ننشر نص كلمة سفير روسيا في الاحتفال باليوم الوطني
القي جيورجي بوريسينكو سفير روسيا الاتحادية بالقاهرة كلمة على هامش حفل الاستقبال في مقر السفارة، بمناسبة اليوم الوطني للاتحاد الروسي، وبحضور عددا من رموز المجتمع المصري والمسؤلين، وجاء نص الكلمة كالتالي:
أيها الأصدقاء المصريون الأعزاء والزملاء في السلك الدبلوماسي،
شكرا جزيلا على تشريفنا بحضوركم لحفلة الاستقبال بمناسبة العيد الوطني الروسي. رغم أن تأريخ روسيا ليسى طويلا مثل تأريخ مصر، إلا أن بلدنا وجد نفسه أيضا في صدارة الاحداث ذات أهمية كبيرة للبشرية كلها. هذه هي المرحلة التي نمر بها الان.
يتحرك العلم الى النظام المتعدد الأقطاب، لكن الدول الغربية على مدى قرون السيطرة الاستعمارية اعتادت على الوضع التفضيلي وتخاف من فقدانه. لهذا السبب تحاول الدول الغربية الحفاظ على الهيمنة العالمية بكل الوسائل. نظرا الى أن روسيا لا تنوي الخضوع لأحد، تهدد الدول الغربية برئاسة الولايات المتحدة الحاق “الهزيمة الاستراتيجية” بنا و”تدميرنا” بواسطة ضغط العقوبات والعدوان العسكري المباشر بشكل عام.
بطبيعة الحال، فإننا نواجه الصعوبات الاقتصادية، لكننا نتغلب عليها ونتطور بثبات. على الرغم من أكثر من ١٦ الفا من العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الدول الغربية، أصبح اقتصادنا أكبر اقتصاد في أوروبا وفقا لتعادل القوة الشرائية واحتل المرتبة الرابعة عالميا. تتفوق موسكو على عواصم الدول الغربية فيما يتعلق بمستوى تنمية البنية التحتية والتطوير التكنولوجي.
تعارض روسيا حلف الناتو كله وله الترسانة العسكرية الضخمة، لكن جيشنا يصبح أقوى وشعبنا يصبح أكثر توحدا. اكدت ذلك الانتخابات الرئيسية في شهر مارس الماضي عندما حصل فخامة الرئيس / فلاديمير بوتين على أكثر من ٨٧ بالمئة من الأصوات للناخبين.
كان الروس يختبرون بشكل مباشر استخفاف حجج الدول الغربية حول “ديمقراطية” و”حقوق الانسان” التي في الوقت نفسه كانت تنظم الهجمات الإرهابية الدموية وعمليات القصف الوحشي للمدن الروسية بالصواريخ والقذائف الامريكية والبريطانية والفرنسية والتابعة للدول الأخرى. لم تترك هذه الهجومات المهلكة أي شك في ضرورة بدء العملية العسكرية الخاصة بهدف نزع سلاح واستئصال النازية في أوكرانيا وهي اراضي روسية تاريخية التي حولتها الدول الغربية الى قاعدة عسكرية ضد روسيا. إننا مصممون على تحرير أراضينا المحتلة بالقوات الأوكرانية القومية والغزاة من حلف الناتو والتخلص من العدو الموجود على الحدود الروسية.
كما أظهرت الأحداث المأساوية في قطاع غزة الوجه الحقيقي لدول المعسكر الغربي. وهناك منذ أكتوبر الماضي وبدعم الولايات المتحدة، التي تعمل على تسليح إسرائيل وتساعد لها على الساحة الدولية، قُتل بلا رحمة عشرات الآلاف من النساء والأطفال الفلسطينيين. إن هذه الضحايا هي نتيجة للهيمنة الأمريكية.
لقد سئمت أغلب دول العالم من النفاق والضغوط الغربية. انها، مثل روسيا، تسعى إلى إنشاء نظام العلاقات الدولية أكثر توازنا وعدالةً. ويتجلي ذلك، على وجه الخصوص، في تعزيز مكانة مجموعة البريكس، التي تعد نموذجا أوليا للتفاعل البناء بين أقطاب النفوذ الجديدة. إن أعضاءها على استعداد للتعاون مع الجميع، بما في ذلك الدول الغربية، ولكن على قدم المساواة.
نحن سعداء للغاية بإنضمام جمهورية مصر العربية الى مجموعة البريكس. وتقدم روسيا بالارتياح، بصفتها رئيسة هذه المجموعة في هذا العام، المساعدة للقاهرة من أجل مشاركتها الواسعة في الأنشطة المشتركة.
بالإضافة الى ذلك تتطور الصلات الثنائية بين روسيا ومصر. إننا نشكر مصر على مساعدتها الكبيرة في إجلاء المواطنين الروس من قطاع غزة. في أوائل العام الجاري اطلق فخامة رئيس / فلاديمير بوتين وفخامة رئيس / عبد الفتاح السيسي عملية بناء المفاعل النووي الرابع لمحطة “الضبعة” النووية التي تبنيها هنا هيئة الدولة للطاقة النووية “روسأتوم”. تزود روسيا المصريين بالقمح والمنتجات الهامة الأخرى دون الانقطاع. في الوقت نفسه يزور مصر ملايين السياح الروس للتمتع بالبحر الدافئ والشمس المشرقة بالإضافة الى الاثار التاريخية غير المسبوقة والضيافة المصرية المشهورة.
بمناسبة العيد الوطني الروسي أتمنى لشركائنا في مصر والدول الأخرى النجاحات في جميع المساعي والرفاهية. أنا على يقين من أننا سنتغلب على كل المشاكل بالجهود المشتركة وسنجعل الحياة على كوكب الأرض أفضل.
شكرا جزيلا على اهتمامكم وتستمر حفلتنا!