تحمل بصمات داعش.. استهداف محطات المياه في ليبيا

تكررت في ليبيا مؤخرا عمليات تفجير واستهداف محطات الكهرباء والمياه قيما تتهم تقارير تنظيم داعش بالوقوف وراء تلك الهجمات.

واليوم الخميس، أعلن جهاز تنفيذ وتشغيل النهر الصناعي الليبي، قيام مجهولين بتفجير بالمحطة رقم 353 على المسار الشرقي لمنظومة الحساونة سهل الجفارة؛ من خلال زراعة ألغام متفجرة من قبل خارجين عن القانون.

كما سبق وتعرض عدد من المحطات وشبكات التوصيل الخاصة بالكهرباء أو الماء أو النفط لعدد من الهجمات أو إطلاق النار أو التخريب ما أدى لإخراجها عن الخدمة وقطعها عن المواطنين، او توقف الإنتاج والتصدير.

ومؤخرا كشفت تقارير أمنية أن تنظيم داعش الإرهابي يعيد تشكيل قواته في حوض بحيرة تشاد، بما يسمح بتعزيز موقعه في المنطقة القريبة من حدود ليبيا.

ويؤكد خبيران متخصصان في الشؤون الأمنية والجماعات المتطرفة أن التفجيرات الأخيرة تحمل بصمة تنظيم داعش الإرهابي.

ويرى الخبيران أن تنظيم داعش لجأ لتنفيذ سياسة إنهاك الدولة في الجنوب الليبي، تماما كما فعل في مناطق سيطرته في العراق وسوريا عبر استهداف مصالح الدولة ومواردها المختلفة.

 

ضعف التنظيم

يرى محمد يسري، الخبير في الجماعات الإرهابية، أن استهداف خطوط وأبراج الكهرباء والمياه والغاز من قبل الجماعات الإرهابية سياسية مستمرة للتنظيمات.

وتابع يسري في تصريح خاص لـ”العين الإخبارية” أن الحركات المسلحة المنبثقة عن تنظيم الإخوان في مصر سبق وفعلت الشيء نفسه، كما ظهرت بالفعل في ليبيا منذ 2011 عبر الميليشيات المسلحة والعصابات الإجرامية.

وفسر تلك العمليات بسعى تلك التنظيمات من خلال استهداف المرافق العامة والبنية التحتية لتعطيل وصول الخدمات إلى المواطنين وإثارة الفوضى المجتمعية، أو الاستيلاء على مخلفات العمليات لبيع الكابلات النحاسية والمكونات المعدنية للأبراج والحصول على عائداتها، حال ضعف تمويل التنظيم.

وقال المحلل الليبي إنه في العامين الأخيرين شهدت المناطق الصحراوية في عدد من الدول العربية زيادة هذه العمليات بشكل واضح خاصة في ليبيا وتونس والجزائر والعراق وسوريا واليمن، على خلفية ضعف التمويل الذي يعاني منه جيوب تنظيم داعش الإرهابي في هذه المناطق.

ويرى أن العمليات الأخيرة التي حدثت في ليبيا تحمل بصمات تنظيم داعش خاصة أن عمليات التفجير تهدف إلى شل حركة وأداء الدولة وليس التدمير لاستفادة من المخلفات، مدلاا على ذلك بوقوع تلك العمليات التخريبية في مناطق صحراوية منعزلة تنشط فيها خلايا سرايا الصحراء التابعة لتنظيم داعش.

تفعيل الأزمات

المحلل العسكري والأمني الليبي، محمد الترهوني، يرى أن ما تقوم به التنظيمات الإرهابية في الظهير الصحراوي للمدن من عمليات تفجير وتدمير يأتي في إطار تفعيل الأزمات وتصديرها إلى الجهات الرسمية في الدولة.

واعتبر في تصريح لـ”العين الإخبارية” أن استهداف شريان الحياة في المنطقتين الغربية والشرقية وامتدادات أنابيب المياة من خزان النهر الصناعي العظيم، من الجنوب إلى طرابلس وبنغازي يقصد به تأليب الجميع على القوات الأمنية في منطقة التفجير.

وقال إن القوات المسلحة الليبية ضيقت الخناق على الجماعات الإرهابية في الجنوب ومنعت مصادر تمويلهم عبر التصدي للتهريب والإتجار في البشر والهجرة غير الشرعية ومراقبة الحدود، ولذلك تعمل التنظيمات الإرهابية النشطة في تلك المناطق على أي وسيلة لتوفير مساحة من التمويل الذاتي أو تخفيف الضغط عليهم في الجنوب.

الجيش يحاصر الإرهاب

ويواصل الجيش الليبي جهوده لتأمين جنوب البلاد، ومحاربة جرائم التهريب عبر الصحراء والخطف والابتزاز وإيقاف المهاجرين بعد سنوات من تغافل الحكومات المتعاقبة في طرابلس.

كما نفذت قوات الجيش الوطني الليبي دوريات مكثفة وطلعات جوية لتأمين الحدود الصحراوية مع دول الجوار الليبي، بالامتداد والظهير الجنوبي والجنوبي الغربي.

وعادت التنظيمات الإرهابية للظهور مرة أخرى في مناطق أقصى الجنوب الليبي، حيث اتخذت بعضها من حوض مرزق ومناطق أم الأرانب وتجرهي مرتكزات لها، وحاولت الانقضاض على بعض الحقول النفطية الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني، والتي شاركت في ما بعد في القتال في تشاد، ويخشى من عودتهم مرة أخرى حال فشلهم في المعارك هناك.

وتمكنت القوات الليبية من القضاء على العديد من الخلايا النشطة التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب العربي وتنظيم داعش الإرهابيين وضبط عدد من كبار القادة في المنطقة الجنوبية الحدودية.

After Content Post
You might also like