يوسف العومي يكتب لجسور| عودة السياحة الروسية وألاعيب تركيا

أصاب قرار قيادة العمليات الروسية، الخاص بفتح رحلات جوية روسية إلى منتجعات مصر الغردقة وشرم الشيخ بخيبة أمل كبيرة، وبخاصة بين السياح الروس الحالمين بالسفر لمصر وكذلك بين منظمي الرحلات السياحية وأصحاب وكالات السفر الروس أيضًا.

وكما يقول المثل الشعبي الروسي “برميل العسل لا يخلو من ذبابة في المرهم” ، فقد جاء القرار على عكس ما يحدث مع تركيا ، فقد سمح المسؤولون الروس حتى الآن بعدد ضئيل من الرحلات الجوية إلى المنتجعات المصرية ومن خلال شركة إيروفلوت للطيران فقط الناقل الرسمي لجمهورية روسيا ولم تتم الموافقة علي طلبات الشركات الخاصة التي تقدمت بطلبات لتنظيم رحلات طيران مباشرة لمصر وبشكل غير مفهوم.

بالطبع هذه ليست استنتاجات شخصية لكنها أراء كبار الخبراء الروس أنفسهم من أصحاب الشركات السياحية الروسية الكبرى وكذلك كبار منظمي الرحلات الروس، الذين أكدوا أن بعضاً من المسؤولين الروس لعبوا دور جماعات الضغط من أجل مصالح تركيا، التي كانت ولاتزال تخشى بشدة أن تستحوذ مصر ، بعد الافتتاح، على حصة كبيرة من السياح الروس هذا الصيف.

وأصبح من الواضح الأن، أنهم نجحوا في مسعاهم وهو ما يعني أن أسعار الرحلات إلى مصر ستظل مرتفعة للغاية، متجاهلين مصلحة المواطن الروسي.

ومما كشفوا عنه أن تفاصيل افتتاح الرحلات الي مصر وأن تأخيرها الي الموعد الذي تحددت في 9 أغسطس المقبل، غير واضح تماماً – لم يزعج أيَ من المسؤولين الروس نفسه عناء تبرير ذلك، أو الإجابة عن التساؤلات الكثيرة التي يطرحها أصحاب المصلحة من الروس العاملين في السوق المصري، مثل لماذا سُمح بالرحلات الي الغردقة وشرم الشيخ فقط دون سواهما؟ ولماذا جاءت بكميات ضئيلة بواقع 5 رحلات في الأسبوع؟ ولماذا لم تحدد شركات النقل  الجوي التي سيسمح لها بتنظيم رحلات لمصر؟، أم أنه سيتم إسناد هذه الرحلات لشركة إيروفلوت فقط.

والحقيقة الجلية التي يجب علي المصريين الذين يترقبون عودة السياحة الروسية لسابق عهدها ،أن يعلموا  أن هناك حالة من الغليان بين الروس أنفسهم سواء كانوا سياحاً أو أصحاب مصلحة من أصحاب الشركات السياحية وشركات النقل الجوي وكبار منظمي الرحلات، من هذه القرارات والممارسات  الحكومية التي تتم في هذا الملف، وكذلك من أفعال جماعات الضغط التي تعمل لصالح تركيا بشكل فج، والتي تخشي من عودة إفتتاح الرحلات الجوية لمصر بشكل طبيعي حتي  لا يؤثر ذلك علي وارداتها من هذا السوق السياحي المهم لها.

علي سبيل المثال قالت مايا لوميدزي المدير التنفيذي لاتحاد منظمي الرحلات السياحية في روسيا (ATOR)أن الحجم المسموح به حتى الآن صغير بشكل واضح لاحتياجات السوق – وهي رحلات منتظمة ” والحقيقة  هي أن الرحلات المنتظمة أغلى من الرحلات المستأجرة، ما يعني أن الأسعار ستكون مرتفعة مرتين على الأقل.

وقالت أن شركات الطيران الروسية قدمت خلال هذا الشهر الجاري طلبات إلى وكالة النقل الجوي الفيدرالية لتنفيذ 231 رحلة إلى الغردقة وشرم الشيخ بشكل أسبوعي، كان من المفترض أن تكون جغرافية الرحلات واسعة النطاق – وليس فقط من موسكو ، وتم التخطيط لـ6 رحلات إلى شرم الشيخ ولـ7 رحلات إلى الغردقة ، بما في ذلك رحلة من جوكوفسكي بالقرب من موسكو ، فيما طلبت شركة Azur Air 7 رحلات في الأسبوع وخططت لأربع رحلات جوية من سان بطرسبرج إلى الغردقة، وكذلك لأكثر من 40 مدينة مغادرة إلى المنتجعات المصرية حسب المنطقة – من كالينينجراد إلى بلاجوفيشتشينسك وفلاديفوستوك.

بشكل عام ، تم تقديم الطلبات من قبل جميع شركات الطيران لمنظمي الرحلات الجماعية ، أي Nordwind “Pegasa” و Azur Air “Anex Tour” ، بالإضافة إلى العمل النشط مع منظمي الرحلات “S7” و “روسيا” و “Ural Airlines” وو “Norstar”. بالمناسبة شركة إيروفلوت لم تكن مدرجة في هذه القائمة، لكنهم تلقوا جميعًا رفضًا: بسبب رسمي مزعوم.

أما وكيل شركة ALS-Tour  الروسية بمصر قال إذا فتح المسؤولون الروس  الرحلات المباشرة الي مصر وعلى نطاق واسع ، ووفقًا لنموذج تركيا ، ففي هذه الحالة ستكون أسعار الرحلات إلى الغردقة وشرم الشيخ منخفضة، وسيزداد الطلب على قضاء الاجازات في مصر وستنمو حصيلة مبيعات شركات السياحة الروسية لمصر وبخاصة أن هؤلاء جمهورهم الرئيسي الآن هو السياح “المهتمون بالأسعار” من أوروبا الشرقية. ووفقًا لـ Tez Tourستنتعش أسعار الفنادق في مصر، بنحو 20٪، وستكون الأسعار المصرية للباقات السياحية بعد افتتاح الرحلات المباشرة في حدود 25 ألف روبل للفرد في فندق 4 نجوم لـ 7 ليالٍ شاملة وهي أسعار مناسبة لغالبية الطبقة المتوسطة في المجتمع الروسي لكن هذا يتطلب أن تتحرر الجهات الرسمية الروسية من جماعات الضغط التركي.

After Content Post
You might also like