سقوط فيسبوك وقصة الموظفه المفصوله

أشارت موظفة فيسبوك السابقة التي تدعي “فرانسيس هاوجين” إلى أنها انضمت إلى الشركة في يونيو 2019، ضمن فريق من 200 شخص يُسمى بفريق النزاهة المدنية Civic Integrity، والذي كان يهدف إلى حماية الانتخابات حول العالم، وتحول كذلك إلى محور رئيسي في جهود فيسبوك لتقصي كيفية استخدام بعض العناصر المنصة لنشر الأكاذيب السياسية وتشجيع العنف والأعمال الإرهابية.

 

أكدت  فرانسيس هاوجين أنها كانت تتوقع بشدة أن يتم رصد ما تقوم به، لأن على الرغم من أن سجلات ملفات الموظفين متاحة للاطلاع عليها من جانب الجميع على “وورك بليس”، إلا أن بعض تلك الملفات التي بحثت عنها لم تكن ذات صلة بمهامها الوظيفية.

 

في 17 من مايو الماضي، دخلت هوجن لآخر مرة إلى حسابها على شبكة فيسبوك الداخلية للتواصل، وقامت بكتابة رسالة داخل مربع البحث على “وورك بليس” وكانت الرسالة : “أنا لا أكره فيسبوك.. أنا أحب فيسبوك، وأرغب في إنقاذه”.

 

كان فريق النزاهة المدنية بفيسبوك مطالب بتطوير أدوات تساعد على رصد أي محاولات لاستهداف فئات معينة من المجتمع سواء بالشائعات أو بالمحتوى المخالف، وقد تم منح “فرانسيس” وفريقها 3 أشهر فقط لإنجاز المهمة، وكانت ترى أن تلك المهمة مستحيلة خلال المدة المحددة، وبالفعل لم تتمكن من إنجازها وحصلت على تقييم سيئ.

 

استنكرت “هوجن” مواجهة فيسبوك للمشكلات الكبيرة بفرق محدودة الأعضاء والموارد، وذكرت أن أحد كبار الموظفين بالشركة قد أخبرها أن موظفي الشركة يحققون إنجازات كبرى بموارد ضئيلة لدرجة يعتقد الشخص العادي أنها ضرب من المستحيل.

 

كما انتقدت عدم استعداد عملاق التواصل لقبول أي مبادرات من جانب أعضاء فرقه المختلفة العاملة على التصدي للأخطار والتحديات التي تواجه مستخدميه، وذلك في حال كانت تلك المبادرات ستتسبب في التأثير سلباً على تفاعل المستخدمين مع المنصة.

 

قد تم تفكيك فريق “هوجن” في 2 ديسمبر 2020، وأعلن حينها صاميدة شاكرابرتي، مؤسس الفريق، أن تم توزيع الأعضاء على مستوى فرق بالنزاهة المنتشرة بأرجاء الشركة ومنتجاتها، وقد نصح جميع موظفي فيسبوك بضرورة التعبير عن أنفسهم في حال لاحظوا اتجاه الشركة لخطر وضع المصالح قصيرة الأجل فوق احتياجات المجتمع على المدى الطويل.

 

استقال “شاكرابرتي” مؤخراً في أغسطس الماضي، ورفض الرد على تصريحات وتساؤلات وول ستريت جورنال. في نفس ليلة إعلان القرار الجديد، تواصلت “هوجن” مع أحد محرري “وول ستريت جورنال” برسالة مشفرة بعد اتصالات سابقة جمعتهما.

 

توقعت “هوجن” أن يكون هناك آلاف المستندات على مستوى شبكة فيسبوك الداخلية لتواصل الموظفين Workplace، والتي يتمثل في رسائل متبادلة بين الموظفين، وتفاصيل أبحاث ومبادرات متنوعة من جانب الموظفين لمواجهة مشاكل كبرى.

 

اندهشت الموظفة السابقة بفيسبوك من انتشار العديد من المستندات والوثائق على المنتديات العامة بالشركة، ومن ضمنها مستندات قانونية ومسودات خاصة بمارك زوكربرج، مؤسس ومدير فيسبوك.

 

تتبعت موظفة فيسبوك السابقة المسار الوظيفي لعدد كبير من الموظفين داخل فيسبوك، وجهودهم البحثية، ولاحظت أن الغالبية العظمى منها تنتهي بمغادرة الشركة مع رسالة وداع وحسرة بسبب جراء قصور الشركة وفشلها في تحمل مسؤولية تأثيراتها على المستخدمين.

 

اتخذت “هوجن” قراراً في مارس الماضي بمغادرة منطقة “باي إيريا” والاتجاه للاستقرار في بورتو ريكو، بحيث تتمكن من العمل عن بعد مع فيسبوك، ولكن الإدارة لم تتقبل الأمر.

 

تواصل قسم الموارد البشرية مع “هوجن” في أبريل لإخطارها بأن فيسبوك لا يمكنه استيعاب انتقالها للعمل من خارج الولايات المتحدة، وهو ما دفع “فرانسيس” للتقدم باستقالتها، لكنها استمرت في جمع كم ضخم من البيانات حتى آخر ساعة من قدرتها على استغلال قدرتها على النفاذ داخل “وورك بليس”.

 

وبعد خروجها من الشركة، تواصلت مع مؤسسة Whistleblower Aid غير الهادفة للربح، والتي تدعم وتساعد وتدافع عن الموظفين بالشركات والحكومة الأميركية في حال كانوا يمتلكون معلومات تدين تلك الجهات وتثبت انتهاكاتها ومخالفاتها.

After Content Post
You might also like