مدحت يوسف يكتب : مستقبل المازوت بمصر والعالم مع التوجه لصفر انبعاثات

المازوت أو زيت الأفران حسب الترجمه الحرفية لمسماة العلمى ، له العديد من التصنيفات حسب كم الشوائب وحسب لزوجة المازوت…
اغلي انواع المازوت هو المسمي بالمتبقي( Residual) وينتج مباشرةمن قاع برج التقطير الجوي وهو المناسب للعمليات التحويلية كالجاري حاليا ضمن مشروعات التكرير المصرية العملاقة ليتحول الي منتجات عالية القيمة مثل البوتاجاز والبنزين ووقود النفاثات والسولار.

باقي الانواع تقل سعرا ويعتبر المازوت البحري المستخدم لتموين السفن طبقا لاتقاق ماربول البيئي وهو منخفض الكبريت جدا ذو لزوجة ١٨٠ سنتي ستوك يمثل النوعية الاعلي قيمة .
بينما يأتي المازوت عالي الكبريت -اعلى من ٣,٥ ٪ كبريت – وذو لزوجة تصل إلى ٣٨٠ سنتي ستوك هو الأقل قيمة..وقد تصل الفروق السعرية بين النوعيات الأقل في الشوائب والنوعيات الاعلي نسب شوائب الي ما يوازي ١٣٠ دولار لكل طن.

كان المازوت هو الوقود الاول لكافة الاستخدامات الصناعية في مصر وبلغ في عام ٩١ /١٩٩٢ استهلاك ٨,٦ مليون طن ليتناقص استهلاكه مع دخول الغاز الطبيعي بديلا ليصل الي ٥,٦ مليون طن عام ٢٠٠٣/ ٢٠٠٤ ليعاود ارتفاع استهلاكة بعد احداث يناير ٢٠١١ الي ما يوازي ١٠ مليون طن عام ٢٠١٤ /٢٠١٥ ليصل الآن الي ادني معدل استهلاك سنوي ويرجع ذلك للاعتماد علي الغاز الطبيعي وقودا لمحطات الكهرباء خصوصا لمحطات سيمنز العملاقة بعد اكتشافات الغاز العملاقة وعلي رأسها حقل ظهر..

مصر من الدول التي لا تلجأ للفحم وقودا للافران أو لتوليد الكهرباء وهو الاعلي في مصادر تلوث البيئة ومن هنا جاءت مبادرات مصر المتلاحقة من خلال المؤتمرات الدولية لحظر الاعتماد علي الفحم وقودا …بينما يأتي المازوت في المرتبة الثانية من حيث تلوث البيئة كونه يحتوي علي نسب كبريت متباينة تصل الي ما يوازي ٣,٥٪ كبريت مما يزيد من كم التلوث الصادر ..
إحلال الغاز الطبيعي محل المازوت وقودا للافران ولتوليد الكهرباء ادي الي تحسن كبير في مصادر تلوث الهواء الجوي في مصر علاوة علي مبادرات عدم حرق قش الأرز والتي أدت إلي نتائج ممتازة..حيث أن الغاز الطبيعي انتاج مصر يتميز بأقل نسب كبريت علي مستوي العالم وهو يلقب بالغاز الحلو ( sweet Gas) ..

ولذلك فنجد أن مؤشرات التلوث في البيئة المصرية حدث بها تحسن كبير مؤخرا نتيجة للاعتماد علي الغاز الطبيعي والذي بلغ معدل استهلاكه مؤخرا ما يوازي ٥٨ مليون طن سنويا علاوة علي التحسن الكبير في مواصفات الوقود السائل ( بنزين بأنواعه / السولار ) .

ساهمت التركيبة السعرية للمنتجات البترولية علي هذا التوجه حيث يبلغ قيمة المليون وحدة حرارية بريطانية من المازوت ما يفوق سعر بيع الغاز الطبيعي محليا ….فعلي سبيل المثال سعر المازوت عالي الكبريت يبلغ ٣٤٠ دولار أمريكي عند مستوي سعري لخام برنت يتعدي ٧٠ دولار وهذا يعادل ٨,٥ دولار للمليون وحدة حرارية وهذا السعر يفوق سعر بيع الغاز الطبيعي محليا …

ولكن في ضوء الطفرة السعرية للغاز الطبيعي المسال عالميا في الوقت الحالي الذي تعدي ٣٠ دولار للمليون وحدة حرارية ..فهذا التفاوت السعري سيدفع العديد م
ن الدول لإعادة التفكير في عودة الاعتماد علي المازوت وقودا وتصدير الغاز الطبيعي مسالا و مصر من الدول القليلة التي لديها تلك الإمكانيات …والعقيدة المعروفة للكافة أن المصالح الاقتصادية تلعب دورا هاما ضد توجهات الحفاظ علي البيئة ..حيث ما زالت دول عظمي كثيرة تعتمد علي الفحم الأسوأ بيئيا وقودا لتوليد الكهرباء ولا عزاء للدول المتضررة بيئيا.

After Content Post
You might also like