هالة الخطيب تكتب : ” أسيادنا 2 “

عاشت ستنا هاجر و ابنها سيدنا اسماعيل عليهما السلام في وادي بكة (او مكة) مع قبيلة جُرهُم و كانوا عرب فعلموا سيدنا اسماعيل العربية حيث أنه عليه السلام لم يكن عربيا في الأصل (على اعتبار ان العرب الأصليين في ذلك الزمن كان موطنهم اليمن) و كان يشار اليه و إلى ذريته من بعده بالعرب المستعربين و قد تزوج عليه السلام فيما بعد من بنات قبيلة جرهم ..

و عندما بلغ سيدنا اسماعيل عليه السلام السادسة عشرة من عمره امر الله سبحانه وتعالى سيدنا ابراهيم ببناء الكعبة هو و إبنه اسماعيل على ان تبنى على القواعد التي بناها عليها في الأصل سيدنا آدم عليه السلام .. فهي اول بيت بني على الأرض منذ بدء الخليقة ..

حفر سيدنا إبراهيم و سيدنا اسماعيل عليهما السلام بالمنطقة المحددة بوادي بكة فوجدوا قواعد الكعبة التي بناها سيدنا آدم عليه السلام فبدءا في بناء الكعبة الى أن وصلا إلى زاوية تحتاج إلى حجر صلب يحمل البناء فأرسل سيدنا إبراهيم إبنه سيدنا إسماعيل ليبحث عن حجر مناسب و لكنه عاد بعد بحث طويل دون أن يجد حجرا بالمواصفات التي طلبها سيدنا ابراهيم فإذا به يجد أن والده سيدنا ابراهيم قد أتى بحجر فساله من اين لك بهذا الحجر؟ فرد سيدنا إبراهيم عليه السلام: إنه حجر نزل من الجنة.. و كان هذا هو الحجر الأسود او الأسعد و الذي يقال انه كان في الأساس ابيض اللون ..

و استمرا عليهما السلام في البناء الذي كان كلما ارتفعا به قليلا رجع سيدنا ابراهيم للوراء لينظر اليه و يتفحصه من مسافة كى يتسنى له ان يتبين اذا كان البناء مستويا ام لا … و كان هذا المكان الذي يقف عنده سيدنا ابراهيم عليه السلام لينظر إلى البنيان هو ما عرف ب “مقام إبراهيم” ..

بعد الانتهاء من بناء الكعبة امر الله عز و جل سيدنا ابراهيم ان ينادي في الناس ان يحجوا الى بيت الله الحرام .. فقال سيدنا ابراهيم عليه السلام ياربي و مايبلغ صوتي؟ فقال الله يا ابراهيم انما عليك أن تنادي و علينا البلاغ .. فصعد سيدنا ابراهيم على منطقة مرتفعة (جبل عرفات) و اذن في الناس بالحج إلى بيت الله فبلغ صوته مشارق الارض و مغاربها و بداوا الناس يفدون إلى الكعبة و يحجون اليها من كل مكان ..

(يستكمل)
#هالة_الخطيب
المصادر: كتب السيرة و قصص الأنبياء

After Content Post
You might also like