الكيميائي مدحت يوسف يكتب| اتجاهات أسعار النفط عالمياً وانعكاسها علي مصر

 

أسعار النفط ابتعدت كثيرا عن ما يسمي بسوق العرض والطلب وهو المنطق الصحيح لتجارة النفط وتحول سوق النفط الي احتكارية المنتجين يمثلهم منظمة أوبك وحلفاءها والمعروفة ( أوبك + ) ليلامس ٧٥ دولار للبرميل من خام برنت القياسي… جاء تأييد فكرة الاحتكارية كنتيجة لتقييد منظمة أوبك+ سقف الإنتاج للدول الأعضاء صعودا وهبوطا بما يتفق والطلب الحقيقي للنفط ..وقامت السعودية بتخفيض إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا بمفردها تطوعيا لدعم سوق النفط ورفع سعره، وجاء التزام دول أوبك+ جميعها بالحدود الإنتاجية التي تم التوافق عليها ليدعم موقف صعود أسعار النفط بعد نكسة ابريل ٢٠٢٠ والتي انهارت وقتها أسعار النفط لادني مستوي سعري طوال تاريخ تجارة النفط عالميا ومحدثة هزة عنيفة للمنتجين قاموا علي أثرها بهذا الموقف متوحدين في الأهداف والرؤي والنتائج…

الكويت: يمكن أن نعيد النظر بالزيادة المتفق عليها في اجتماع

والآن اتضح جليا الانضباط من كافة دول أوبك+ من ناحية الالتزام بالحصص الإنتاجية المحددة وسرعة المناورة بالخفض والزيادة من الإنتاج حسب الظروف الاقتصادية العالمية ولذلك نجد تذبذب أسعار النفط داخل حدود محكومه بدقة حيث تراوحت الاسعار مؤخرا ما بين ٦٨-٧٤ دولار للبرميل ..

الدول العظمي والسياسة الدولية لها دور مؤثر لا جدال علي منظومة تسعير النفط عالميا ووضح هذا جليا بعد تهديد الرئيس الأمريكي السابق ترامب للسعودية ودول الخليج بزيادة الإنتاجية والتي علي أثرها انخفضت أسعار النفط بشكل مؤثر…إلا أن الإدارة الأمريكية الحالية لم نري منها ايه إشارة بالتدخل بشأن حجم المعروض من النفط.

الاتجاه العالمى المستقبلى يتجه صوب انخفاض تدريجي لأسعار النفط كنتيجة طبيعية لإحلال النفط بالطاقة الجديدة والمتجددة واللجوء ببدائل النفط مثل الهيدروجين وخلافه للتغلب علي مشاكل تلوث البيئة من حرق المنتجات البترولية في الاستخدامات المختلفة.

https://gossur.com/562332/%d8%a3%d9%88%d8%a8%d9%83-%d8%a7%d8%b1%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b9-%d8%ad%d8%ac%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%aa%d8%a7%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b7%d9%8a-%d9%8a%d9%88%d9%85%d9%8a%d9%8b%d8%a7/

مصر تتأثر إيجابا وسلبا من تلك المتغيرات السعرية العالمية للنفط لقيام مصر بشراء حصص الشركاء الأجانب في الحقول البترولية المصرية من النفط بالاسعار العالمية صعودا وهبوطا كما تستورد الخام السعودي والعراقي لاستكمال احتياجات معامل التكرير المصرية ..كما تقوم باستيراد كميات من السولار والبنزين من الخارج حاليا لحين استكمال مشروعات التكرير الجديدة والتي من المأمول استكمالها في نهاية عام ٢٠٢٣ لتحقق اكتفاءا ذاتيا وتلك المنتجات اسعارها ترتبط ارتباط وثيق مع أسعار النفط…
لذلك فهناك علي المدي القصير احتمالات زيادة أسعار البنزين والسولار وباقي المنتجات البترولية ربطا بتذبذب أسعار النفط عالميا وبعد تحقيق الاكتفاء الذاتي سيكون هناك خفضا طفيفا للأسعار المحلية حال استمرار سياسة دول اوبك+ بسلوك ذات المنهج الحالي في تحديد أسعار النفط بالاسلوب الاحتكاري.
(نائب رئيس هيئة البترول الأسبق)

After Content Post
You might also like