المعنى الحقيقي للشعور بالعطش.. دراسة في علم الأعصاب توضح

تكشف الدراسات الحديثة في علم الأعصاب أن العطش ليس مجرد رغبة بسيطة في الشرب، بل هو استجابة دماغية، حيوية لبقائنا، ينشأ من دوائر عصبية معقدة تقع في أعماق الدماغ، وتحديدًا في منطقة تحت المهاد.
ويتواجد الماء في كل عملية بيولوجية داخل أجسامنا، وبينما تعاني الخلايا آثار الجفاف، فإن دوائر عصبية في الدماغ هي التي تفسر هذه الإشارات وتظهر الشعور بالعطش، حيث تراقب هذه الدوائر تركيز الماء والملح في سوائل أجسامنا، وتفعل إحساس العطش عندما يهدد اختلال التوازن استقرار الخلايا.
ومن المثير للاهتمام، أن الأبحاث التي أُجريت على السناجب الأرضية في حالة سبات شتوي تكشف عن تكيفات فريدة في تنظيم العطش، فقد كبتت هذه المخلوقات إشارات عطشها لأشهر وهي تحت الأرض، على الرغم من أن أجسامها تشير إلى حاجتها للماء، حسب ماورد في صحيفة “وايرد”.
ووجد العلماء أنه خلال فترة السبات لدى الحيوانات، تنخفض مستويات الخلايا العصبية المسؤولة عن العطش في الدماغ، ولا تحفّز سلوك الشرب حتى مع احتفاظ هرمون الـ”فازوبريسين” بالماء في الكلى، إذ يشير هذا الفصل بين العطش وحفظ الماء إلى آليات تحكم دماغية مرنة معدلة بدقة بفعل الضغوط التطورية.
وتظهر الأنواع المختلفة مجموعة واسعة من استراتيجيات الترطيب، بدءا من القطط التي تعتمد في الغالب على رطوبة الطعام، وصولا إلى الجمال التي تخزن الدهون وتحولها لإنتاج الماء. حتى لدى البشر، يختلف إدراك العطش من شخص لآخر تبعا لعوامل بيئية، وفسيولوجية ونمط حياة.
إن فهم هذه الآليات المتنوعة يثري فهمنا لمعنى العطش الحقيقي، فهو ليس مجرد رد فعل، بل عملية عصبية حيوية معقدة وتكيفية، ومثالا واضحا على كيفية دمج أدمغتنا للإشارات الداخلية للحفاظ على التوازن الدقيق للحياة.