“ظلت تصرخ وتبكي لله”.. “سيدة الكرم” في مصر تعلق لأول مرة بعد تبرئة المعتدين عليها
أثار الحكم الصادر من محكمة جنايات المنيا، أمس الجمعة، بتبرئة 3 أشخاص جردوا سيدة قبطية من ملابسها في إحدى القرى ضجة وجدلا واسعا في مصر.
وعبرت سعاد ثابت (70 عاما) المعروفة بـ”سيدة الكرم” في أول تعليق على الحكم عن صدمتها من الحكم القضائي ببراءة المتهمين من قيامهم في عام 2016 بالاعتداء على منزلها، وتجريدها كاملا من ملابسها، ثم سحلها لخارج المنزل بشارع القرية أمام مرأى ومسمع الجميع، ثم نهبوا ما بمنزلها ثم اشعلوا النيران فيها، بحسب تصريحاتها لإعلام محلي.
وأكدت “سيدة الكرم” أنها تحدثت بصدق أمام النيابة، وروت كل ما حدث لها دون كذب، وتساءلت: “كيف يخرج المتهمين وكأن ما حدث لم يحدث”.
وقالت: “ظللت صابرة حتى أنال حقي بعد كل هذه السنوات، وأن يعيد الله حقي، ولكن لا أعرف كيف حكم القاضي وأين العدل، أنا في صدمة وأشعر بظلم”.
وتابعت “سيدة الكرم” أنها بعد سماعها النطق ببراءة المتهمين الثلاثة، ظلت تصرخ وتبكي لله، وأنها رفضت كل ضغوط الصلح والتنازل عن حقها أو حق أبنائها، وأردفت: “أشعر بعد الحكم أنني مازلت عارية ولم يقم أحد بستري”.
وأوضحت أن أبناءها كلهم تركوا القرية وهاجروا خارج مصر بعد الحادث، لعدم استطاعتهم البقاء فيها، وأنها تعيش حاليا مع زوجها البالغ عمره 83 عاما.
وناشدت سعاد ثابت الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بالتدخل لإنصافها ونيل حقها، مشيرة إلى أنه “أب لكل المصريين”.
ويعود حادث “سيدة الكرم” إلى شهر مايو/ أيار 2016، عندما اعتدى أشخاص على أقباط قرية الكرم التابعة لمركز أبو قرقاص، إثر انتشار شائعة بموجود علاقه بين شاب قبطي متزوج وربة منزل، والتي أسفرت عن احتراق نحو 7 منازل، وإصابة شخصين وتجريد سعاد ثابت من ملابسها.
وعلق الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وقت حدوث الواقعة على ما تعرضت له سعاد ثابت أن “ما حدث لا يليق أن يحصل في مصر، أو يتكرر مرة ثانية، أي حد سيخطئ سيحاسب، أرجو أن السيدة المصرية لا تأخذ على خاطرها، لا نقبل أبدا أن يتكشف سترنا بأي شكل ولأي سبب من الأسباب، لا أحد يقدر يفرق بين المصريين وبعضهم، والقانون يأخذ مجراه على أي عدد، كلنا نتحاسب، من يخطئ يحاسب”.
وفي آخر تطورات القضية التي هزت الرأي العام، أمر النائب العام المصري بدراسة أوجه الطعن على الحكم الصادر ببراءة المتهمين في واقعة “سيدة الكرم”.
وأمر النائب العام المصري بتكليف المكتب الفني بمكتبه بدراسة أوجه الطعن على الحكم الصادر ببراءة المتهمين في الواقعة المعروفة بواقعة “سيدة الكرم”، وذلك فور إيداع محكمة الجنايات التي أصدرت الحكم أسبابه، بحسب بيان رسمي.