مؤشر الدولار العالمي يخسر 1.11% مسجلًا أسوأ أداء أسبوعي

تراجعت عوائد سندات الخزانة خلال هذا الأسبوع وسط آمال بأن الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يبدأ في خفض معدلات الفائدة عاجلًا وليس آجلًا، حيث كانت تعليقات الرئيس باول أقل ميلاً تجاه تشديد السياسة النقدية عما كان متوقعًا. كما تراجعت العوائد على خلفية صدور البيانات الاقتصادية الضعيفة. تمكنت عوائد السندات من تسجيل انخفاض أسبوعي على الرغم من ارتفاعها في مطلع الأسبوع على خلفية تصريحات عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بوستيك، والتي مالت نحو تشديد السياسة النقدية.

خسر مؤشر الدولار نحو 1.11%، مسجلًا أسوأ أداء أسبوعي له في عام 2024 حتى الآن، حيث أثارت كل من تعليقات الرئيس باول المائلة نحو تيسير السياسة النقدية إلى جانب تراجع بيانات سوق العمل، الشكوك حول الفترة التي سيتمكن فيها بنك الاحتياطي الفيدرالي من الابقاء على أسعار الفائدة مرتفعة. وأدى ضعف الدولار إلى ارتفاع جميع عملات العشر دول الكبار بقيادة الين الياباني الذي ارتفع بنسبة 2.08% خلال هذا الأسبوع، حيث سجل أفضل أداء أسبوعي له منذ شهر يوليو الماضي، مدعومًا بتعليقات اقتصادية إيجابية من، هيديكي موراي، نائب كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني. إذ ذكر موراي أن اليابان تشهد علامات مبكرة على تحقيق دورة إيجابية من ارتفاع التضخم والأجور. علاوة على ذلك، أفادت الأخبار المتداولة عبر وسائل الإعلام أنه من المرجح أن يدعم العديد من أعضاء بنك اليابان إنهاء أسعار الفائدة السلبية في وقت أبكر من توقعات الأسواق وذلك في اجتماع شهر مارس. وجاء الجنيه الإسترليني في المرتبة الثانية مرتفعًا بنسبة 1.60%، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ شهر يوليو الماضي. كما ساهم تراجع الدولار في تحقيق المكاسب بشكل رئيسي، حيث عدل المستثمرون توقعاتهم لخفض معدلات الفائدة بشكل طفيف خلال هذا الأسبوع. بالإضافة إلى ذلك، صعد مؤشر اليورو نحو 0.94%، مسجلًا أفضل أداء أسبوعي له هذا العام حتى الآن على خلفية ضعف الدولار.

وعلى صعيد عملات الأسواق الناشئة، ارتفع مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 0.46% على مدار الأسبوع ليصل إلى أعلى مستوى له منذ بداية العام وحتى تاريخه، حيث تكبد الدولار أكبر خسارة له منذ منتصف شهر ديسمبر. وارتفع المؤشر نتيجة تأكيد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، باول، على أن البنك سيبدأ في تخفيف السياسة النقدية هذا العام، بينما أظهرت بيانات سوق العمل بالولايات المتحدة دلالات على التباطؤ، مما أدى إلى تراجع الدولار وتعزيز سوق العملات بالأسواق الناشئة.

أنهت مؤشرات الأسهم الأمريكية تداولات هذا الأسبوع على انخفاض بعد أن سجلت مستوى قياسي جديد خلال جلسة الجمعة. وجاءت الخسائر مدفوعة بشكل أساسي بتراجع سهم شركة إنفيديا Nvidia بنسبة 10% من أعلى مستوى له خلال تداولات يوم الجمعة، وهو ما يعني انخفاض قيمته السوقية بحوالي ربع تريليون دولار في غضون ساعات قليلة. وأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 (-0.26%) تداولات الأسبوع على خسائر. وشهدت ثلاثة قطاعات مدرجة ضمن المؤشر انخفاضاً، حيث تراجع قطاع السلع الاستهلاكية الكمالية (-2.59%)، وتكنولوجيا المعلومات (-1.08%)، وكذلك خدمات الاتصالات (-0.65%).  وفيما يتعلق بقطاع التكنولوجيا، سجل مؤشري ناسداك المركب Nasdaq Composite و فانج+ +FANG للشركات التكنولوجية الكبرىانخفاضاً بنسبة 1.17% و2.82% على التوالي بعد صدور تقارير تفيد بهبوط مبيعات أجهزة آيفون بنسبة 24% في السوق الصينية، أكبر الأسواق بأسيا.

ومع توسعات شركة الأدوية الدنماركية “نوفو نورديسك”، ارتفعت قيمتها السوقية لتتجاوز شركة “تسلا” يوم الخميس باعتبارها ضمن أكبر 12 شركة عامة من حيث القيمة السوقية. ومن ناحية أخرى، كان مؤشر راسل 2000 للشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة هو الرابح الوحيد خلال هذا الأسبوع، ليرتفع بنسبة 0.30%، مسجلًا مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي. أما عن تقلبات الأسواق، فقد ارتفع مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 1.63 نقطة ليصل إلى 14.74 نقطة، أي أعلى من متوسطه البالغ 13 نقطة منذ بداية العام وحتى تاريخه. وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من الانخفاض الأسبوعي، شهدت صناديق الأسهم العالمية دخول تدفقات بقيمة 84 مليار دولار خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو أعلى مبلغ تدفقات في عامين.

وحققت المؤشرات الأوروبية مكاسب خلال هذا الأسبوع، حيث ارتفع مؤشر Stoxx 600 بنسبة 1.14% للأسبوع السابع على التوالي، مسجلًا مستوى قياسي جديد بعد أن أبقى البنك المركزي الأوروبي على معدلات الفائدة دون تغيير إلى جانب إشارته إلى أنه قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة في شهر يونيو، حيت يتوقع المسؤولون بالبنك تراجع التضخم إلى مستواه المستهدف والبالغ 2% خلال العام المقبل. وحقق 13 قطاعًا من أصل 20 مدرجين بالمؤشر مكاسب بقيادة قطاعات التكنولوجيا (+14.73%) وقطع غيار السيارات (+10.89%) والإعلام (+9.19%). وتجدر الإشارة إلى أن مؤشر Stoxx 600 قد تجاوز مستواه الرئيسي البالغ 500 نقطة للمرة الأولى، بعد 24 عامًا من وصوله إلى 400 نقطة. كما تفوق أداء مؤشرات الأسهم الإقليمية الأخرى، حيث ارتفع مؤشر FTSE MIB الإيطالي (+1.43%)، ومؤشر DAX الألماني (+0.45%)، وكذلك مؤشر FTSE 250 البريطاني (+1.28%)، ومؤشر CAC 40 الفرنسي(+1.18%).

After Content Post
You might also like