محمد نجم يكتب نجوميات| حكايات العدادات الذكية!

وبدأت البحث عن خلفيات الموضوع الذى أعلم تماما أنه بدأ التفكير فيه منذ عام 2006، وأنه أحد توصيات البنك الدولى لمواجهة “الشح المائي” على أساس أن مصر من أكثر دول العالم جفافا!

هكذا ادعى البنك الدولي “اللى كان بيسلف ويدى”، مع وجود نهر النيل الذى مازال مياهه تجرى بأمر الله “تروى العطشان وتطفى نار الحران”، ومع ذلك بدأت مصر تأخذ بالأحوط وبدأ الحديث عن تنظيم عملية توزيع المياه، وتحسين إدارتها، والاستخدام الرشيد للمياه الجوفية من خلال تفعيل روابط مستخدميها، ومن خلال التوسع فى نظم الرى الحديثة.

يعنى الموضوع جد لا هزل فيه؟، طبعا.. فالمياه هي الحياة..، واحتياجاتنا السنوية حوالي 110 مليار متر مكعب، والمتاح حاليا حوالى 60 مليار فقط، منها 55 مليار من النيل العظيم، و2 مليار مياه جوفية وحوالى مليار من مياه الأمطار، والباقي من خلال إعادة استخدام مياه الري والصرف الصحي.

وكيف نغطى تلك الفجوة التي تصل إلى 50 مليار م2؟

حدثت التغطية من خلال ثلاث مسارات، الأولى ما يسمى باستيراد مياه افتراضية (فى شكل منتجات زراعية وحيوانية) بحجم 30 مليار م3، والثاني من خلال البدء فى تحلية مياه البحار والتوسع في استخدامها للزراعات وخاصة المثمرة، ثم أخيرًا الحفاظ على المياه المتوفرة من التسرب أو البخر من خلال برنامج شامل لتبطين الترع والمصارف المصرية وفى جميع أنحاء البلاد.

وما تم وما يجرى تنفيذه وهو ما نصت عليه استراتيجية الموارد المائية لعام 2050 والتي تقوم الوزارة بتنفيذ بنودها بكل جدية، وكانت البداية مع إصدار قانون جديد للموارد المائية.

وإيه حكاية العدادات الذكية التي ستكافح الاستخدام الجائر؟

لا جائر ولا حاجة، الحكاية كلها أن هناك محاصيل شرهة للمياه مثل الأرز والموز وقصب السكر، وقد تنبهت الدولة لذلك وبدأت فى الحد من زراعتها وخاصة قصب السكر واستبدلته فى التوسع فى زراعة البنجر، كما أن هناك فارق كبير بين المنتجعات السياحية والمشروعات الاستثمارية وأغلبها فى سيناء والصحراء الغربية والعلمين والوادي الجديد وبين أراضي الدلتا القديمة وضعف الحيازات فيها، ثم.. أغلب أراضي الدلتا تروى حاليا من خلال ماكينات الري ومن خلال ما يسمى بالمخزون السطحي الذى تجمع من عمليات الري السابقة ولا يعد فى حكم المياه الجوفية الواجب تنظيم استخدامها.

https://gossur.com/190630/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%82%d8%b7%d8%a8-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%82-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%b1-%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1%d8%a7-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9/

وعلى سبيل المثال هناك أكثر من 62 ألف بئر جوفي موجودة فى الصحراء الغربية، أغلبها على شمال طريق الإسكندرية الصحراوي، بل هناك 950 بئر جوفي جديد فى مشروع المليون ونصف المليون فدان بمنطقة الوادى الجديد.

 

هذه المساحات الاستثمارية هي التي سوف تركب على آبارها الجوفية العدادات الذكية، وسوف يتم حساب ما يزيد عن المقنن لها بمبلغ 30 قرش للمتر المكعب.

وللحديث بقية.. إن شاء الله

 

After Content Post
You might also like