اللواء محمد حجازي: قوات الدفاع الجوي حصنكم المنيع

أكد قائد قوات الدفاع الجوى اللواء أ ح محمد حجازى، أن قوات الدفاع الجوى هى الحصن المنيع للمصريين ضد من تسول له نفسه اختراق سماء البلاد، مجددا العهد بالحفاظ على راية الوطن عالية خفاقة.

وتوجه اللواء أ ح محمد حجازى، خلال مقابلة صحفية بمناسبة الاحتفال بالعيد الحادى والخمسين لقوات الدفاع الجوى، والذى يعتبر بمثابة الإعلان الحقيقى عن بناء حائط الصواريخ عام 1970، والشاهد على تساقط طائرات العدو وبتر ذراعه الطولى، بالشكر للقادة والرواد الأوائل من رجال الدفاع الجوى، الذين سبقونا فى تولى المسئولية وحملوا لواء الشرف والواجب، كما توجه بالتحية لرجال الدفاع الجوى حماة سماء مصر ودرعها الواقية المرابضين فى جميع ربوع وحدود مصر الحبيبة.

وأضاف حجازى: «نؤكد للفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى أن قوات الدفاع الجوى ماضية فى التطوير والتحديث وزيادة قدراتها القتالية، لمجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات، محافظين على سماء مصر سلما وحربا، ويشرفنى ويشرف قوات الدفاع الجوى، أن أتوجه بتحية إجلال وتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة، مجددين العهد له، أن تستمر قوات الدفاع الجوى درعا يحمى سماء مصر، وبناة للمستقبل بفضل الله ثم بسواعد رجالها المخلصين، حفظ الله مصر ووقاها شعبا وجيشا شر الفتن وجعلها واحة للأمن والأمان».

وإلى نص المقابلة:

* ما أسباب اختيار قوات الدفاع الجوى الثلاثين من شهر يونيو عيدا للدفاع الجوى؟
ــ صدر القرار الجمهورى رقم 199 فى الأول من فبراير 1968، بإنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة، وتحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصل بأحدث الطائرات (فانتوم، سكاى هوك) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ.

ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت قوات الدفاع الجوى خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز (فانتوم، سكاى هوك)، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة، وإقامة حائط الصواريخ الذى منع اقتراب طائرات العدو من سماء الجبهة فاتخذت قوات الدفاع الجوى هذا اليوم عيدا لها.

* يتردد دائما أثناء الاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوى كلمة (حائط الصواريخ) فماذا تعنى هذه الكلمة وكيف تم إنشاء هذا الحائط؟
ــ حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية، فى إطار توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة، هذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيدا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها، وقد تم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات، وبين رجال قوات الدفاع الجوى بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية فى ظل توفير دفاع جوى عن هذه المواقع، بالمدفعية المضادة للطائرات، ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، كان العدو ينجح فى معظم الأحيان، فى إصابة أو هدم ما تم تشييده، وقام رجال الدفاع الجوى بالدراسة، والتخطيط والعمل المستمر وإنجاز هذه المهمة، وكان الاتفاق على أن يتم بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين:
الأول: القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات.
الثانى: الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها (أسلوب الزحف البطىء) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له، وهكذا وهو ما استقر الرأى عليه وفعلا تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أى رد فعل من العدو وتم التخطيط لاحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة، وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام فى تناسق كامل وبدقة عالية، جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى وكانت ملحمة عطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى، وعلى أثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوى على الاقتراب من قناة السويس فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة وبدون تدخل العدو الجوى.

* الحديث عن حرب أكتوبر لا ينقطع.. كيف قام الدفاع الجوى المصرى بتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل فى حرب أكتوبر 1973؟
ــ لكى نبرز أهمية هذا الدور يجب أولا معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية فى ذلك الوقت، والتى وصلت إلى مستوى عالٍ من الكفاءة القتالية والتسليح الحديث المتطور، حيث قامت إسرائيل بتسليح هذه القوات بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية حينذاك، بشراء طائرات ميراج من فرنسا، والتعاقد على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك من الولايات المتحدة، حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة.
ولذا فإن قوات الدفاع الجوى كان عليها التصدى لهذه الطائرات، حيث قام رجال الدفاع الجوى بتحقيق ملحمة فى الصمود والتحدى والبطولة والفداء باستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوى المستمرة، وخلال خمسة أشهر (من إبريل إلى أغسطس) من عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج، مما أجبر إسرائيل على قبول (مبادرة روجرز) لوقف إطلاق النار اعتبارا من صباح 8 أغسطس 1970، وبدأ رجال الدفاع الجوى فى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام ــ 3 (البتشورا) وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970.
وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الإستراتوكروزار) صباح يوم 17 سبتمبر 1971، وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ (سام ــ6) استعدادا لحرب التحرير، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استراتيجية.
وفى اليوم الأول للقتال السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلى، القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى، وتصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات حتى نجحت فى إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين، وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم، وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين.
وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذى كان يتباهى بهم وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية وذكر فى أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 (أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها، ثقيلة بدمائها).

* كيف أصبحت منظومة الدفاع الجوى المصرى من أعقد منظومات الدفاع الجوى فى العالم؟
ــ هناك صراع دائم ومستمر بين أسلحة الجو المتمثلة فى الطائرات المقاتلة وما تحمله من أسلحة هجوم جوى حديثة ومنظومات الدفاع الجوى، ومع التلاحق المستمر بين تطور العدائيات الجوية الحديثة وأنظمة الدفاع الجوى، فكان لا بد من تواجد منظومة دفاع جوى متكاملة مزودة بأنظمة متنوعة من مصادر تسليح من دول مختلفة سواء الشرقى أو الغربى بتقنيات حديثة وتكنولوجيا معقدة يجعلها من أعقد المنظومات فى العالم وهذا يتطلب جهدا كبيرا ليتوافق عمل هذه الأنظمة مع بعضها للتكامل وتكون قادرة على التعامل مع تلك العدائيات ويتم بناء المنظومة من عناصر استطلاع وإنذار باستخدام أجهزة رادار مختلفة المدايات تقوم بأعمال الكشف والإنذار وعناصر مراقبة جوية بالنظر بالإضافة إلى عناصر ايجابية من الصواريخ والمدفعية «م ط» والصواريخ المحمولة على الكتف لتوفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية للدولة.
القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة توليان اهتماما كبيرا بدعم قوات الدفاع الجوى من خلال توفير أحدث المنظومات الحديثة من عناصر الاستطلاع والإنذار والعناصر الإيجابية وكذا تطوير مراكز القيادة والسيطرة لتتمكن القوات من التعامل مع جميع التهديدات والتحديات الحديثة.

* تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكرى مع العديد من الدول العربية والأجنبية.. كيف يتم تنفيذ ذلك فى قوات الدفاع الجوى؟
ــ تحرص قوات الدفاع الجوى على امتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقا لأسس علمية يتم اتباعها فى القوات المسلحة بالاستفادة من التعاون العسكرى مع الدول الشقيقة / الصديقة بمجالاته المختلفة من خلال ثلاثة مسارات:
المسار الأول: تنفيذ التدريبات المشتركة مثل «التدريب المصرى / الأمريكى المشترك (النجم الساطع)، التدريب المصرى / اليونانى المشترك (ميدوزا)، التدريب البحرى المصرى / الفرنسى المشترك (كليوباترا)، التدريب المصرى / الروسى المشترك (سهم الصداقة)، التدريب المصرى / الأردنى المشترك (العقبة)، التدريب المصرى / الكويتى (اليرموك)، التدريب العربى المشترك (درع العرب)، التدريب المصرى / السودانى المشترك (حماة النيل)، التدريب المصرى / الباكستانى المشترك (حماة السماء)« لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول، ونخطط لتدريبات مشتركة مع دول أخرى فى المستقبل القريب بما يزيد من الروابط مع الدول الصديقة ويساعد على تبادل الخبرات والمهارات.
المسار الثانى: تأهيل قادة وضباط قوات الدفاع الجوى من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوى المتميزين للتأهيل بالدول الشقيقة والصديقة من خلال دراسة العلوم العسكرية الحديثة بالكليات العسكرية المتميزة.
المسار الثالث: تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات والمحافظة على حالة الاستعداد القتالى لمنظومة الدفاع الجوى طبقا لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليا بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة من خلال خطة محددة ومستمرة.

* ما هو الدور الذى قامت به كلية الدفاع الجوى لإعداد الطلاب فى ظل التطور فى التكنولوجيا؟
ــ تعتبر كلية الدفاع الجوى من أعرق الكليات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الشقيقة والصديقة، ونظرا لما يمثله دور كلية الدفاع الجوى المؤثر على ضباط الدفاع الجوى والتى تتعامل دائما مع أسلحة ومعدات ذات تقنية حديثة وأنظمة إلكترونية معقدة فإننا نعمل على تطوير كلية الدفاع الجوى بصفة مستمرة، حيث يتم تطبيق واستخدام التقنيات الحديثة فى التعليم بالكلية من خلال شرح المواد الدراسية بواسطة الأساتذة المتخصصين وطبقا لأحدث التقنيات العلمية مع استخدام المعامل الهندسية المتطورة وكذا معدات الدفاع الجوى ذات التكنولوجيا الحديثة.

وفى إطار التطوير المستمر فى قواتنا المسلحة الباسلة تقوم قوات الدفاع الجوى باتخاذ الإجراءات التى تواكب هذا التطور من خلال عدة محاور:
المحور الأول (تطوير أسلوب اختيار أعضاء هيئة التدريس) بتعيين الضباط أوائل الدفعات للعمل بالكلية بعد اكتسابهم الخبرة العملية بالتشكيلات والوحدات وترشيحهم للحصول على شهادات الماجستير والدكتوراه من الخارج.
المحور الثانى (تطوير وتحديث المناهج الدراسية بالكلية) من خلال التحديث المستمر لمختلف المناهج التخصصية والعسكرية والهندسية بما يواكب مستجدات العصر والتطور التكنولوجى فى الأسلحة والمعدات والعمل على بناء الشخصية القيادية بدراسة العلوم العسكرية وفن القيادة وتعظيم دراسة العلوم السلوكية والإنسانية والتأهيل النفسى.
المحور الثالث (تطوير طرق وأساليب التدريس وابتكار مساعدات تدريب متطورة) من خلال تزويد الفصول الدراسية والمعامل بأحدث الأجهزة وإعداد المادة العلمية للمواد الدراسية باستخدام (المالتى ميديا)، وقد حصلت الكلية هذا العام على شهادة الجودة (الأيزو).
المحور الرابع (تطوير البيئة التعليمية بالكلية) ويشمل تطوير (المكتبات، ميادين الرماية والتدريب، الفصول التعليمية، المعامل الهندسية، مرافق الكلية، مستشفى الكلية، المنشآت الرياضية المختلفة بالكلية) بالإضافة للاشتراك فى المسابقات العلمية.
المحور الخامس (تطوير أداء البحث العلمى) بإيجاد حلقة وصل مستمرة بين كلية الدفاع الجوى والجهات البحثية الأخرى بالقوات المسلحة وأساتذة كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وتستضيف الكلية هذا العام مؤتمرا دوليا علميا فى مجال الاتصالات (ICTــEGYPT) لتنمية مجالات التعاون العلمية والبحثية، وبما يعزز دور كلية الدفاع الجوى.

أدى التطور الهائل فى أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح فى * معظم دول العالم.. فما هو الحل من وجهة نظركم للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوى؟
ــ شىء طبيعى فى عصرنا الحالى أنه لم يعد هناك قيود فى الحصول على المعلومات حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، ويجعل جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام العدو قبل الصديق، ولكن هناك شىء مهم وهو ما يعنينا فى هذا الأمر، هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل فى إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر.
والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الإستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة) ونحن لدينا اليقين إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة.

* دائما ما تهتم القوات المسلحة بأبنائها ما الدور الذى تقوم به قوات الدفاع الجوى لرفع الروح المعنوية لأبنائها؟
ــ الفرد داخل قوات الدفاع الجوى هو فرد داخل أسرة كبيرة، وهذا ما نحرص على غرسه فى أبنائنا المقاتلين، نؤمن داخل قوات الدفاع الجوى بأهمية توفير المناخ المناسب والرعاية اللازمة لرجالنا كمقابل بسيط لما يقدموه من جهد وعرق، كل فى موقعه، تم إنشاء مجموعة من دور الدفاع الجوى لتقديم الخدمات الاجتماعية للضباط وأسرهم، فى القاهرة، والإسكندرية، والساحل الشمالى، والغردقة، وأحدثها دار الدفاع الجوى بالعاصمة الادارية الجديدة، كما يوجد القرية الرياضية المتكاملة لقوات الدفاع الجوى بما تحتويه من أنشطة رياضية مختلفة تناسب جميع الفئات.
تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على تحفيز القادة والضباط وبث روح التنافس الشريف بينهم عن طريق تنظيم المسابقات (العلمية، الرياضية) وتكريم المتميزين منهم، كما تنظم قوات الدفاع الجوى (المسابقات، حفلات التكريم للمتميزين علميا) من أبناء الضباط، كما تهتم قوات الدفاع الجوى بالزيارات لأبنائها المصابين بالمستشفيات دوريا للاطمئنان عليهم.

* ما رسالتكم للشعب المصرى فى العيد الحادى والخمسين للدفاع الجوى؟
ــ أود أن أطمئن الشعب المصرى أن قوات الدفاع الجوى، القوة الرابعة فى القوات المسلحة المصرية، تعمل ليلا ونهارا، سلما وحربا فى كل ربوع مصر عازمة على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها، ونعاهد الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، على أن نسير قدما فى تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوى، وأن نظل دوما جنودا أوفياء، بناةً للمستقبل، حافظين العهد، مضحين بكل غال ونفيس، نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها.

After Content Post
You might also like