السفير الأمريكي: ندرك جيدا مدى أهمية الأمن المائي لمصر ونؤكد دعمنا لموقفها

أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية في القاهرة، جوناثان كوهين، عمق واستراتيجية العلاقات المصرية الأمريكية، قائلا إن شراكة البلدين تحقق فائدة مشتركة لكل من مصر والولايات المتحدة على حد سواء، وأن الإدارة الأمريكية حريصة على تعميق التعاون مع مصر في المرحلة القادمة على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وهو ما تم التأكيد عليه في كافة اتصالات الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، مع القيادة المصرية.

جاء ذلك في مقابلة للسفير الأمريكي مع جريدة “إيجيبت دايلي نيوز” الناطقة بالإنجليزية نشرت السفارة الأمريكية مقاطع منها على صفحتها الرسمية وشبكات تواصلها الاجتماعي في القاهرة اليوم.

وأضاف السفير أنه “منذ استلام عملي في القاهرة قبل عام ونصف، أعمل أنا وزملائي من أعضاء البعثة الأمريكية في مصر على تعزيز عملنا المشترك مع مصر لتعزيز الأمن الإقليمي وزيادة مبادلات التجارة والاستثمار بين بلدينا”، مشيرا إلى تقدير الولايات المتحدة لكل ما تبذله القيادة المصرية من جهود لتطوير البنية التحتية في مصر وحماية التراث الثقافي وتطوير التعليم للمصريين.

وأشاد السفير الأمريكي، بدور مصر القائد في بناء السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا أن الولايات المتحدة تثمن هذا الدور الكبير الذي تقوم به مصر لتحقيق استقرار المنطقة، مضيفا: “تجمعنا بمصر شراكة طويلة وعلاقات قوية، سنعمل على تعزيزها في قادم الأيام، ونشيد بما حققته مصر من تقدم على صعيد الحريات الدينية وحقوق المرأة”.

وبشأن الخلاف المصري السوداني، مع إثيوبيا حول سد النهضة، قال إن “الولايات المتحدة تدرك جيدا مدى أهمية الأمن المائي لمصر، ونؤكد على دعمنا للموقف المصري في هذا الموضوع”.

وذكر أن وزير الخارجية الأمريكي، قد عين مبعوثا خاصا للولايات المتحدة لمنطقة القرن الإفريقي، هو جيفري فيلتمان، والذى سيكون على رأس مهامه العمل على حل الخلاف حول السد الإثيوبي وقيادة ما تقوم به الإدارة الأمريكية من جهود في هذا الصدد.

وأكد أنه لولا الدبلوماسية والتحرك المصري القوي لما أمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين مؤخرا وإحراز نجاح في هذا الأمر، وهو ما عبر عنه الرئيس الأمريكي، في كل اتصالاته مع الرئيس المصري ومشاوراتهما معا لإيصال الدعم الإنساني اللازم لغزة و إعادة إعمارها، مضيفا أن وزير الخارجية الأمريكي، قد حمل في زيارته الأخيرة للمنطقة “رسالة شكر من الرئيس الأمريكي للرئيس المصري على جهوده في هذا الصدد ومتطلبات إعادة إعمار ما خلفته الحرب في غزة ومواصلة جهود بناء السلام في إطار حل الدولتين”.

وحول العلاقات الاقتصادية المصرية الأمريكية، قال السفير الأمريكي، إن الولايات المتحدة هي ثاني أكبر شريك تجاري لمصر وأن السوق المصري هو أكبر وأهم سوق في إفريقيا للصادرات الأمريكية، ورابع أكبر سوق للمنتجات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن كون الولايات المتحدة احد اهم المستثمرين في مصر، و قال: “نعمل مع مصر لتعزيز نموها الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري والاستثمار معها”.

ولفت إلى كذلك إلى أن التجارة المصرية الأمريكية قد نمت بنسبة 76% فيما بين عام 2016 و2019 لتصعد من اقل من 5 مليارات دولار إلى 8.8 مليار دولار بنهاية العام 2019، كما بلغت قيمة الصادرات الامريكية لمصر 5.5 مليار دولار في العام 2019 بزيادة نسبتها 57% عنها في العام 2016، وفي المقابل استقبلت الأسواق الأمريكية صادرات مصرية قيمتها 3.3 مليار دولار في العام 2019 وهو ما يعادل ضعف القيمة المسجلة للصادرات المصرية لأسواق الولايات المتحدة في العام 2016.

وأضاف: “مع تعافي بلدينا مصر والولايات المتحدة، من تداعيات جائحة كورونا نرى مجالا واسعا لتعميق شراكتنا التجارية و الاستثمارية مع مصر وهو ما سيكون جل اهتمامنا في المرحلة القادمة”.

وأشار إلى أن الشركات والمؤسسات الأمريكية ضخت استثمارات مباشرة في مصر قيمتها 1.5 مليار دولار خلال العام الماضي، وهو العام الذي كانت فيه الولايات المتحدة خامس أكبر مستثمر خارجي مباشر في مصر، بعد أن كانت الشركات الأمريكية في الترتيب الثالث كأكبر مستثمر أجنبي في مصر عام 2019.

وذكر أنه على الرغم من تركز معظم الاستثمارات الأمريكية في مصر فى قطاعات تعدين النفط والغاز، فإن المؤسسات الأمريكية تستكشف حاليا فرصا للتوسع استثماريا في مصر في قطاعات أخرى كالقطاع العقاري والاتصالات والتصنيع والخدمات المالية، منوها بأن ما يزيد على 1400 شركة مصرية في خارج قطاعي النفط والغاز تعمل بالتعاون مع مستثمرين من الولايات المتحدة وتوفر فرص عمل لعشرات الآلاف من المصريين.

وأكد السفير الأمريكي أن الولايات المتحدة تدعم ما تقوم به مصر من جهود لإصلاح اقتصادها وما تتخذه من إجراءات جادة للقضاء على البيروقراطية وحماية الملكية الفكرية وخفض التعريفات الجمركية وتسريع إجراءات تأسيس المشروعات الجديدة، مؤكدا أن هذه الاعتبارات مهمة جدا للمستثمرين والشركات الأمريكية للتشجع على العمل في مصر.

After Content Post
You might also like