قبل الشركة مصدر خلاف مع النشطاء المحليين، الذين يخشون من تدمير المنطقة.
يقول موريزيو ماركي، وهو عضو في ميديسينا ديميريكانا، وهي مجموعة تتحدى سولفاي في سجلها البيئي: “يعلم الجميع ما يحدث في المصنع، وأن فولتيرا يتم القضاء عليها، وأن مستويات عالية من ثاني أكسيد الكربون ومواد أخرى يتم إطلاقها في الهواء. رأيت ذلك بأم عيني حسب ما تعيه ذاكرتي، ويمكن لأي شخص رؤيته، إنه مرئي، لكن لم يفعل أحد أي شيء على الإطلاق”.
يقول ماركي: “كان هناك وقت عندما كانت الشركة توظف أكثر من 2500 شخص في روزينيانو، ولم يتم طرح أي أسئلة، وغضت المؤسسات الطرف”. لكن الناشط البالغ من العمر 72 عاما يضيف: “الآن الشركة توظف 300 شخص فقط، والشركات والمؤسسات تملأ أفواههم بإعلانات حول استراتيجية المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، لذا ينبغي أن يكونوا أكثر إدراكا للموضوع”.
تقول سولفاي إن السلطات الإيطالية أجرت تقييمات بيئية ووافقت على استخدام الشركة لملح الصخور في فولتيرا. وفي حين أنها تتفهم المخاوف بشأن “الطبيعة المرئية لمخلفات التصريف السائلة لشركة سولفاي في روزينيانو”، إلا أنه يتم نشر البيانات المتعلقة بسلامة المنطقة بانتظام من قبل السلطات المحلية.
خلصت دراسة أجرتها مجموعة من الباحثين الأمريكيين والإيطاليين في 2017 ونشرت في “المجلة الدولية للطب المهني والصحة البيئية”، باستخدام بيانات تم جمعها بين عامي 2001 و2014، إلى أن “زيادة معدل الوفيات بسبب الأمراض التنكسية المزمنة في المنطقة” مرتبطة “بالتلوث البيئي خاصة بسبب تلوث المياه بالمعادن الثقيلة”. وذكرت أنه مقارنة ببقية مناطق توسكانيا، أظهرت منطقة روزينيانو “معدلات وفيات موحدة أعلى بكثير” لأمراض القلب والزهايمر والأمراض التنكسية الأخرى للجهاز العصبي.
في المقابل، تشير المجموعة البلجيكية إلى أن الدراسة خلصت إلى أنه “من غير الممكن تحديد علاقة سببية بين التلوث البيئي وزيادة معدل الوفيات”. تقول إن التصريف الذي يتم ضخه في البحر “غير خطير وغير سام و(مكون من) مواد طبيعية خاملة” وإن “المعادن الثقيلة لا يتم إدخالها عن عمد ولا استخدامها في عملية رماد الصودا” في مصنع روزينيانو، مضيفة أن سولفاي هي “شركة علمية تراعي في أعماقها المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة”.
تمحيص السجل
مصنع روزينيانو واحد من 115 موقعا تديرها سولفاي في 64 دولة. لكن المصنع في توسكانيا أصبح الآن مادة انتقاد لصندوق استثمار ناشط جديد.
تم تأسيس بلوبيل في 2019 من قبل فرانشيسكو تراباني، الرئيس التنفيذي السابق لشركة بولجاري الإيطالية للمجوهرات، واثنين من المتداولين السابقين في ليمان براذرز وبنوك استثمارية أخرى، جيوزبي بيفونا وماركو تاريكو.
في نهاية أيلول (سبتمبر)، كتبت إدارة بلوبيل رسالة إلى مجلس إدارة سولفاي تطالبها بإجراء مراجعة لسجلها من حيث المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة والتوقف فورا عن تصريف النفايات مباشرة في البحر في توسكانيا.
وقالت الرسالة إن منشأة روزينيانو “مسؤولة عما نعده كارثة بيئية مستمرة لا سابقة لها، بسبب تلوث عدة كيلو مترات من الشواطئ الإيطالية، نتيجة النفايات الكيميائية التي يتم تفريغها مباشرة من مصنع سولفاي في البحر”.
قال بيفونا لـ”فاينانشيال تايمز” إن بلوبيل طلبت من سولفاي إزالة التلوث بالكامل من الشواطئ “إضافة إلى تنفيذ الحلول التقنية نفسها الموجودة بوضوح التي نفذتها سولفاي من قبل في مصانعها الأخرى لتصريف نفاياتها”.
كذلك طالبت الرسالة مجلس إدارة شركة سولفاي بربط جزء من مكافأة الرئيس التنفيذي لشركة سولفاي بجهود التنظيف والتحديث الفني لموقع روزينيانو.
في شباط (فبراير)، أعلنت إلهام قادري، رئيسة شركة سولفاي، التي أصبحت في 2019 أول رئيسة تنفيذية لشركة كيميائية عالمية كبرى، عن تغيير كبير في الخطط البيئية للشركة من خلال إطلاق برنامج يسمى سولفاي وان بلانيت، وهو استراتيجية مدتها عشرة تهدف إلى تعزيز الاستدامة عبر محفظة الشركة. قالت قادري في ذلك الوقت: “نحن نضع أهدافا أكثر جرأة لحل التحديات البيئية والمجتمعية الرئيسة من خلال العلم والابتكار”.
تقول سولفاي إن تعويض أعضاء الإدارة “يشمل منذ فترة أهداف الاستدامة في حوافزها قصيرة وطويلة الأجل”. وذكرت أن كبار مسؤوليها التقوا بإدارة بلوبيل و”صححوا الكثير من عدم الدقة والاستخدام الانتقائي للمعلومات”. تنفي بلوبيل أنها غيرت انتقاداتها للشركة.
بلوبيل كابيتال هو صندوق عمره عام واحد مع أصول تبلغ 60 مليون يورو فقط، لكنه سرعان ما رسخ مكانته في إيطاليا من خلال عدد من الحملات المثيرة للجدل ضد إدارات أرباب العمل الإيطاليين الكبار، مثل ميديوبانكا وليوناردو. كما حاول الضغط على إدارات شركات مثل لوفتهانزا وهوجو بوس وشركة GAM لإدارة الأصول.
قال بيفونا: “أصبحت المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في الوقت الحاضر أداة تسويقية رائعة، يتحدث الجميع عن أعمالهم العظيمة في هذه المجالات ولكن هل هذه هي الحال دائما؟”.
دور التقييمات
مع تضخم الطلب على الاستثمار المستدام في الأعوام الأخيرة، حرص مديرو الصناديق على إظهار كيفية دمجهم لقضايا المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في قراراتهم الاستثمارية.
على الرغم من أن كثيرا من شركات إدارة الأصول وظفت متخصصين وطورت أنظمة مخصصة في محاولة لاكتساب ميزة في الاستثمار المستدام، فإن المحطة الأولى لمديري المحافظ هي غالبا تصنيف المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة الصادر عن الوكالات. وجدت دراسة حديثة أجراها معهد CFA، مجموعة من خبراء الاستثمار، أن 73 في المائة من محترفي الاستثمار في المملكة المتحدة يستخدمون تصنيفات المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في تحليلاتهم للشركات.
ردا على ذلك، استثمرت مجموعات كبيرة مثل MSCI وستاندرد آند بورز بكثافة في أعمال تصنيف المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، بما في ذلك شراء المنافسين، في محاولة لتعزيز مكانتها مزودا موثوقا به.
في بعض الحالات، تشكل هذه التصنيفات حجر الزاوية لكيفية استثمار الصناديق. كثير من شركات إدارة الأصول تبيع الصناديق التي تتعقب، مثلا، مؤشرات MSCI التي تركز على الأسهم ذات التصنيفات البيئية والاجتماعية والحوكمة الجيدة أو تستبعد أصحاب الدرجات السيئة. أكثر من 30 من صناديق المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة التي تتعقب مؤشر MSCI تحتفظ بسولفاي، وفقا لشركة مورنينج ستار لتزويد البيانات. في المجموع، أكثر من 170 صندوقا تركز على الاستثمار المستدام أو المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة لها مراكز في سولفاي.
لكن هناك مخاوف متزايدة بشأن جودة تصنيفات المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة. في وقت سابق من هذا العام، خضعت MSCI للتدقيق بعد أن تبين أنها منحت شركة بوهو لتجارة التجزئة للأزياء السريعة درجة AA، على الرغم من أعوام من التقارير الإعلامية التي تدعي أن العاملين في سلسلة التوريد الخاصة بها يعاملون بشكل غير عادل.
في حالات أخرى، من الممكن أن تحصل الشركة على تقييم جيد بشكل عام حتى إن كانت هناك مخاوف بشأن بعض جوانب العمل. مؤشر MSCI وضع تصنيف سولفاي عند مستوى أدنى من متوسط الصناعة بالنسبة للانبعاثات والنفايات السامة، لكن نظرا لتصنيفها فوق أقرانها في قضايا تمتد من انبعاثات الكربون إلى السلامة الكيميائية، فقد حصلت على تصنيف إجمالي عال.
تقول MSCI إن “المخاوف بشأن التأثير البيئي سائدة في الصناعة التي تعمل فيها سولفاي”. وتضيف أن التقييمات تهدف إلى توفير نظرة عامة وتقييم أداء الشركة بالنسبة إلى معايير وأداء النظراء في الصناعة.
تضيف: “تستند تقييمات MSCI بخصوص المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة إلى تقييم آلاف نقاط البيانات فيما يتعلق بـ35 قضية من قضايا المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة التي من المرجح أن تؤثر في المرونة المالية طويلة الأجل للشركة وقوة جهود الشركة لإدارة هذه المخاطر”.
قال المتحدث الرسمي: “بينما تأخذ تصنيفات MSCI بخصوص المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في الحسبان دخول الشركة في جدالات، قد لا تكون المشكلات القديمة للشركة دلالة على المخاطر المستقبلية بخصوص المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة”.
لكن مقدمي تصنيفات المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة يستخدمون منهجيات مختلفة لتطوير تصنيفاتهم. وجدت دراسة أجراها هذا العام أكاديميون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة زيوريخ أن العلاقة بين معدلات الارتباط بين ستة مزودين كانت في المتوسط 0.54 فقط – ما يشير إلى وجود تشابه معتدل في التصنيفات. قال الأكاديميون: “الغموض حول تصنيفات المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة يمثل تحديا لصناع القرار الذين يحاولون المساهمة في اقتصاد مستدام بيئيا وعادلا اجتماعيا”.
يتضح هذا الغموض في حالة سولفاي التي منحها مؤشر MSCI أعلى درجة، في حين صنفتها شركة ساستيناليتيكس، وهي موفر تصنيف مؤثر آخر، على أنها ذات مخاطر متوسطة مع مشكلات جوهرية من حيث المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة.
تقول شركة ساستيناليتيكس إن “مخاطر (المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة) الإجمالية لشركة سولفاي أعلى” لأن المجموعة “معرضة ماديا لقضايا المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة أكثر من معظم الشركات في عالمنا”. وهذا يشمل عملية الإنتاج في الشركة التي يحتمل أن تتسبب في “انبعاثات الهواء أو الماء والنفايات الخطرة، ما يعرض الشركة لخطر الانسكابات العرضية أو انتهاكات اللوائح البيئية”.
وتضيف: “تحتوي منتجات سولفاي على مواد قد تكون لها آثار ضارة في البيئة وصحة الإنسان”. لكن الشركة أعطت المجموعة أيضا درجة عالية في إدارة قضايا المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة الجوهرية.

After Content Post
You might also like