العمال يردون الصفعة لمطاعم أمريكا.. “لا عودة للعمل”

مع تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة في مارس/آذار الماضي، فقد الآلاف من العاملين بالمطاعم عملهم “من دون أي إنذار مسبق أو تعويضات”.الآن، وبعد حملة التطعيم التي تقودها أمريكا، بدأت الحياة تعود من جديد، وعادت المتاجر والمطاعم لتفتح أبوابها مرة أخرى بطاقتها الكاملة.

لكن الأزمة الكبرى التي تواجه العودة للحياة الطبيعية، هي نقص العمالة التي ترفض العودة للعمل من جديد، بعد أن تم الاستغناء عن الكثيرين منهم دون مراعاة لأي حقوق.

لوس أنجلوس الأمريكية، واحدة من المدن التي يرفض العمال بها العودة لأعمالهم بعد أن تم فصلهم، لسببين، الأول، هو تحسين ظروف العمل من رواتب وتأمين، أما السبب الثاني فيتمثل في عدم خسارة مخصصات دعم البطالة.

تحدي المطاعم

التحدى الكبير الذي يواجهه أصحاب المطاعم هو قدرتهم على تعديل أوضاع العمال، فيما يتعلق بالرواتب والتأمين الصحي وضمان العديد من الحقوق.

المشهد الأكبر الملاحظ في لوس أنجلوس هو كثرة الإعلانات عن الوظائف دون صدى، فالعمال يرفضون هذه الوظائف ويطالبون بتحقيق شروطهم قبل الانضمام لأي وظيفة.

وتضج صفحات الإنترنت بإعلانات عن عروض لوظائف في مطاعم، سواء للندّل أو للعمل على الصندوق أو في المطبخ. لكن ينبغي للراغبين في جذب العمال أن يتمايزوا في العروض التي يقدمونها.

لا عودة للعمل

كنزي ماكميلان سيدة أمريكية ترفض العودة لعملها، حيث كانت قبل الجائحة تعمل نادلة في أحد مطاعم هوليوود. لكنها فقدت عملها في مارس/آذار 2020 “من دون أي إنذار مسبق أو تعويضات”، على قولها.

وعندما اتصل بها المطعم لتستأنف العمل فيه، أتى جوابها بالرفض، إذ إن ذلك سيحرمها من مخصصات البطالة وهي تخشى الإصابة بفيروس كورونا ونقل العدوى إلى أحد القاطنين معها بسبب معاناته من مرض مناعي.

وتوضح الشابة البالغة 27 عاما “الأمر لم يكن يستحق العناء، لم أكن أحصل على دخل كاف” ولا أي تأمين صحي خلال العمل في المطعم.

غير أن كنزي ماكميلان متيقنة من أن “اليد العاملة برمتها تغيرت”.

وتقول وفقا لـ”فرانس برس”: “النساء كنّ يتعرضن للاستغلال” إلى أن طفح الكيل و”قررن عدم السكوت ورفض هذا الواقع”.

ويؤكد سكايلر غامبل المسؤول في مجموعة “أكمي هوسبيتاليتي” التي تدير مطاعم عدة في سانتا باربارا، “نواجه نقصا في اليد العاملة بصورة لم أشهد لها مثيلا طوال مسيرتي المهنية”.

عرض علاوة

ويضيف “أظهرت تجربتنا خلال التسعة أشهر الأخيرة، بموازاة استئناف الأنشطة، أن عدد المرشحين الذين يردون على عروض العمل آخذ في التناقص”.

ويدير كريغ مارتن مقهى “كافيه فيفتيز” عند جادة سانتا مونيكا. وهو يبحث عن طباخ جديد، لكن في ظل نقص المرشحين، عرض علاوة قدرها 2000 دولار عند التوظيف، بواقع 500 دولار شهريا على أربعة أشهر.

وعلى غرار كثيرين، يعزو مارتن هذا الوضع إلى مخصصات البطالة والعلاوة الأسبوعية الإضافية. ويقول إن كثيرين “لا يفكرون حتى في البحث عن عمل”.

الراتب ونوعية العمل

لكنّ إنريكي لوبيزليرا وهو مدير برنامج عن الوظائف المنخفضة الدخل في مركز “يو سي بيركيلي” للعمل يرى أن الأمور أكثر تعقيدا.

ويقول إن أصحاب العمل الذين يشتكون من وضع السوق عليهم أن يوضحوا أنهم لا يجدون موظفين “بسبب الراتب ونوعية العمل” الذي يعرضونه على الباحثين عن وظيفة.

كما أن الوضع يعود بجزء منه إلى أن فيروس كورونا “لم يختف” من الولايات المتحدة رغم حملات التطعيم الواسعة. ويُعرف قطاع المطاعم بوظائفه الموقتة كما أن “الكثير من العاملين فيه لا يتمتعون بأي إجازات مدفوعة أو تأمين صحي” ما يشعرهم بالضعف.

رعاية الأطفال

كذلك لا يمكن إغفال مسألة رعاية الأطفال، لا سيما خلال الصيف، وتأثيرها خصوصا على عودة النساء للعمل.

وتقول الخبيرة الاقتصادية سيلفيا أليغريتو إن “من الواضح ألا نقص في العمال”. لكن “أصحاب العمل يستغربون أن يختار العاملون الأفضل لهم في ظل إعادة فتح الاقتصاد، من دون أي تهافت على الوظائف ذات الدخل الأدنى مع امتيازات اجتماعية قليلة أو معدومة، كما الحال مع وظائف قطاع المطاعم”.

وقد تلقى قطاع المطاعم ضربة قوية جراء الجائحة وتدابير الإغلاق المصاحبة لها، إذ فقد ملايين الأشخاص وظائفهم. لكن مع إعادة فتح البلاد، كان كثر يتوقعون عودة الحياة إلى طبيعتها، غير أن ذلك يتأخر. فقد ارتفعت نسبة البطالة في الولايات المتحدة إلى 5,9 % في يونيو/حزيران، في مقابل 3,5% في فبراير/شباط 2020.

After Content Post
You might also like