الشاعر ناصر النوبي يكتب لجسور.. المنطق الاثيوبي

عندما يفيض بك الكيل فى التفاوض مع متعنت ومغرض ، يجب أن تحذر من الافخاخ،المنصوبة لك ، هو يعرف انك قوى ، هو يعرف أنه ضعيف ، والان يستغل ورقة قوية جدا تهدد وجودك او تؤدى الى فنائك.
ولا تنسى أن ذبابة أو نملة قتلت الاسكندر الاكبر الذى احتل العالم ، يجب أن لا تستهتر بالاقزام ، فقد ترك القزم دوره كمهرج ومضحك للملك ، ويقوم الآن بممارسة السيادة على سيده ، والان يحاكم الدول الاستعمارية على أنها منحت مصر حصتها التاريخية من المياه وهو يزيف الحقيقة والتاريخ، وهو ينسى التاريخ الذى يصل إلى ملايين السنين من الفيضانات التى كونت مصر .
فقد كان يفيض النيل حتى ملأ البحر المتوسط منذ ملايين السنين ، ثم انحسرت الفيضانات رويدا رويدا عبر ملايين السنين الجيولوجية ، وتكونت الواحة الجميلة مصر ، انظر  اليها فهى واحة فى الصحراء ، تحدى النيل للصحراء واضح وجلى ، ومن هذا الوادى الصغير صنعنا حضارة للعالم ابهرت العالم ، حتى ان وزيرالرى الاثيوبى يتغنى بحضارة افريقيا !!
انتم يا حكام إثيوبيا تحتاجون الى الكهرباء لشعبكم ، واحتياجكم الكهرباء يحتاج فقط الى ١١ مليار متر مكعب فلماذا تخزنون
حصة مصر والسودان فى بحيرة تقوم بتخزين
٧٤ مليار متر مكعب ، ماذا تريد اثيوبيا من مصر والسودان ، هل يتحول السادة الى عبيد ، ام العكس ، والسيادة ليس من مفهوم عنصرى ، ولكنها من مفهوم حضارى ، فان السادة يحتكمون دائما الى القوانين والى الاعراف والى المنطق……
تتحدثون يا حكام إثيوبيا عن المنطق الان انكم اصحاب المياه ، وانتم دولة حبيسة ليس لها حدود على البحر الاحمر ، ماذا كنتم تفعلون بالبحر الاحمر اذا وهبكم
الله حدودا عليه ، بالطبع حسب منطق القراصنة كنتم سوف تتحولون الى قراصنة ليس الا . .
تتحدثون عن المنطق وانتم يملائكم الحقد والحسد على ما وهب الله والسماء الى مصر والسودان ، انتم ضد الطبيعة وضد والفيزياء ، انتم ضد سنن الكون والجغرافيا،، والتاريخ يشهد بهذا ، ماذا كنتم تفعلون مع اجدادنا القدماء رغم ان مصر كانت اقوى دولة فى العالم لم نعمل على سحق اجدادكم او اسلافكم ، لكن الفراعنة القدماء عندما يفيض بهم الكيل كانوا يرسلون حملات لتأديبكم ، وعلم فى المتبلم يصبح ناسى ، لم تفلح
معكم حملات التأديب على مر التاريخ ،ومازالت جيناتكم هى نفس الجينات الوراثية التى لم تتغير
ولا ينفع معها الاصلاح او التأديب . …

تتحدثون عن المنطق وانتم لا تراعون حق مصر والسودان السماوى فى ماء، النيل ، ماهى اغراضكم الدفين يا حكام إثيوبيا للتحكم فى النيل ، هل تلوون ذراع اسيادكم احفاد الفراعنة ، لقد تواضعت مصر مؤخرا مع من لا يجب التواضع معه ، فظن نفسه
هو الحاكم الناهى ، انكم تبذرون بذور الكراهية بوادى النيل ، لمصلحة من ؟ من يدفع لكم الفاتورة ؟
لقد تحدثنا معكم اكثر من مرة بأسلوب طيب. لطيف ومازلتم فى تعنتكم ،مازلتم فى غيكم القديم ، لماذا تكرهون مصر ،؟! هل لانها ارقى منكم حضارة ؟ هل تعملون لأجندة الكارهين لمصر
وما اكثرهم اليوم ، الذين قالوا ان الحضارة المصرية بناها اليهود ، او ان كائنات فضائية اتت
من كواكب اخرى وقامت ببناء، الاهرام ،ثم رحلت الى العدم ، وكيف تفسرون وجود مومياوات مصر
لأعظم الملوك الذين حكموا بكوكب الأرض ،،
انكم تصنعون حربا بالوكالة ،ام انكم مرتزقة تحاربون لمن يدفع لكم؟
النهضة ….لا تحدث بالسطو على مقدرات الشعوب الاخرى ، انتم ضد تدويل القضية ورفع الشكوى الى مجلس الأمن لان العالم الان اصبح شاهدا على تعنتكم ، على تخلفكم وعلى سوء،طويتكم ،
هل لديكم أفريقيا حلفاء اكثر من حلفاء مصر فى الاتحاد الافريقي ، يقفون مع حقدكم الاسود ، !!؟
انكم تعملون على تزييف الحقيقة وتطمعون فى تركيع مصر والمصريين ، ومن يقف خلفكم يا حكام إثيوبيا ويستغل افكار قلوبكم السوداء ، ويستعملكم كأداة
وعصا تضربون بها الامن والسلام وحق الوجود لمصر والسودان ، انها افكار شيطانية ،( من الجنة والناس )
ودعنى اسألكم ماذا تفعلون ب ٩٠٠ مليار متر مكعب من الامطار التى تهطل عليكم ، وماذا تفعل
دول العالم التى تهطل عليها الامطار ، لماذا لم تشقوا القنوات والبحيرات ل ٩٠٠ مليار وتحسدوننا على حصتنا بالنيل ؟ كيف تتحدثون عن المنطق وانتم ضد ناموس وقانون الكون ، كيف تؤلبون علينا بعض السودانيبن الذين يستخسرون ايضا فى مصر حصتها فى وادى النيل ، طبعا لا اتحدث عن الموقف الرسمى السودانى الذى يتحد مع مصر فى نفس التحدى ، لكنى فقط اتابع واسمع بعض المواطنين او المهاجرين باذاعة ال ب ب سى وبعض المواقع الذين يملآهم الحقد الاثيوبى ،او هذه الكراهية القديمة التى يبثون سمومها بين شعوب الجيران الشقيقة ، ؟
تتحدثون عن عدم تدويل الملف ، والعودة الى طاولة المفوضات برعاية الاتحاد الافريقي لماذا ؟
هل هناك من يقف معكم لتنفيذ مخططاتكم الدنيئة
ومن يدفع لبعض حكام الدول الافريقية فاتورة الوقوف معكم لتنفيذ سدكم اللعين ؟ هذا يفسر تمسكم بمظلة الاتحاد الافريقي ؟ اليس هذا منطقا فى التفكير يامن عرفتم المنطق مؤخرا ، فلماذا لم تتطور عقول اجدادكم لصناعة حضارة مثل الحضارة المصرية ،مع ان لديكم النيل وولديكم الارض والامطار ، وضيعتكم وقتا طويلا فى الصراعات العرقية فيما بينكم بين الامهرة وبين التيجراى، بين كل قبيلة واخرى ، بينما هنا بمصر
سبقناكم فى التاريخ والنهضة باننا قام ملوك مصر
بتوحيد مصر شمالا وجنوبا ، واول عاصمة فى الحضارة عام ٣٠٠٠ ق.م منف …ثم الفيوم ، ثم طيبة الاقصر ، وانشغل اجدادكم بالصراع العرقى فيما بينهم ، انتم تكرهون انفسكم فكيف تحبون الآخر ، انها نظرتكم الدونية ،واحساسكم بعقدة الاضطهاد التى صنعها الاجداد ، انكم دولة فقيرة
اكثر من ٧٠% تحت خط الفقر ، من المتسبب فى هذا ، هل هى السودان ، هل هى مصر ، ام انتم انفسكم من تلعنون انفسكم ، وتواصلون تاريخ الاجداد العظيم فى الحرب والكراهية ، لماذا تكرهون مصر ايها الحكام الاحباش… لماذا اصراركم على
الاضرار بمصر وحقها فى نهر النيل ، هل تحتاجون
الى مصحة نفسية لعلاج ما فى نفوسكم من امراض نفسية ، هذا جانب من المصارحة معكم….
عليكم ان تعودوا الى المنطق الانسانى فى التفكير
وليس منطق القراصنة ورعاة البقر ، ولا تكونوا شعبا غليظ الرقبة مثل اليهود حتى لا تحق عليكم لعنات السماء، فالله هو واهب النيل والحياة ، وليس انتم
واذا لم تعودوا لما تعارفت عليه البشرية والانسانية من قوانين فمن حقنا الدفاع عن وجودنا وعن حياتنا، واعرفوا يا شعب إثيوبيا ان المصريين لا يكرهونكم ولكن يكرهون غباء، حكامكم ووزيركم
آبى احمد الذى يخدعكم بمشروع وهمى لن يفيد كثيرا كما يروج لكم ، ونحن لسنا ضد الحداثة والتطوير والتنمية لكم لكننا، بداهة، لن نسكت على طمس حارتنا ووجودنا
وفى سبيل ذلك لن نبخل بأرواحنا دفاعا عن روحنا
الحقيقة نهر النيل.
لوقطعونى “حتت” ورمونى فى النيل لن أغرق، وستلمنى
ايزيس، و تضمنى وسيجرى فى عروقى
بدل الدم نيل.