ما هي الأغذية الفينولية وكيف تؤثر على الحالة المزاجية؟
هل الأطعمة والمشروبات التي تحتوي علي المركبات الفينولية والتي يتم تناولها خلال اليوم تؤثر علي الحالة المزاجية؟ والصحة العامة للأفراد؟؟؟
يقول محمود إمام عبدالسلام حسان، باحث بقسم كيمياء وتصنيف النباتات بمعهد بحوث الصناعات الصيدلية والدوائية بالمركز القومي للبحوث، أن الاهتمام بدراسة التداخل بين العوامل المختلفة منطقا علميا لفهم و تفسير بعض الظواهر أو الحقائق التي تشغل بالنا. في هذه السلسلة سوف نستعرض سويا العلاقة بين بعض الأطعمة والمشروبات الغنية بالمركبات الفينولية التي يتم تناولها خلال اليوم والتي يكون لها تأثيرا علي الحالة المزاجية والصحة العامة للأفراد.
في بداية المقال لابد من توضيح أهمية المواد الفينولية داخل جسم الأنسان والتي تعرف بمضادات الأكسدة والتي تعد أسلحة دفاع ضد أي أعتداء من الشقوق الحرة الضارة بالجسم التي ينتج عنها كثير من الأمراض ومن ثم ضعف الجهاز المناعي وبالتالي فالحفاظ علي تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بمضادات الأكسدة يحافظ علي التوازن الدفاعي داخل جسم الإنسان.
فعند تناول وجبات الطعام بكميات متزنة والحفاظ علي السوائل طوال اليوم يجعل اليوم أكثر حيوية وإشراقا. وتعد أشهر الوجبات المصرية في وجبة الفطور تناول المصريين لطبق الفول بجواره قطع من البصل والليمون، أما بالنسبة لوجبة الغداء فنجد طبق الكشري وبجواره الدقة والصلصه أو الشطة من أشهر الأطباق، أما وجبة العشاء فنجد حرص المصريين علي تناول الأجبان أو الزبادي مع بعض الفواكه مثلا مثل البرتقال واليوسفي والرمان وغيرهم. أما بالنسبة للمشروبات فنجد كوب الشاي وفنجان القهوة يتصدران المشهد، جنبا إلي بعض العصائر الطازجة الغنية بمضادات الأكسدة.
فمن نعم الله علينا عزيزي القارئ لك أن تتخيل، أن حبات الفول التي نتناولها صباحا غنية بالأحماض الفينولية البسيطة مثل البروتوكاتشويك والفريوليك والكوماريك ليس هذا فحسب ولكن يوجد الأسترات الفينولية الذائبة منها، بالإضافة إلي المركبات الفلافونيدية لمشتقات الكورستين والكامفيرول وجلوكوسيداتهم والأيزوفلافونيد ومشتقات الليتولين. أما إذا إنتقلنا إلي شرائح البصل الصفراء أوالحمراء منها، فنجد أنها غنية بالمركبات الفينولية مثل أحماض الجاليك والفريوليك والجليكوسيدات الفلافونيدية لمشتقات الكورستين. وإياك أن تنسي عصير نقاط الليمون فهي غنية بفيتامين سي، والأحماض الفينولية مثل الجاليك والفريوليك والكافيك والكلورجينك، كما أنها غنية بالمركبات الفلافونيدية وجليكوسيداتها مثل الايريوسترين والروتين و والهسبريدين والاريوديكتول والنارنجنين، كما يوجد السيننستين والنوبيلتين والتانجريتين. ويمد طبق الفول المدمس الفرد طاقة حرارية عالية ودهون معظمها غير مشبعه وبروتين وألياف ونسبة كبيرة من الماء، جنبا إلي البصل والليمون.
كل هذه المركبات الفينولية الطبيعية لها القدرة علي محاربة الإجهاد التأكسدي و وتنشيط الجهاز العصبي والمناعي وبالتالي تساعد في الحفاظ على الصحة المعرفية والعقلية، وكذلك الشفاء من الأمراض الخاصة بالجهاز العصبي وعلي ضوء ذلك فإن تناول مثل هذه الأغذية في النظام الغذائي اليومي يعد وسيلة لمحاربة الاضطرابات المعرفية والنفسية. كما أن الإسراف في تناول الفول يزيد من حمض اليوريك ويؤدي إلي مايسمي بالنقرص.
وهنا نكون قد وصلنا لنهاية المقال الأول ومعرفة العلاقة بين وجبة الإفطار الغنية بالمركبات الفينولية والحالة النفسية والمزاجية.