عازف الأكورديون الذى قرأ الفاتحة فى الكنيسة.. الفخرانى شيطان الفن وملاكه

نحتفل ويحتفل اليوم الفنان الكبير يحيى الفخرانى بعيد ميلاده، حيث ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 7 إبريل من عام 1945 ليكون أحد عمالقة الفن ومبدعيه الكبار ، الفنان القادر على التنوع والإبهار والإبداع فى كل عمل يقدمه، ولا ينافس إلا نفسه، ولا يكرر شخصية قدمها مرتين، وهو ما يفسر رفضه عشرات الأدوار التى يرى فيها تشابهًا مع شخصية سبق وأن قدمها، ليحافظ دائمًا على شعور الدهشة والإبهار الذى يستمتع به المشاهد وهو يتابع عملاً جديدًا من أعمال الفنان صاحب الجماهيرية الكبيرة.

يحيى الفخرانى الفنان المثقف الذى يحق لنا أن نفخر بوجوده وإبداعاته، والذى يغوص فى أعماق كل شخصية يقدمها حتى لا ترى غيره يمكنه أن يؤديها بهذا الإتقان، والقادر على أن يبهرك ويدهشك دائماً ، فحين تراه متلبسًا شخصية الشيطان ونوس لا تصدق أنه يمكن أن يجسد شخصية الملاك الذى أبكاك وغسل روحك عندما جسد الخواجة عبد القادر.

يستطيع أن يجسد شخصية بلبل الشاب الذى يعانى من تأخر عقلى فى فيلم “مبروك وبلبل” وفى نفس الوقت لا ترى غيره قادرًا على تجسيد شخصية الشيخ الحكيم العادل الذى ينطق بالحكمة ويحكم بلدًا ويدير حربًا فى “شيخ العرب همام”، أمير البيزنس والدهاء “سليم البدرى فى ليالى الحلمية”، و”حمادة عزو” الرجل المستهتر الذى يعيش بروح طفل مدلل فى “يتربى فى عزو“.، وغيرها عشرات الأدوار المتباينة والتى تصل إلى حد التناقض وفى كل منها يعيش الفخرانى مشاعر الشخصية وانفعالاتها ويدقق فى كل تفاصيلها فيتحفنا بعمل فنى يليق باسمه ومكانته وتفرده.

ولد يحيى الفخرانى عام 1945 فى الدقهلية لأب يعمل صائغًا، وكان يهوى الموسيقى والعزف على الأوكرديون، وفاز فى مسابقة أحسن عازف بالدقهلية، حيث اعتاد على التفوق منذ الصغر، فالتحق بكلية الطب وفيها انضم إلى فريق التمثيل وبدأت موهبته تسطع، وحصل على جائزة أحسن ممثل على مستوى الجامعات المصرية، وخلال دراسته تعرف على الدكتورة لميس جابر ونشأت بينهما قصة حب كبيرة.

وبعد تخرجه فى كلية الطب عام 1971، عمل الفخرانى كممارس عام فى صندوق الخدمات الطبية بالتليفزيون، وكان ينوى التخصص فى الأمراض النفسية والعصبية، ولكنه عاش فى صراع  بين موهبته ومهنته، ولأنه يعيش بقلب مغامر قرر أن يترك الطب ويحترف التمثيل، وبدأت شهرته مع نجاحه فى المسلسل الاجتماعى الشهير «أبنائى الأعزاء شكرا»، وبعدها توالت أعماله الناجحة، وحصل على أول بطولة فى مسلسل «صيام صيام» الذى عرض عام 1981، وتوالت بعدها العديد من النجاحات والإبداعات.

ولا يقتصر تفرد الفخرانى واختلافه عن غيره وعبقرية شخصيته فى القدرات الفنية فقط، ولكنه يحمل من الصفات الإنسانية مالا يقل عبقرية عن عبقرية التمثيل والأداء، يعرف معنى التسامح ويعيشه ويستوعب الاختلاف بكل أشكاله، تشبع بالسماحة الدينية التى غرسها فيه والده منذ صغره حين سأله عن الكنيسة فقال له الأب أنها بيت الله، و يمكنه أن يصلى فيها مع أصدقائه المسيحيين، قائلاً: «لما تدخل مع أصحابك المسيحيين ابقى اقرأ الفاتحة وكده يبقى بتصلى زيهم”، لذلك لم يقف اختلاف الديانة حائلاً أمام حبه فتزوج من حبيبته لميس جابر وأنجب منها ابنيه شادى وطارق، وله عدد من الأحفاد .

يغيب الفنان الكبير هذا العام عن دراما رمضان ولكن بالتأكيد لا يزال فى جرابه وجعبته الكثير من الإبهار والأعمال التى سيفاجئنا بها ليستمر فيض إبداعه وإبهاره على الجمهور الذى ينتظره دائماُ وهو على يقين بأنه سيرى مالا يستطيع تقديمه سوى ملك الإبداع و الإبهار  يحيى الفخرانى.

After Content Post
You might also like