من بولكلى إلى العلمين صيف الحكومة هواه غربى

مع حلول كل صيف رسميا، جرت العادة فى بدايات القرن الماضى، وحتى منتصفه أن تنتقل الحكومة لممارسة مهام عملها من مقرها الصيفي بمدينة الإسكندرية بقصر بولكلى، وهى عادة توقفت لعدة عقود، واقعيا، بسبب قرار لعلى ماهر باشا رئيس مجلس الوزراء عقب ثورة 23 يوليو 1952 ، وحتى عاد رئيس الوزراء السابق المهندس شريف إسماعيل للعمل بها فى منتصف العام 2017 قبل رحيله عن الحكومة بأشهر معدودة.

وترجع فكرة إلغاء المقر الصيفي للحكومة إلى قرار وزارة على باشا ماهر التى شكلها عقب ثورة يوليو 1952 بإلغاء “تصييف” الحكومة بالإسكندرية وانتقالها إلى القاهرة، لتنهى نظام اتبعته الحكومات السابقة منذ عهد محمد على باشا.

وفى أواخر الشهر نفسه عقدت الحكومة أول إجتماع لها”صيفا” فى القاهرة، ليظل المقر الصيفى لمجلس الوزراء بمنطقة “بولكلى” فى الإسكندرية، بعيدًا عن الاجتماعات الرسمية.

وطوال أشهر الصيف، جرت العادة على أن تنتقل كافة مصالح وهيئات الدولة لتقضي الصيف في الإسكندرية حيث كانوا يقيمون ثلاثة أشهر في رأس التين ثم يعودون إلى القاهرة لتصبح الإسكندرية العاصمة الصيفية لمصر.

وفى عهد محمد سعيد باشا رئيس النظار – رئيس الوزراء- تم شراء مقراً للوزارة بمنطقة “بولكلي” وتحديدا في 13 يوليو عام 1913 ليصبح مقراً لاجتماعات مجلس النظار طوال أشهر الصيف.

ومع قيام ثورة 23 يوليو، ألغى مصيف الوزارة بالإسكندرية، ويتبقى المسمى فقط للمكان حيث تسمى محطة الترام الواقعة أمام المبنى ببولكلي باسم “محطة الوزارة”.

وحول تسمية المنطقة بإسم”بولكلى” اختلف الكثيرون، فالبعض أرجعه إلى وجود أحد العاملين بالقنصلية البريطانية والتي كان يقع مبنى سكن قنصلها بالقرب من ذات المنطقة في “أبو النواتير” – منطقة كفر عبده حالياً، والبعض الآخر أرجعه للعصر البطلمي أو لاسم المهندس الذي أسس أول خط للترام بالإسكندرية .

ومع توجه الدولة لإنشاء مدينة العلمين الجديدة ووجود عدة مبانى حكومية ومقر صيفي لمجلس الوزراء بدأت حكومة الدكتور مصطفى مدبولى بعقد عدة اجتماعات فى منتصف 2019 فى مقر مجلس الوزراء بالعلمين ، واجتماع وحيد خلال العام الماضي فى شهر أغسطس ، وهو البديل الجديد لفكرة مقر صيفي للحكومة وعاصمة ثانية تنتقل إليها الدولة لتمارس عملها خلال فصل الصيف، ويعتبره البعض جزء من خطة تنمية الساحل الشمالى الغربي، التى توليها الدولة أولوية كبيرة خلال الفترة الحالية فى إطار خطة الدولة للتنمية “مصر 2030” واستهداف إنشاء مدينة مليونية بالعلمين الجديدة التى تصل مساحتها لحوالى 50 ألف فدان تقريبا.
ومن الجدير بالذكر أن مبنى مجلس الوزراء بالعلمين  الجديدة يتكون من 5 طوابق، أرضى وعدد 4 أدوار متكررة، ويشمل جناح لكل وزير، وهو ما يعد بمثابة وزارة لكل وزير داخل هذه المبنى.

ويتضمن جناح كل وزير عدة مكاتب لوكلاء الوزارة ومساعدين الوزير، بحيث يمثل مبنى للوزارة بالكامل، ويتيح الفرصة لأى وزير بمباشرة عمله من داخل هذا المبنى.

كما يتضمن مبنى الحكومة بالعلمين قاعة كبرى للاجتماعات، وأمانة مجلس الوزراء، وفريق العمل مع رئيس الوزراء، ومركز إعلامى مجهز بأحدث الأجهزة .
يذكر أن شرم الشيخ ظلت لفترة فى عهد مبارك بمثابة عاصمة سياسية استنادا إلى كثرة المقابلات التى أجراها رئيس الجمهورية هناك، وسترث العاصمة الإدارية هذا الدور وتضيف اليه بالتأكيد بحكم تصميمها وبنيتها التحتية ومقار الدولة والحكومة بها، لكن العلمين، بموقعها على الساحل الشمالى غربا، ستظل فى نطاق بديل بولكلى الحديث.

After Content Post
You might also like