حجاج بيت الله الحرام يقفون بصعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم

 استقرَّ حجاج بيت الله الحرام على صعيد مشعر عرفات الطاهر اليوم للوقوف بصعيدها الطاهر وأداء ركن الحج الأعظم، وسط خدمات متكاملة وإجراءات احترازية مكثّفة.

 

وكشف المتحدّث الرسمي لوزارة الحج والعمرة المهندس هشام سعيد أنّ تصعيد الحجاج إلى عرفات بدأ منذ الساعة الخامسة من فجر اليوم، لافتًا إلى أنّه يتم نقل الحجاج بحافلات النقل الآمن حسب خطط التفويج عبر المسارات المخصّصة لهم إلى مشعر عرفات.

وأوضح أنّه تمّ تجهيز ما يقارب 400 ألف متر مربع، في المشعر لاستقبال الحجاج، مبيِّنًا أنّ هذه المساحة تعادل 5 أمتار مربعة لكل حاج، والهدف منها تجويد الخدمات المُقدَّمة لضيوف الرحمن، وتطبيق الإجراءات الاحترازية والبروتوكولات الصحية المُتّفق عليها في حج هذا العام.

وكشف عن استخدام التقنية الحديثة مثل “بطاقة الحج الذكية” لإحكام عمليات التفويج والرقابة الآنية وإجراء أي تدخل سريع في حالة الإخلال بهذه المنظومة، مؤكدًا أنّه حتى الآن لم يتم رصد أي خلل في هذه المنظومة وهي تسير وفقًا لما هو مخطط له.

وأوضح الأمين العام لنقابة السيارات عبدالرحمن المعيوف لـ”اتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي (يونا)”، أنّه مع حلول التاسعة من صباح اليوم تمّ تصعيد جميع الحجاج لهذا العام البالغ عددهم 60 ألفًا إلى مشعر عرفات.

وأشار إلى أنّ التصعيد تمّ بنظام النقل الترددي بالحافلات، مع استخدام أكثر من ألف و600 حافلة مجهّزة بجميع متطلبات السلامة، لافتًا إلى أنّه يرافق هذه الحافلات ألف و400 مرشد وقائد للإشراف على توجيهها عبر المسارات وضمان التزام الحجاج بالإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا.

وكشف أنّ نفرة الحجاج إلى مزدلفة ستكون أيضًا بالحافلات وستبدأ بعد السابعة من مساء اليوم وتستمر حتى العاشرة مساءً (بتوقيت مكة المكرمة).

ويقف الحجاج في عرفات منذ طلوع الشمس حتى غروبها ومن السنّة أن ينزل الحاج بنمرة، وإلا فليتأكد من نزوله داخل حدود عرفة، وهناك الكثير من العلامات واللوحات الإرشادية التي توضّح ذلك.

وبعد غروب شمس التاسع من ذي الحجة يسير الحجاج صوب مشعر مزدلفة ليصلُّوا بها المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين فور وصولهم.

وأكملت الجهات الحكومية جميع استعداداتها لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم بيُسر وسهولة وسط أجواء صحية وآمنة، في ظل تأكيد وزارة الصحة السعودية أنّه لم تسجّل حتى الآن أي إصابة بفيروس كورونا المسبب لمرض (كوفيد-19) بين الحجاج، أو أي أمراض مؤثرة على الصحة العامة.

وأكّد المتحدّث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب أنّ الأجهزة الأمنية تعمل بكامل استعداداتها في المشاعر المقدّسة منى وعرفات ومزدلفة؛ لتنفيذ خططها لإقامة المناسك وفق التنظيمات المعتمدة والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المُتّخذة لمواجهة جائحة كورونا.

وهيّأت وزارة الصحة مستشفى جبل الرحمة بمشعر عرفات؛ لتوفير الرعاية الطبية للحجاج، وتبلغ سعة المستشفى 77 سريرًا منها 17 سرير عناية مركّزة، كما تم تجهيز وحدة للإجهاد الحراري إضافة إلى تجهيز الأقسام الداخلية من باطنة وجراحة وقسم للعمليات الجراحية ومناظير الجهاز الهضمي، مع تكليف 183 من الكوادر الطبية والفنية والإدارية لتشغيل أقسام المستشفى.

وجهّزت الوزارة أيضًا مستشفى ميدانيًا متنقلاً لتقديم الخدمات الصحية في مشعر عرفات شمال مسجد نمرة، وفي مناطق الاحتياج.

ويضم المستشفى 11 سريرًا، منها سريران للعناية المركزة، و4 للتنويم، و5 للرعاية الطبية، إضافةً إلى عدد من أجهزة التنفس الصناعي وأجهزة صدمات القلب، كما يُقدّم خدمة العناية المركزة للحالات الحرجة، إلى جانب الخدمات الطارئة.

وتمّ نشر 180 سيارة إسعاف لتقديم الخدمات الصحية المكثفة والطارئة بدعم من هيئة الهلال الأحمر السعودي، كما انتشرت مراكز الدفاع المدني في طول المشعر، تعمل فيها فرق متنوّعة للإطفاء والإنقاذ، والتدخل السريع والإشراف الوقائي؛ للعمل على تهيئة بيئة مناسبة وآمنة للحجيج.

ووفّرت وزارة الشؤون الإسلامية خدمة “واي فاي” للحجاج بمسجد نمرة في مشعر عرفات لتمكين الحجاج من الاستفادة من منصاتها الرقمية، كما عملت الرئاسة العامة للحرمين على ترجمة خطبة يوم عرفة إلى 10 لغات عالمية.

ويعدّ مشعر عرفات الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المُسمّى بجبل الرحمة الذي يصل طوله إلى 300 متر وبوسطه شاخص طوله 7 أمتار، فيما يُحيط بعرفات قوس من الجبال، ومن معالمه مسجد نمرة.

ويقع المشعر على الطريق بين مكة المكرّمة والطائف شرق مكة بنحو 22 كيلومترًا، وعلى بُعد 10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلومترات من مزدلفة بمساحة تقدَّر بـ 4ر10 كيلومتر مربع.

 

After Content Post
You might also like