علماء يبتكرون أدوية جديدة لمعالجة المضاعفات الخطيرة لمرض السكري

ابتكر علماء روس مركبات جديدة يمكن استخدامها لتطويرأدوية لعلاج العواقب الوخيمة لمرض السكري من النوع الثاني، مثل الجروح غير الملتئمة والفشل الكلوي.

وأوضح الخبراء أنه عندما يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم، فإنه يلتصق ببروتينات مثل الهيموجلوبين والكولاجين، إذ يؤدي هذا الأمر إلى التصاقها وتحلّلها، ما يسبب فقدان مرونة الجلد وترقق الأوعية الدموية وتلف الأعصاب، وففا لما ذكرته مؤسسة العلوم الروسية.

وبيّن الخبراء أنه في الحالة الصحية، يتعامل الجسم مع إزالة البروتينات العالقة، لكن في مرض السكري، قد تؤدي هذه العملية إلى فشل كلوي وأمراض في شبكية العين وجروح غير قابلة للشفاء، ومضاعفات أخرى. وفي الحالات الشديدة، قد تسبب التهابًا قد يتطور إلى أورام خبيثة.

وقام علماء من جامعة الأورال الفيدرالية الروسية في يكاترينبورج، ومعهد آي. يا. بوستوفسكي للتركيب العضوي التابع لفرع الأورال التابع للأكاديمية الروسية للعلوم في يكاترينبورغ، وجامعة فولجوجراد الطبية الحكومية، بتصنيع مركبات قادرة على تثبيط التصاق الجلوكوز بالبروتينات، وهي عبارة عن جزيئات أزاهتيرية متعددة الحلقات، تتكون من حلقات كربونية تُستبدل فيها ذرات كربون عدة بالنيتروجين.

وفي السياق ذاته، قال رئيس المشروع المدعوم بمنحة من صندوق العلوم الروسي، والأستاذ المشارك في المركز العلمي والتعليمي والابتكاري للتكنولوجيا الكيميائية والصيدلانية في جامعة الأورال الفيدرالية، كونستانتين سافاتيف: “مركّباتنا فريدة من نوعها لأنها تجمع بين آليتي عمل، فهي لا تخفّض مستويات الجلوكوز فحسب، بل تمنع أيضًا تكوين البروتينات السامة المُحلاة وهي نواتج نهائية لعملية الجليكوزيل”.

بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الخدمة الصحفية لمؤسسة العلوم الروسية أن “المركبات المُصنّعة قللت من نشاط ألفا-جلوكوزيداز، وهو أنزيم يحول الكربوهيدرات المعقدة إلى جلوكوز، ما أدى إلى ارتفاع مستواه في الدم. وتبيّن أن المركبات الجديدة تضعف الأنزيم بفعالية أكبر بـ35 مرة من دواء “أكاربوز” المستخدم عادة في علاج داء السكري من النوع الثاني. وهذا يجعلها مرشحة واعدة لتطوير علاج مُركّب لداء السكري.

واختبر الباحثون هذه المركبات على عينتين من حليب البقر. وقد أظهرت بعض العينات تثبيطًا لتكوين البروتينات “المُسكّرة “بنسبة تزيد عن 70%، أي ضعف فعالية البيريدوكسامين، وهو دواء سريري يُستخدم لعلاج تلف الكلى لدى مرضى السكري.

ويقترح المؤلفون أن المركبات الجديدة تتفاعل مع مجموعة الكاربونيل في الجلوكوز “الرابطة المزدوجة بين الكربون والأكسجين” وتشكل أيضًا مركبات معقدة مع المعادن التي تسرع “الالتصاق” الحديد والنحاس، وبالتالي توقف تأثيرها، ووفقا للخدمة الصحفية لصندوق العلوم الروسي.

ويمكن للجزيئات الجديدة يمكن أن تصبح أساسا لتطوير أدوية ضد مضاعفات مرض السكري من النوع 2 والأمراض العصبية التنكسية وبعض أنواع الأورام الخبيثة.وفي هذه المرحلة، يواجه العلماء مهمة مواصلة العمل مع الجزيئات التي تم الحصول عليها، بالإضافة إلى دراسة خصائصها الكيميائية من أجل اكتشاف مركبات مفيدة جديدة.

 

 

After Content Post
You might also like