عاطف الفقي خبير التكنولوجيا يكتب: لماذا السخرية من فكرة ابتكار فيسبوك مصري؟

نشر موقع صحفي حكومي أن مبرمجًا مصريًا ابتكر منصة محلية للتواصل الاجتماعي، باللغتين العربية والانجليزية مبدئيا، تحمل اسم “فيسبوك إيجبت”، وحصل على موافقة مؤسسة الانترنت للأسماء والأرقام المخصصة “ICANN”، عليها، وزاد الموقع بنوع من المبالغة الصحفية ، ان المنصة الجديدة ستهدد عرش مارك زوكربيربرج.

 

من جانبه علق خبير مصري (د. حجازي) بالقول ان ذلك غير ممكن، وان الأمر يتطلب الاف الخبراء، فى عشرات التخصصات التكنولوجية والتحليلية والاجتماعية، وبنية تحتية هائلة، وانتهى ساخرا ممن يريد منافسة فيس بوك فيؤسس شبكة اسمها فيس بوك. دفعني التعليق لان اقول للخبير المعلق : و مين قال انه يعمل اللي بيعمله فيسبوك من تحليل نفسي و تأثير علي المواطن بفئاته العمرية المختلفة من خلال علم النفس و خلافه ….. !!! ما هو لو عمل كده هيبقي مفيش فرق في حاجه بينه و بين الفيسبوك.

المفروض ان يكون هدفه تحقيق التواصل المؤمن بدون المؤثرات الخارجية التي تستهدف البلد، مصر، أو أي بلد، وشبابها وبالتالي هي حزمه من البرامج مدعومه بنظم ذكاء صناعي ( و ده شيء مطبق في تطبيقات كثيره ) ومن أجل تحقيق الربحيه من النشاط فهذا يستلزم برامج لتحليل البيانات وهذه متنوعه و متوفره وتستخدمها الكثير من شركات الاعلانات … اما ما يبقي في النهايه فهو حجم منظومة التشغيل و معداتها و هذا أمر كبير التكلفة ولكنها تصاعديه اى تزداد كلما زاد عدد المستخدمين فمثلا الانترنت بدأ أولا كخدمة خاصة بالجيش الأمريكي فقط و كانت تعمل من علي حواسبه فقط و بعد ان اتيحت الانترنت لخدمة العالم كله توسعت أنظمة تشغيلها تدريجيا، مرحله بعد أخرى، حتي وصل مركز التشغيل الواحد لأضعاف ملعب كرة القدم، و بالتالي فان نظام التواصل الذى قيل ان الشاب المصري ابتكره، يمكن تحقيقه و بنجاح فى حيز صغير أولا ثم يكبر لو توفر من يستطيع أن ينفق و يستثمر و يري في المشروع نموذجا ناجح ربحيا واستثماريا.

لذلك و مع احترامي للخبير الذى علق، فأنا لست مع الرأي المستسلم لمفهوم اننا لا نستطيع و ان هذه دول عظمي و نحن دولة صغيره و نحبط كل يحاول ….. أولى به أن يتواصل مع صاحب الفكرة، وأن يناقشه في فكرته و لو وجد فيها أخطاء يصححها و لو كان يمكنه دعمها و توفير من يعاون فيها فعليه أن يفعل بدلا من الانتقاد الساخر وبث الإحباط و هو كدكتور جامعي لو التفت للمسابقات العالمية للجامعات فيما يخص هندسة الحواسب والذكاء الصناعي وغيرها لوجد أن المصريين فازوا في أغلب هذه المسابقات.

 

ولو نظر إلى شركة كاملة انشأها مصري وتم تقييمها بمليارات الدولارات و تعتمد في الأساس علي برامج للذكاء الصناعي و برامج تحليل وربط البيانات و هي شركة ” سويفل SWVL ” للنقل والسفر والتي طرحت مؤخرا في بورصة نيويورك.. وغيرها كتير …. كان زمانه قال احنا نقدر أو نحن نستطيع ..والله نقدر بس نشجع بعض ونتعاون و نغير مفهوم أن نجاح الفرد يعتمد علي أن يكون كل الاخرين فاشلين …. كان من واجب المعلق و هو يعمل في” ايتيدا” ان يحاول تبني مشاريع مماثلة بحجم احتياجاتنا و كذلك قدراتنا و لو حتي من اجل توفير الخدمة علي نطاقات مغلقه مثل الشرطة أو القضاء أو مجلس الوزراء و عمل شبكات تواصل مغلقه مؤمنه لها …. و عموما أخشى ان الدكتور لم يحاول الوصول لحقيقه وجود وطبيعة الحل الذي أعلن عنه قبل أن يطلق تعليقه.

مصر تستطيع في كافة المجالات خاصة لو توفرت الإمكانيات والقدرات والخبرة الفنية التي توظف كل هذا لتحقيق الغرض المستهدف ولا تركن فقط الي الاستسلام وتكتفي بالانتظار.

After Content Post
You might also like