محمود سالم يكتب: الحسنة الوحيدة للملعونة كورونا !

آلامها وسيئاتها لا تعد ولا تحصى وربما لن تمر مرور الكرام .. أتحدث من الملعونة كورونا والتى ما إن يتم التوصل إلى لقاح يحد من خطورتها تبدأ من جديد فى التحور والتلون لتزداد خطورة ويبدأ العلماء مرة أخرى فى البحث عن لقاح جديد لعل وعسى ، وهكذا تبدأ لعبة القط والفأر !

ورغم هذا وذاك فإن تلك الملعونة كانت لها مؤخرا حسنة وحيدة ألا وهى الحد من ارتفاع أسعار البترول ووقف حدة التحالفات التى ترفض زيادة الإنتاج ومن ثم انخفاض الأسعار عالميا . حدث ذلك منذ أيام قليلة عندما بدأت المخاوف تزداد من انتشار السلالة الجديدة لكورونا التى ظهرت فى جنوب إفريقيا لتبدأ بعدها حالة من الذعر بين مختلف دول العالم حيث تراوحت بين منع الدخول والخروج وزيادة الإجراءات الاحترازية ووقف العديد من رحلات الطيران من وإلى الدول الموبوئة وما نتج عن ذلك من انخفاض حجم الاستهلاك العالمى من المنتجات البترولية التى تستخدمها السيارات ووسائل النقل المختلفة فى العديد من دول العالم . وقد بدأت موجة الانخفاض عقب المخاوف التى سادت العديد من دول العالم التى فرضت قيودا على السفر من جنوب إفريقيا التى ظهرت فيها السلالة  المتحورة ، خاصة دول الاتحاد الأوروبى وبريطانيا والتى نفذت نفس القيود .

المهم هو حدوث انخفاض فى أسعار البترول بأكثر من 13 % أو ما يعادل 10 دولارات فى كل برميل بالنسبة لبترول غرب تكساس الأمريكى حيث بلغ سعر البرميل نحو 68 دولارا ، ونفس الأمر تقريبا حدث مع مزيج خام برنت حيث هوى سعر البرميل بنحو 11 % أو ما يعادل 10 دولارات أيضا  ليبلغ أقل من 73 دولارا .. وهو ما يشير إلى أكبر تراجع فى الأسعار منذ السنة التى ظهرت فيها الملعونة .

باختصار نجحت كورونا فيما فشلت فيه محاولات الرئيس الأمريكى جو بايدن والذى لم يهدأ لفترة طويلة محاولا جذب دول أخرى بجانب الولايات المتحدة لسحب جانب من مخزون النفط الاستراتيجى ، فقد أعلن يوم الثلاثاء الماضى سحب 50 مليون برميل من ذلك المخزون بهدف خفض الأسعار عالميا وقد قامت بعده  دول أخرى فى اتخاذ قرارات مشابهة مثل بريطانيا التى سحبت مليون و500 ألف برميل ، والهند كذلك فعلت الأمر ذاته ولكن بكميات أقل بينما تحفظت روسيا متمسكة بقرارات تحالف ” أوبك + ” . لقد كان إجراء بايدن فى إطار التنسيق مع كبار المستهلكين العالميين بهدف خفض أسعار المحروقات وهى الأزمة التى عانت منها أمريكا مؤخرا ! .. ورغم تأييد بعض أعضاء الكونجرس الأمريكى لقرار بايدن سحب جانب من مخزون النفط فإن البعض الآخر عارضه وبشدة مؤكدا أن ذلك المخزون يستخدم فى حالات الطوارئ وليس لعلاج السياسات !

وبعد .. وبعيدا عما فعلته كورونا المتحورة أو المتلونة  هل كانت خطة بايدن ستنجح فى خفض أسعار النفط ؟ .. سؤال ربما يكون طرحه الآن غير منطقى لكن البعض طرحه من باب العلم بالشئ لا أكثر ولا اقل .. فى اعتقادى أنها كانت ستنجح خاصة لو زاد عدد الدول التى تنفذ مثل ما قرره بايدن وتنضم إليه وتسحب من الاحتياطى الاستراتيجى من النفط لديها بكميات كبيرة بشكل  يمكن معه كسر أوضاع احتكارية يمارسها البعض دون رادع فى عالم لم يعد فيه احد يهتم بقواعد التجارة الدولية.

After Content Post
You might also like